بعد إعلان “فوزه بالانتخابات”.. أبرز تحديات بايدن الخارجية

تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير، السيت، التحديات الخارجية التي ستواجه جو بايدن الذي أعلنت وسائل الإعلام الأميركية فوزه في انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة.
ومن أبرز هذه التحديات، بحسب الصحيفة، الشرق الأوسط، وإصلاح العلاقات مع الصين وأوروبا.
الصين
الصين قوة اقتصادية عظمى ومنافس جيوسياسي لأميركا.
وفي عهد الرئيس دونالد ترامب، شهدت العلاقات بين واشنطن وبكين، خلافات كبيرة حول التجارة وبحر الصين الجنوبي وهونغ كونغ وتايوان وحقوق الملكية الفكرية، وفاقم وباء كورونا، الذي انطلق من الصين، حدة تلك الخلافات.
تقول نيويورك تايمز، إن بايدن هاجم الصين خلال حملته الانتخابية ووصف رئيسها بـ “السفاح”. لكن البعض اعتبر ذلك تكتيكا سياسيا  في ظل اتهامات ترامب لبايدن بالتساهل مع بكين، خصوصا عندما كان نائبا للرئيس في عهد أوباما. 
الشرق الأوسط: إسرائيل، السعودية، وإيران 
الشرق الأوسط يعتبر ملفا شائكا في السياسية الخارجية للولايات المتحدة، وقد يجد بايدن تحديات أكبر في ظل التغيرات التي شهدتها المنطقة في عهد ترامب خصوصا في ما يتعلق بإيران وعملية السلام.
وصف بايدن سياسية ترامب حيال إيران بالفاشلة، ووعد بإصلاحها من خلال العودة للاتفاق النووي الذي وقعته القوى الكبرى في عهد أوباما مع طهران في عام 2015.
ووعد بايدن بإلغاء فوري لحظر السفر الذي فرضه ترامب على إيران ودول أخرى معظمها ذات أغلبية مسلمة.
ومع ذلك، تنقل نيويورك تايمز عن خبراء قولهم، إن بايدن سيواجه تحديات صعبة في أي مفوضات مع إيران.
وترى الصحيفة أن تقارب أميركي مع إيران قد ينفر إسرائيل وكذلك السعودية اللتين تريان في إيران “عدوا” مزعزعا للاستقرار في المنطقة.
ويوم الجمعة، رسم تقرير لفورين بوليسي صورة قاتمة لمستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، مغايرة تماما لما هي عليه في عهد ترامب.
ولم يستبعد التقرير أن  ترد  الرياض على سياية بايدن المحتملة، بتعزيز العلاقات مع الصين.
وتوقع التقرير أن يتبع بايدن، المناهض للاستيطان، مسارا مختلفا في عملية السلام يفضي إلى تواصل مع القيادة الفلسطينية التي تتهم ترامب بمحاباة إسرائيل. 
هذا، حسب التقرير، قد لا يكون مريحا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانايهو، رغم تصريحات سابقة لبايدن قال فيها إنه لن يعكس قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس. 
يشار إلى أن زعيم المعارضة الإسرائيلية استبق نتانايهو في تهنئة بايدن بالفوز.
اوروبا
وتشير  نيويورك تايمز  إلى أنه، ربما باستثناء بريطانيا، شهدت العلاقات الاميركية الأوربية، في عهد ترامب، توترات شديدة ناجمة عن أسباب عدة، من بينها معارضة ترامب  لاتفاقية باريس للمناخ، ودعوته لتغييرات في حلف الناتو والاتفاقيات التجارية، ناهيك عن تشجيعه  القوي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي (بريكست).
أما بايدن، يمضي تقرير الصحيفة، فأبدى مواقف مغايرة، لذلك قد يجد نفسه في موقف محرج خصوصا مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي احتضن ترامب. ويرى التقرير أن بايدن ليس في عجلة من أمره لإتمام صفقة بريكست.
كوريا الشمالية
وصف بايدن تقارب ترامب مع كوريا الشمالية بأنه استرضاء لديكتاتور وسياسة فاشلة لم تفض الى نزع سلاح بيونغ يانغ النووي، فيما هاجمت كوريا لاشمالية بايدن بشدة.
وقال بايدن إنه سيضغط من أجل نزع السلاح النووي و “الوقوف مع كوريا الجنوبية” ، لكنه لم يحدد كيف سيتعامل مع الميول العدوانية لكوريا الشمالية.
روسيا
توقع  تقرير نيويورك تايمز أن يتبع بايدن سياسة أكثر صرامة مع روسيا من تلك التي اتبعها ترامب الذي شكك في فائدة الناتو وقلل من أهمية التحذيرات الاستخباراتية بشأن تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية، وأعرب عن إعجابه بالرئيس فلاديمير بوتين.
بايدن الذي دفع، حين كان نائبا للرئيس  في عهد أوباما، لفرض عقوبات على روسيا بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، قد يسعى، بحسب التقرير، إلى تمديد هذه العقوبات واتخاذ خطوات عقابية أخرى.
اتفاقية باريس والالتزامات الدولية
خلافا لترامب، قال بايدن إنه بمجرد انتخابه رئيسا سيعود إلى  اتفاقية باريس للمناخ للحد من الاحتباس الحراري، وكذلك سيستعيد عضوية بلاده في منظمة الصحة العالمية، فضلا عن عكس قرارات ترامب المناهضة للهجرة.
ولكن مع ذلك، ينوه التقرير إلى الصعوبات التي قد يواجهها بايدن لتحقيق ذلك في ظل الدعم الكبير الذي حظيت العديد من سياسات ترامب في الولايات المتحدة، واستدل التقرير بالانقسام الشعبي الواضح في الانتخابات الرئاسية.

لمشاركة الرابط: