“معاريف” تنشر تقريراً مصوراً عن سرقة موشي دايان للآثار المصرية من سيناء

نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية ، السبت 26 سبتمبر أيلول 2020، تقريراً تضمن جزءاً من حياة وزير الدفاع الأسبق موشيه دايان، وتطرق إلى معلومات عن قيامه بسرقة آثار مصرية من شبه جزيرة سيناء المصرية في يوليو تموز من عام 1969، مع صور له تؤرخ لعملية السرقة .
تقرير الصحيفة الإسرائيلية حمل عنواناً قال إن دايان إستمر في سرقة الآثار المصرية خلال الفترة بين حربي 1967 و1973، وإنه ضُبط وهو يسرق، حيث كان يطلب من الجنود القيام بالحفر ويأخذ الآثار من من منطقة “سرابيط الخادم” في شبه جزيرة سيناء حيث يوجد معبد أثري فرعوني، ويضعها في أكياس ثم ينقلها إلى بيته عبر مروحية.
وكان موشيه ديان دايان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي خلال العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956، ثم وزيراً للدفاع خلال حرب يونيو حزيران 1967.


وقال صحفي يدعى عيدو ديسنتشيك إنه كان شاهداً على ما جرى، وإنه في أحد الأيام تلقى هو وزملاؤه أمراً بالذهاب إلى “سرابيط الخادم”، وهو معبد أثري فرعوني ، وذلك لتأمين وزير الدفاع دايان، خلال جولته في المنطقة.
أضاف ديسنتشيك، أنه تم نقل الجنود بعربات عسكرية إلى وجهتهم، وما إن وصلوا حتى وجدوا مروحية دايان وقد حطَّت في المكان، مشيراً إلى أن “وزير الدفاع الإسرائيلي لم يكن ينتظر تأميناً، وربما لم يعرف أصلاً أننا قادمون، وقام هو وصديقه خبير الآثار بجولة لم تكن عسكرية بل أثرية”.
يضيف أن الطيارين الإسرائيليين وضعوا على متن الطائرة حقائب، أمرهم دايان بنقلها من الموقع، وفق ديسنتشيك الذي جلس هو ورفاقه الجنود يشاهدون بدهشةٍ ما يحدث.
ويتابع التحقيق أنه يستحيل تحديد عدد القطع المسروقة من موقع سيناء بشكل دقيق، إلا أنّ علماء الآثار يقدّرون أن دايان سرق عشرات الآلاف منها بعمليات حفر ضخمة. ويعترف عالم الآثار الإسرائيلي أفيس غورون ، المسؤول عن الحفريات في سيناء بين عامي 1978 و1982، بأن : “موشي دايان كان يعطي الأوامر بالتدمير الكامل للمواقع الأثرية بعد سرقتها بحيث يستحيل اليوم تقويم الأهمية التاريخية لهذه المواقع”.
أنهى ديسنتشيك خدمة الاحتياط وعاد إلى منزله ، وأخبر والده أرييه الذي كان وقتها رئيس تحرير صحيفة “معاريف”، بما شاهده في “سرابيط الخادم”، مشدداً على ضرورة نشر ما حدث ، ليعلم الإسرائيليون ما يفعله وزير دفاعهم.


يقول ديسنتشيك إن أباه رفض النشر وقتها، وقال له: “ما تخبرني به لا يفاجئني، وأية قصة عن موشيه دايان لن تفاجئني، فهو على استعداد للقيام تقريباً بكل شيء سيئ، لكننا لن نكتب عن ذلك”.
رئيس تحرير “معاريف” أخبر إبنه آنذاك بأن الإسرائيليين “يجب أن يقبلوا دايان بخيره وشرِّه، لأنهم بحاجة إليه، فهو سندهم وأملهم الذي سيقودهم إلى النصر في اليوم الموعود”.
لم يكن أصدقاؤه يخشون عقوبات السلطات المختصة بحماية الآثار، فقد دخل موشي دايان مرةً عنوة حفريات أثرية في موقع يدعى غيكاثيم، وسرق مقابر وهياكل عظمية تعود لفترة ما قبل التاريخ، وفق ما نقله موقع al-akhbar
ووفق الموقع المذكور كانت حكومات إسرائيل وشعبها مستعدة لـ”تغطية” سرقات دايان وحتى للدفاع عنه بغية إرضاء من اعتبروه “البطل الأسطوري الذي قاد إسرائيل إلى النصر في حرب 1967”.
وواضح في سيرة دايان عشقه لسرقة الآثار ، وذلك في محاولات لإضافة بعض “الرومانسية” إلى حياته الصاخبة بالمعارك ، أو ربما لتصويره مغامراً، مكتشفاً للحضارات الغابرة، أو مُنقذاً للآثار المندثرة.
كما نشر موقع al-akhbar أيضاً عن قيام موشي دايان بسرقة آثار من موقع أثري في دير البلح في غزّة، حيث عثر على عشرات من النواويس المنحوتة على شكل بشر تعود إلى العصر البرونزي القديم (5000 ق.م.)، فإستخرجها واستحوذ عليها واستملك محتوياتها، وكلها تحف لا تقدّر بثمن.
المصدر : عربي بوست

لمشاركة الرابط: