رغم الحجر الصحي الذي فرضته السلطات الإيطالية، فإن عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا لم يشهد تحسنا ملحوظا، إذ وصل لنحو 100 ألف إصابة الاثنين، ما يطرح تساؤلا حول فعالية الإجراءات الاحترازية الإيطالية.
ويرى خبراء صينيون أن إيطاليا تحتاج إلى التحول للحجر الصحي الجماعي لجميع مرضى “كورونا”، حتى الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة للمرض بدلا من عزلهم في المنازل، بحسب تقرير لوكالة “بلومبيرغ” الأميركية.
وقال رئيس قسم الجهاز التنفسي بمستشفى غرب الصين بجامعة سيتشوان، ليانغ زونغ آن، إن الأطباء في ووهان قد ارتكبوا نفس الخطأ في بداية الأزمة، فبينما أرسل المصابون بشدة إلى المستشفيات، نصح الأطباء الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض بسيطة بعزل أنفسهم في المنزل، لتخفيف الضغط على النظام الصحي في ووهان.
في ذلك الوقت، لم تكن الإصابة بالفيروس مفهومة، لكن يعرف الباحثون اليوم أن أولئك الذين لديهم أعراض خفيفة وطلب منهم أن يبقوا في المنازل، ينقلون الفيروس إلى الآخرين، سواء داخل المنزل أو خارجه.
وأفادت صحيفة “كوريرا دلا سيرا” الإيطالية، الاثنين، بشن السلطات الإيطالية حملة على منتهكي حظر التجول، كان من بينهم 50 شخصا ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا، كانوا يتجولون في الشوارع بدلا من البقاء في المنزل.
وبدأت مدينة ووهان الصينية في حجر الحالات الخفيفة في المكاتب، والملاعب، والصالات الرياضية التي تم تحويلها إلى مشاف مؤقتة، وقد أدت هذه الخطوة إلى تقليل حدة انتشار الفيروس بشكل كبير.
ويقول ليانغ إن فريقه نصح إيطاليا باتباع أسلوب الصين في حجر أصحاب الأعراض الخفيفة بعيدا عن عائلاتهم. وقد أظهرت دراسة أجريت في الصين أن 80 بالمئة من الإصابات العنقودية نشأت من الأشخاص الذين طلب منهم البقاء في منازلهم، وفقا للباحث شياو نينغ، بمركز مكافحة الأمراض الصيني.
وأوضح ليانغ أن العائلات الإيطالية عموما تعيش في شقق أوسع من شقق سكان ووهان، لكن رغم ذلك فإن هناك أدلة تشير إلى أن عائلات بأكملها تصاب بالعدوى بسبب شخص مصاب بينهم، وذلك على الرغم من محاولات عزل المصابين في غرف منفصلة.
“لا نستطيع أن نقول أن تقيم إن كان الحجر المنزلي صحيحا أم خاطئا، لأن كل بلد لديها آلياتها، لكننا وجدنا بعض المشاكل (في إيطاليا)”، يقول شياو.
وقال ليانغ إن الخبراء الإيطاليون الذين قابلوا الفريق الصيني، لم يتمكنوا من تحديد مجموعات العدوى التي نشأت من العزلة المنزلية.
يذكر أن مدينة ميلان قد بدأت في تحويل الفنادق إلى مستشفيات لمرضى كورونا أصحاب الأعراض الخفيفة. حيث خصصت الغرف لحجز المرضى بعيدا عن عائلاتهم أثناء فترة الحجر.
المصدر – الحرة