(بالفيديو) إليكم ما أخفته السلطة الإيرانية بحجب الإنترنت

مع انطلاق احتجاجات الوقود الشعبية الايرانية في الـ 15 من الشهر الماضي والتي استمرت خمسة ايام، عمد النظام إلى حجب شبه كامل لشبكة الإنترنت في البلاد، وبات الحصول على معلومات موثقة مهمة صعبة آنذاك، وما زالت خفايا تلك الاحداث تتكشف يوما بعد يوم، من خلال تقارير مدعمة بمقاطع فيديو لحقيقة تعامل السلطة مع المحتجين على الزيادة غير المسبوقة فرضتها التي الحكومة الإيرانية على أسعار البنزين، ورغم ان الاحتجاجات اتخذت طابعا سلميا في بدايتها الا ان الشارع سرعان ما تحول إلى ساحة حرب وعمت الفوضى في مختلف المناطق الايرانية.
من جهتها نشرت صحيفة “غارديان” البريطانية تقريرا مفصلا سلط الضوء على أحداث دراماتيكية، شهدتها مدينة شيراز الإيرانية الشهر الماضي على خلفية المظاهرات، وكشف التقرير المدعم بمقاطع فيديو وشهادات نشطاء تفاصيل مثيرة عن كيفية تعامل السلطات مع المظاهرات في شيراز التي تعد العاصمة الثقافية للبلاد وتعرف بـ”مدينة الورد”.
ويظهر مقطع فيديو سجل في يوم الجمعة 15 نوفمبر، بعد ساعات من إعلان الحكومة عن رفع أسعار البنزين بثلاثة أضعاف، امرأة خرجت من سيارتها لإبداء غضبها إزاء هذه الخطوة لحارس في محطة وقود، ولحث المواطنين على إيقاف سياراتهم وسط الشوارع والتظاهر في اليوم اللاحق.


ويظهر فيديو آخر مئات السيارات الموقوفة التي شلت، في صباح يوم السبت، أحد أهم الطرق في “مدينة الورد”.
وبحسب مواقع التواصل الاجتماعي، توسعت رقعة المظاهرات خلال الساعات اللاحقة، مع وقوع اضطرابات ملموسة في ست مناطق على الأقل، وحصول “حادثين كبيرين” في ضاحية صدرا وبلوار معالى أباد، حيث تقع مقار كثير من المصارف والمحالات التجارية.
غير أن المظاهرات كانت غالبا سلمية في البداية، دون استخدام السلطات القوة لمواجهتها، حيث تظهر فيديوهات محتجين يرحبون بعناصر الشرطة ويسلمونهم زهورا.


ا أن ذلك لم يدم طويلا، وتوثق لقطات أخرى فض عناصر الأمن للمتظاهرين في بلوار معالى أباد في نفس اليوم، مع صعود دخان يبدو أنه الغاز المسيل للدموع.
وتوثق فيديوهات أعمال شغب شهدتها المدينة، بما في ذلك نهب محالات تجارية واندلاع حرائق في عدة نقاط، فيما احتدمت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في بعض المناطق.
وفي اليوم نفسه، استخدمت قوات الأمن لأول مرة الرصاص الحي ضد المتظاهرين في بلوار معالى أباد، ما أدى إلى سقوط أول قتيل في صفوفهم، وهو شاب عمره 20 عاما.
وأثار ذلك غضب المتظاهرين الذين رشقوا بالحجارة مركز الشرطة المحلي وأضرموا النار فيه ليلا، وقال أحد المحتجين في مقطع فيديو إن قوات الأمن واصلت استخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، بالتزامن مع قيام بعض الناس بأعمال شغب وإشعال حرائق.


ووصف ذلك المتظاهر الوضع في المدينة بأنه “عنف لم يره من قبل”، مضيفا: “حاولنا إقناع هؤلاء الذين كانوا يضرمون النيران بالتوقف، وهم ليسوا معروفين بالنسبة لنا، غير أنهم كانوا غاضبين للغاية ولم يكن بوسع أحد إيقافهم”.
ويومي السبت والأحد، 16 و17 نوفمبر، خرجت مظاهرات في مختلف أنحاء المدينة، وتحولت ضاحية كلشن جنوب غربيها إلى “منطقة حرب”، حسب أحد النشطاء، بعد وصول قوات الأمن إليها بأسلحة ثقيلة ومروحيات، مع إغلاق جميع الطرق المؤدية إليها، من السبت حتى الثلاثاء اللاحق.
وشهدت المدينة جولة جديدة من التصعيد، يوم الأحد، إذ أضرم المتظاهرون النيران في مقر إمام بارز في ضاحية صدرا، وردت أجهزة الأمن على ذلك بقوة، مع إطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع من مروحيات على حشد من المحتجين، وتم اللجوء إلى هذا التكتيك لاحقا في عدة مناطق أخرى.
واستعادت قوات الأمن السيطرة على شيراز بالكامل الاثنين اللاحق 18 أكتوبر، ووثق نشطاء محليون إحراق 80 من مكاتب المصارف وسبع محطات وقود في المدينة خلال الاضطرابات.
وأعلنت منظمة العفو الدولية عن مقتل 15 متظاهرا في “مدينة الورد” خلال الاحتجاجات، غير أن أحد النشطاء الإيرانيين تحدث نقلا عن “مصادر موثوق بها” داخل المدينة عن سقوط 69 قتيلا في شيراز وضاحية صدرا.
المصدر روسيا اليوم + صحيفة “غارديان”
www.nextlb.com

لمشاركة الرابط: