هل سمعتم بـ “كشمير المسك”؟… غزال نادر بأنياب يعود من الإنقراض!

بالرغم من التطور الكبير الذي شهده العالم منذ تسعينيات القرن الماضي، ما يزال الإنسان غير قادر على اسكشاف كائنات كنا نظن أنها انقرضت وعادت للظهور مرة جديدة،
ولا سيما بالنسبة إلى الحياة البرية، فنحن نعيش في عالم مترامي الأطراف، وهناك الكثير من المجاهل البعيدة، والمناطق التي لم تطأها قدم إنسان من قبل، هذا بالإضافة إلى اكتشاف أنواع جديدة من الكائنات.
ما أثار اهتمام العلماء مؤخرا اكتشافهم لأنواع كانت قد صنفت على أنها انقرضت أو هي في طور الإنقراض، ولا سيما الذئاب في بعض المناطق الأوروبية، لكن تبين لاحقاً أنها لا تزال موجودة، وصارعت لتبقى في منأى عن تهديد الإنسان لها، ولم نتمكن من رصدها طوال فترة اختفائها، إلى أن عادت وتكاثرت من جديد، ما فرض عليها توسيع دائرة محيطها الحيوي بحثاً عن الغذاء، وهذا ما سهل إعادة اكتشافها، عن طريق الصدفة، وليس عبر رصد موائلها البعيدة.
ويبدو أن بعض الحيوانات البرية تتوارى عن أنظار الانسان – عدوها الأول، لتؤمن ظروف حياتها بعيداُ من الخطر، وكأن ثمة ما يحركها لتنأى بنفسها عن الفناء وتؤمن ديمومة بقائها في الطبيعة، فتتكاثر وتعود للظهور من جديد.
كشمير المسك
وأشار علماء إلى عودة غزال نادر كان يعرف بإسم “كشمير المسك”، ويملك أنياباً بارزة في فمه، للظهور مجدداً في البرية في أفغانستان، وذلك بعد اختفائه منذ 65 عاماً، كما ذكرت وسائل إعلام أوروبية تعنى بالحياة البرية.
وبحسب “جمعية الحفاظ على الحياة البرية” Wildlife Conservation Society في إقليم نورستان الأفغاني، تم توثيق خمسة مشاهدات لغزال كشمير المسك (واسمه العلمي Moschus cupreus)، والذي كان آخر تسجيل علمي لظهوره، من قبل فريق مسح دانماركي في العام 1948 من القرن الماضي.
ما تجدر الإشارة إليه في هذا المجال، هو أنه بالرغم من أن أنياب ذكور غزلان “كشمير المسك”، تشبه إلى حد بعيد أنياب “مصاصي الدماء” Vampires، كما صورتها الأفلام السينمائية، لكنها لا تستخدم لإمتصاص الدم، وإنما للحفر في التراب.
وبحسب علماء، فإن الرائحة التي تطلقها هذه الغزلان، والمنبعثة من غددها، ساهمت بتعرضها للخطر، حيث كانت تباع بمبلغ يصل إلى 45 ألف دولار في السوق السوداء في فترات سبقت إختفاءها
كنوز أفعانستان
وسجل فريق حماية البيئة نتائج بحثه في عدد من الدوريات العلمية ظهور أيل ذكر من الغزلان ثلاث مرات في المنطقة نفسها، في حين شوهدت أنثى وحدها، فضلا عن واحدة أخرى مع صغيرها.
وقال نائب مدير برامج آسيا (WSC) بيتر زاهلير إن “غزال المسك أحد الكنوز الثمينة في أفغانستان، إلى جانب النمور الثلجية، وغيرها، ويجب بذل أفضل الجهود للمحافظة على هذه الأنواع النادرة”.
فهل سنحافظ عليها بعد “انقراضها” الأول، أم أن يد العبث والجهل ستطاردها من جديد؟

لمشاركة الرابط: