4 جلسات ل”الملتقى الإعلامي العربي” ركزت على حرية الإعلام والتعبير والشفافية والصدقية ومواكبة العصر

النائب عدوان نوه بجهود الوزير مرقص وأكد اقرار مشروع القانون الجديد قريبا
واصل “الملتقى الإعلامي العربي” في دورته الحادية والعشرين” بعنوان “الاعلام والتنمية…شركاء الحاضر تحالف المستقبل”، الذي أقيم بالتعاون مع وزارة الاعلام في قاعة المؤتمرات في مبنى طيران الشرق الاوسط في بيروت، أعماله، فعقدت الجلسة الاولى، بعنوان :”الاعلام العربي في قلب التنمية المستدامة “بالتعاون مع مركز “تريندز للبحوث والاستشارات”، ادارها رئيس المركز الدكتور أحمد العلي.
أبو رغيف
وتحدث رئيس هيئة الاعلام والاتصالات في العراق د. نوفل أبو رغيف عن الوضع الاعلامي في العراق وما تقوم به الهيئة لتنظيم الاعلام ومواجهة التحديات واقامة المبادرات. واعتبر أنه “ليس من اليسير بمكان ترميم الفجوة بين الاعلام الرسمي وغير الرسمي وهو بحاجة الى المزيد من الوقت”، وقال :” المهم أن نتصالح وتشخيص المشكلات التي يعانيها الاعلام، وهذه المؤتمرات هي احدى الوسائل لنبدأ بترميم هذه العلاقة لكي يشعر جميع الاطراف بان المسؤوليات تضامنية وأساسية”.
وأشار أبو رغيف الى “أن الذكاء الاصطناعي والاعلام الرقمي يمكن أن يشوه الأمور ويسيء الى العلاقة بين الدول، فالمطلوب البناء التكاملي للجميع والعلاقة بين التنمية والاعلام هي علاقة تحالف ويجب أن تنتهي الى شراكة ، الاهم مناقشة الامور بتجرد ومن دون أحكام مسبقة”.
البراك
وتحدث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمارات السابق د. سعد البراك عن الثورة الرقمية وتأثيرها على دور الاعلام العربي في دعم التنمية المستدامة. واعتبر أن” التخويف وإلقاء اللوم على الاعلام وعلى الذكاء الاصطناعي في تزييف الاخبار، يبدأ كله من الإنسان”، مشيرا الى “فشل الإعلام العربي الرسمي فشلا ذريعا فهو الناطق الرسمي بإسم النظام”.
وقال :”الثورة الرقمية ممتدة من بداية خلق نظم المعلومات، وليس مقبولا أن نبحث دائما لتبرير واقعنا عن طريق لوم أدوات خارج النطاق البشري”.
واعتبر أن “وزارات الإعلام العربية مترهلة ومتساقطة وقديمة، وفي كل دول العالم المتقدم لا وزارات اعلام، أول خطوة في تحرير ودفع الاعلام العربي نحو الحداثة أن يكون التعامل حرا من دون وجود وزارات اعلام وإنشاء مؤسسة للاذاعة والتلفزيون لنشر خطط الحكومة وتنظيم القطاع العام بما لا يتجاوز الحدود المتعارف عليها”.
ودعا البراك الى إلغاء وزارات الاعلام، وقال:” لنوفر الجهد فالاعلام يتنفس من خلال الحرية ، ويجب البناء على أساس فلسفة توفير بيئة مناسبة لينمو الاعلام الخاص. فمرحلة التقييد والمنع غير عملية ونحن نطمح في توسيع هامش الحرية”.
النائب عدوان
وتحدث رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان الذي رحب بداية بوجود وزير الإعلام السوري، وقال:” نحن والإخوة السوريون عانينا طويلا من نظام بائد ظلم اللبنانيين والسوريين معا، وأتمنى لسوريا ولشعبها أن يخطوان في اتجاه الحرية وتأمين الأمن لجميع المكونات”.
وتحدث عدوان بإسهاب عن الإعلام في لبنان واعتبر انه “شرط أساسي لاي عملية تنموية حقيقية “، وقال:”من دون إعلام يراقب ويكشف ويحاسب لا يمكن أن يكون هناك تنمية شفافة ولا إدارة نزيهة ولا مواطن فاعل، ولا يسعني الا أن أشير الى الجهود الكبيرة التي بذلها وزير الاعلام بول مرقص في دعم هذا التوجه وفي الدفع نحو تحديث المنظومة الإعلامية وإطلاق حوار بناء بين المؤسسات الاعلامية، وستقر لجنة الادارة والعدل مشروع قانون الاعلام الجديد في جلساتها المقبلة وتحيله مباشرة الى الهيئة العامة لمجلس النواب لاقراره بصورة نهائية لأن لبنان بحاجة الى هذا القانون الذي يؤسس لإعلام حديث مسؤول ومستقل”
وردا على سؤال عن الاطار التشريعي وهل هو كاف لحماية الاعلام ،قال:” لا أعتقد فهناك تفاوت بين بلد واخر، وأكثرية البلدان العربية مرت بحروب ومشاكل وتدخلات أجنبية زعزعت وضعها، ومع بدء الاستقرار في العراق وسوريا نأمل أن نذهب الى قوانين واضحة تحمي الاعلام وتضع حدا فاصلا بين الاعلام وما ليس إعلاما”.

المصطفى
بدوره تحدث وزير الاعلام السوري حمزة المصطفى فأشار الى أن “سوريا بعد ستة عقود من الاستبداد كانت خارج كل المؤشرات السياسية والاقتصادية والتنموية وكان نحو 90% من شعبها تحت خط الفقر”.
وقال :”لقد تعامل النظام البائد مع الدولة كقوة احتلال خارجي أو داخلي . وفكرة تبلور المؤسسات، تحتاج الى مرحلة انتقالية والى أنظمة عمل إعلامي للوصول الى سياقات أكثر انفتاحا. وما يميز بين الدول هو هامش الحرية، ومن بينها حرية الصحافة، ونحن دائما في هذه السياقات الإعلامية “.
وختم :”في سوريا كان لدينا نقاش كبير كيف يكون الاعلام وقررت الحكومة الحفاظ على حرية التعبير وقسمنا الاعلام الى مستويات: مستوى الإعلام الحكومي ، والمستوى الرسمي أي صوت الحكومة والدولة يكون عبر الوكالة الرسمية السورية ونحن نطمح الى أن ينتقل الإعلام الرسمي من الصيغة الحكومية الى الاعلام العام والخاص وأن يكون صوتنا وصوت المعارضة والوطن”.
الجلسة الثانية
وعقدت الجلسة الثانية تحت عنوان “دور الإعلام في بيئة مؤاتية للتنمية الاقتصادية”، أدارتها رئيسة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي لميا مبيض، وقالت: ” الإعلام هو الصورة الأولى لمن يريد العمل في البلد وهو يبرز إمكانات البلد وكلما كانت الرسالة الإعلامية واضحة تزداد الثقة ويزداد الإستثمار”.
وقدمت مبيض أمثلة عن دولة الامارات العربية المتحدة ودول الخليج والمغرب وكيفية تعاطي الإعلام مع الإضاءة على الإستثمارات والمشاريع “.
وتحدث الإعلامي اللبناني البير كوستانيان، وهو اقتصادي، ومقدم برامج ، في مداخلته عن كيفية انتقال الإعلام من إعلام الأزمات إلى إعلام التنمية”، وإعتبر أنه” يجب أولا أن تنتقل المنطقة من منطقة الأزمات الى منطقة تنمية ، ولذلك لا بد من أن يركز الإعلام على مساعدة المجتمعات على تفادي الأزمات واستباقها “.
وأعطى كوستانيان مثالا عن التحربة اللبنانية وقال:” على الرغم من وجود تاريخ إعلامي ورئة إعلامية إلا انه لم يستطع تفادي أو تحذير المجتمع والناس من الازمة الاقتصادية”.
وأضاف “صحيح أن الإعلام لا يستطيع تفادي الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، ولكنه كان باستطاعته تفادي الازمة الاقتصادية” .
ولفت الى أن”دور الإعلام هو الإضاءة على المفاهيم الاقتصادية، ومساعدة المجتمع على مواكبة العصر لأن التغييرات تحدث بسرعة كبيرة”.
وأشار إلى أن “دور الإعلام ليس ترويجيا ، وعليه أن ينقل الواقع لا أن يجمله أو يحجبه”.
وإعتبر كوستانيان أن “الإعلام يجب أن يتمحور حول تعزيز الشفافية والرقابة، وليس الترويج، إنما مساءلة الحكومة، ومصرف لبنان ، والأحزاب”.
وانتقد في مداخلته تركيز بعض برامج “التوك شو” على” إثارة وخلق المشاكل بهدف زيادة المشاهدة”. واعتبر أن” المعلومة في لبنان وجهة نظر ولا يوجد عندنا أرقام “، مضيفا:” يوجد مفاهيم اقتصادية غير واضحة لذلك على الإعلام تبسيط المصطلحات الاقتصادية”.
ولفت الى “غياب الثقافة الاقتصادية لدى عدد كبير من الإعلاميين، لذلك فان دور وسائل الإعلام يتركز على” إيجاد أكاديمية تقدم المفاهيم الاقتصادية الأساسية للإعلاميين، فالسياسة اقتصاد والاقتصاد سياسة”.
الوقيان
بدوره ، اعتبر مدير المعهد العربي للتخطيط عادل الوقيان في مداخلة له أن “هناك فجوة بيانات احصائية لذلك يلجأ المستثمرون أحيانا إلى الاستعانة بمؤشرات دولية في ظل غياب بيانات شفافة”. واعتبر أنه “لولا الإعلام لما وجدت صناعة إسمها انترنت”.
وشدد الوقيان على”دور الحكومات والبعثات الديبلوماسية لتشجيع الشركات على الاستثمار من خلال الاعتماد على المعلومة الدقيقة”، مشيرا إلى ان “الإعلام جسر معلومة ينتقي المعلومات الصحيحة من غيرها “، معتبرا أن “عدم وجود شفافية في المعلومات تؤدي إلى كارثة ، فالمستثمر يبحث عن تقليل مخاطر عدم التأكد، والمعلومة الدقيقة التي يبثها الإعلام دورها زرع الثقة لدى المستثمر”.
ولفت الى الجريمة في هذا العصر اصبحت الكترونية ولم تعد جريمة فيزيائية”.
بدوره، اعتبر الرئيس التنفيذي للمركز المالي الكويتي علي حسن خليل: “نحن نتطلع الى المؤشرات قبل الدخول لسوق الاستثمار “، وسأل:” هل المعلومات موجودة بشكل شفاف؟”، مشددا على” موضوع القوانين وجديتها “. واعتبر أن” الإعلام مشروع شرعي الا أن الأساس يبقى مصداقية المعلومة”.
ولفت الى أن “دور الإعلام في خلق بيئة مؤاتية للتنمية مع مجلس الأعمال اللبناني في الكويت “.وشدد على”دور الإعلام وأهميته في “توثيق المعلومة”، معتبرا أنه “من الضروري “ايجاد تشريعات وقوانين ليتمكن الإعلام من أداء دوره”. ولفت الى أن “مصداقية الإعلام هي بدقته وشفافيته”.
الجلسة الثالثة
أدارت الجلسة الثالثة الإعلامية ريما كركي، تحدث فيها وزير الاعلام العماني السابق الدكتور عبد المنعم الحسني الذي أعرب عن “سروره لوجوده في لبنان الحضارة والمستقبل.
وقال:” حكايتنا في عالم الإعلام مبنية على العلاقات الإنسانية والتعامل مع البشر، فالذكاء الاصطناعي أداة تساعدنا ولكن لا تحل مكان الانسان، ومن المهم لي كإعلامي أن أعرف تقنيات الإعلام الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي الذي يفتح لنا العديد من الفرص والمسارات”.
وراى أن” الفراغ إن لم تشغله يشغله غيرك، وإذا لم نجهز الآن فغيرنا سيجهز قبلنا والعديد من الجامعات العربية ما زالت متأخرة وطلابنا يأخذون دروسًا “اونلاين”، من أهم جامعات العالم، المسألة تحتاج الى مشاريع وطنية ومجتمعية، وبدل ان تستثمر شركات القطاع الخاص في الماضي فلتستثمر في المستقبل، لأن المستقبل مخيف فيه الكثير من الاختراعات يفهمها ابناؤنا اكثر منا”.
ناصيف
اما المخرج السينمائي وليد ناصيف فقال :” نحن نتكلم عن مصداقية كبيرة من الذكاء الاصطناعي يقدم حالات تغيير وبامكان كل شخص الاستفادة من هذه التقنية وهو واقع فيجب أن نعرف ما هو لنستفيد منه والآتي هو الاخطر. ومهما أردنا فعله من أعمال فيجب أن نفهم ما هو الذكاء الاصطناعي لكي ننجح”.
الجلسة الرابعة
وعقدت الجلسة الرابعة بعنوان:” الفن في خدمة التنمية””، أدارها الإعلامي جمال فياض، وتحدث فيها المنتج صادق الصباح عن أفكار المسلسلات التي تقوم شركة “الصباح للانتاج” بإنتاجها.
وردا على سؤال عن أفكار المسلسلات وهل هي من الواقع أو مجرد سيناريوهات، قال: “على المثال، كان هناك وجود لتنظيم “داعش” في شمال لبنان، ففكرنا في دورنا نحن كصناع محتوى، ورأينا أنه يمكننا أن نقدم مادة ترفيهية مشوقة، وفي الوقت ذاته نسلط الضوء على هذا الخطر القائم آنذاك، والذي كان ينتشر في معظم الدول العربية تقريبا، إلا أنه كان قريبا من حدود لبنان بشكل خاص”.
وأشار الى أنه “يمكن للجهة المنتجة أن ترفض العمل إذا رأت أنه لا يناسبها، لكنها لا تتدخل في تفاصيل المحتوى ذاته”.

زيدان
واعتبر الفنان أيمن زيدان أن “فترة تسعينيات القرن الماضي كانت مرحلة مميزة في المشهدين الإعلامي والإنتاجي و كنا من المحظوظين بوجود ثقافة رأسمالية واعية آنذاك، أما مشكلتنا اليوم فهي أن الفن أصبح محكوما بثقافة رأس المال، وهي التي تكرس اتجاهات معينة وتتحمل مسؤولية إعادة تشكيل المشهد الدرامي والإبداعي.
وأضاف :”في الحقيقة، المشهد الإعلامي والفني العربي اليوم لا يعكس الطموح الذي كنا نحمله في تلك الحقبة، ولم نصل إلى المكان الذي حلمنا به. اليوم، أصبحت المسألة الاقتصادية أكثر تعقيدا، وصار الإنتاج الفني بحاجة إلى إمكانات هائلة. لذلك باتت الدراما رهينة لثقافة رأس المال ولشروط القنوات التلفزيونية التي تعد المحطة الأخيرة لجهد الفنان”.
ختم : “علينا أن نعترف بأن المشهد الإعلامي العربي مؤلم وموجع، إذ تسللت إليه مفاهيم غريبة شوهت صورته، سواء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال الإعلام التجاري”.
إشارة الى ان الملتقى يواصل أعماله يوم غد.

المصدر : وطنية

عدسة nextlb.com 

لمشاركة الرابط: