“مُجمع رفيق الحريري للنهوض بالمعرفةِ الإنسانية” ومبنى “نازِك ورفيق الحريري” في LAU

توسع الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) حضورها التربوي في بيروت بناءً على رؤية مشتركة مع السيّدة نازك رفيق الحريري، تكريمًا لإرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحفظًا لذكراه في قلب العاصمة.
في سياق رؤيتها الاستراتيجية لتعزيز حضورها التربوي في العاصمة بيروت، نظمت الجامعة اللبنانية الأميركية مؤتمرا صحفياً بحضور وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي ممثلة رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام ، وعدد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين، وأسرة الرئيس الشهيد رفيق ونازك الحريري وممثلين عن مؤسسة الحريري، وأعضاء من مجلس أمناء الجامعة والمسؤولين فيها.
وأعلن رئيس الجامعة الدكتور شوقي عبد الله والسيدة نازك الحريري خلال المؤتمر عن توسّع يطال المبنى الملاصق لقصر قريطم والجامعة اللبنانية الأميركية، الذي استحوذت عليه الجامعة وانتقل إلى ملكيتها وعهدتها في إطار اتفاقٍ رسمي لتوسيع حرم الجامعة بمبادرةٍ من السيدة نازك رفيق الحريري، ليُصبح منشأةً تعليميةً متكاملة تُسهم في دعم رسالة الجامعة الأكاديمية والبحثية، تكريمًا لإرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحفظًا لذكراه في قلب العاصمة، وتأكيداً على الرابط الوثيق والعلاقة الراسخة التي جمعت وتجمع الجامعة اللبنانية الأميركية بالرئيس الشهيد ورؤيته التربوية.

وتشكّل هذه الخطوة محطة محورية في المسار التوسّعي للجامعة اللبنانية الأميركية، التي تواصل تعزيز موقعها في العاصمة بيروت كمؤسسة تعليمية رائدة ذات رسالة غير ربحية. ومع إضافة مساحة بناء تقارب 17000 متر مربع إلى الحرم الجامعي، ستتمكن الجامعة من تطوير أقسامِ الابحاث والدراسات، ومراكزِ الإبتكار والإبداع، والشراكات مع الصناعة، وحضانةِ الشركات الناشئة، وتسارُع التكنولوجيا، وكلِ ما يحتاجُه التعليم العالي في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط من إمكانات الحداثة.
الإحتفال بالفيديو

الجامعة، التي احتفلت العام الماضي بمرور أكثر من مائة عام على تأسيسها، ترى في هذا التوسّع فرصة لتعميق علاقتها العضوية بمدينة بيروت، التي لطالما كانت موطنًا لتاريخها وتفاعلها مع المجتمع اللبناني. ويُجسّد هذا التوسّع التزام الجامعة بتوسيع نطاق تأثيرها محليًا وعربيًا وعالميًا، ومواصلة استقطاب نخبة من الطلاب والكفاءات الأكاديمية، وتعزيز مكانتها كمنبر علمي وإنساني يعمل من أجل المعرفة والتنمية.
وتُعدّ هذه الخطوة امتدادًا طبيعيًا للشراكة التاريخية بين الجامعة اللبنانية الأميركية والرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي كان للجامعة حيز خاص في رؤيته التربوية، وشارك في مناسبات أكاديمية عدّة في رحابها، بل ورأى فيها صرحًا جديرًا بالثقة إلى حدّ أنّه اختار لإبنته أن تدرس فيها وتتخرّج من صفوفها، وتربطه بها علاقة تقدير واحترام متبادل لا تزال حاضرة في وجدان الجامعة ومجتمعها الأكاديمي حتى اليوم، لتبقى هذه العلاقة والمسيرة ممتدة عبر الأجيال جيلاً بعد جيل.
كلمة السيدة نازك رفيق الحريري
وأكدت السيدة نازك رفيق الحريري في كلمة مسجلة استمع لها الحضور في المؤتمر الصحفي الذي انعقد عصر الخميس الماضي في باحة الجامعة أنّ ” التحديات لا تُخيفنا، وأنّ مسيرة العطاء التي بدأها الرئيس الشهيد ستبقى مستمرّة، بإذن الله، مدفوعة بالإيمان، ومحصّنة بالصدق، ومحمولة على أكتاف من يشاركوننا القناعة بأنّ العلم هو الطريق إلى الإنقاذ، والبناء، والاستقرار. “
وجاء في كلمة السيدة الحريري
“في خطوة وفاءٍ تكمل المسيرة التّربويّة للرّئيس الشّهيد رفيق الحريري وتحفظ إرثه.
وفي هذه المرحلة المفصليّة من تاريخ وطننا الحبيب لبنان، يبقى تمسّكنا بالإرث العظيم الّذي آل إلينا من الرّئيس الشّهيد رفيق الحريري رحمه الله، وتبقى رسالة التّعليم هي البوصلة الّتي لا نحيد عنها، وهو النّهج الّذي رسمه ووضعه شهيدنا الغالي في صلب مشروعه الوطنيّ الكبير.”
اضافت”لقد آمن الرّئيس الشّهيد بأنّ بناء الإنسان هو المدخل الحقيقي لبناء الوطن، وأنّ التّعليم هو السّبيل الأصدق لتحقيق العدالة الإجتماعيّة والنّهضة الإقتصاديّة والإستقرار الوطنيّ وارتقاء المواطنة. وانطلاقًا من هذه الرّؤية، انطلقت مـــسيرة دعم التّعليم عبر مؤسّساته وبرامجه ومنحه الّتي فتحت أبواب الأمل أمام آلاف الطّلّاب داخل لبنان وخارجه.
وبفضل هذا النّهج، واصلنا عبر مؤسّسة رفيق الحريري والمدارس التّابعة لها وجامعة رفيق الحريري رسم ملامح أجيالٍ واعدةٍ، وتعزيز حضور التّعليم كقيمةٍ وطنيّةٍ وإنسانيّةٍ راسخة.
وكانت بيروت، كما كلّ لبنان، شاهدةً على هذا الحضور التّربويّ المتجذّر، الّذي لم يكن يومًا مجرّد مبادرةٍ، بل رؤيةً كاملة تسعى لصناعة أجيالٍ قادرة
على التّغيير والبناء. واليوم، تأتي خطوة تخصيص المبنى المعروف بموقعه على شارع اللّبّان، بجوار قصر قريطم، والمجاور مباشرةً لحرم الجامعة اللّبنانيّة الأميركيّة الرّئيسي، لخدمة شباب لبنان وشاباته، من طلّاب الجامعة اللّبنانيّة الأميركيّة، امتدادًا طبيعيًّا لهذا الالتزام التّربويّ والإنسانيّ، كما أرادها الرّئيس الشّهيد رفيق الحريري، ليكون فضاءً للتّعلّم والبحث والابتكار، واستثمارًا في عقول الأجيال القادمة وأحـــلامها. هذا المبنى، الّــــذي لم يستخدم لأكثر من عقدٍ من الزّمن، سيدمج ضمن منشآت الجامعة وهو مستقلٌّ تمامًا عن قصر قريطم.
أمّا قصر قريطم، فسيبقى منزل العائلة الّذي يحمل اسم الرّئيس الشّــهيد وذاكرته في بيروت، المــظلّة الّتي جمعت حولها اللّبنانيّين وأبناء بيروت، وهو البيت الّذي احتضن بدايات الرّئيس رفيق الحريري وشهد انطلاقته، وتبقى جدرانه شاهدةً على مسيرته وذكرياته بكلّ تفاصيلها، محفوظًا لـــذكراه ومكانته، وغير مشمولٍ بأيّ تصرّفٍ ينقص من رمزيّته أو مكانته، ليبقى هذا الصّرح العريق مرتبطًا بالرّئيس الشّهيد رفيق الحريري عبر الأجيال جيلًا بعد جيل.
لقد كانت الجامعة اللّبنانيّة الأميركيّة جزءًا عزيزًا من المشهد التّربويّ الّذي آمن به الرّئيس الشّهيد، وتأتي الشّراكة اليوم مع الجامعة لتعبّر عن الوفاء لتلك الرّؤية، ولتقوية الرّابط بين الجامعة ومدينة بيروت في خدمة طلّابها ومجتمعها.
هذه الخطوات الرّاسخة تحتاج إلى تضحيات، وقد اعتدنا المضيّ قدمًا بثباتٍ بعيدًا عن الضّجيج، إخلاصًا للوطن وبالمسيرة الّتي نصونها بالفعل لا بالقول.
وانطلاقًا من الرّؤية المشتركة لتكريس التّعليم قيمةً عامّةً في قلب العاصمة، سيعرف الموقع بإسم «مجمّع رفيق الحريري للنّهوض بالمعرفة الإنسانيّة»، ليبقى اسمه شاهدًا ورسالته حيّةً في ذاكرة أجيالٍ تتعلّم وتتخرّج من هذا الصّرح العريق.
أتوجّه بالشّكر إلى الجامعة اللّبنانيّة الأميركيّة، وأخصّ بالشّكر الرّئيس السّابق للجامعة الدّكتور مشيل معوّض الّذي عملنا سويًّا على هذه الفكرة والحلم منذ عدّة ســـنواتٍ واســتكملها بكلّ تـفانٍ وإخلاصٍ الرّئيس الجديد للجامعة الدّكتور شوقي عبد الله. كما أشكر فريق العمل، على تفانيهم وتعاونهم واحترامهم لمعاني هذه الخطوة، وأؤكّد أنّ مسيرة العطاء الّتي بدأها الرّئيس الشّهيد ستبقى مستمرّةً، مدفوعةً بالإلتزام، ومـــحصّنةً بالـــصّدق،
وبدعم كلّ من يواصل رسالة الرّئيس الشّهيد، المقتنعين بأنّ العلم هو الطّريق إلى النّهوض والبناء والاستقرار.
رحم الله الرّئيس الشّهيد رفيق الحريري، وأسكنه فسيح جنّاته، وجعل إرثه التّربويّ شفيعًا له.
عشتم وعاش لبنان سيداً حراً مستقلاً . ودعائي دوماً أن ألقاكم في لبناننا الحبيب إن شاء الله.

رئيس الجامعة
وللمناسبة عبّر رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور شوقي عبد الله عن اعتزاز الجامعة العميق بهذه الخطوة، مشيرًا إلى أن ”الجامعة لن تتعامل مع هذا المبنى كمساحة إضافية فحسب، بل كمسؤولية وطنية ورسالة مستمرة نابعة من إرث تربوي وإنساني أصيل“.
وقال ” سيضُم المبنى ”مكتبة رفيق الحريري التذكارية“ (Rafic Hariri Memorial Library)التي سَتوفر لِطُلابِ العلِم والمعرفة مساحةًً واسعةًً للتعرف على أُرث الرئيس الكبير وتاريخهُ واعمالهِ التي غيرت وجهَ لبنان في تلك الحقبة، خلالَ رِئاستهِ للحكومة اللبنانية وقبلَها وبعدها، وعلى المفاهيمِ السامية التي عمِلَ وجاهدَ للرفعِ من شأنها ومستواها”.
وأضاف “تكتسب هذه المبادرة بعدًا خاصًا في مدينة بيروت، التي كانت دائمًا في صميم مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري التربوي والوطني. ومن خلال هذه الخطوة، تعود الرسالة إلى قلب المدينة، وتُمنح الجامعة اللبنانية الأميركية فرصة جديدة للتوسّع في سياق يحفظ رمزية هذا الصرح العريق، ويُعزّز من العلاقة العضوية بين الجامعة وبيئتها. ومن هذا المنطلق، سيُطلق على هذه المساحة التعليمية مدى الحياة اسم “مجمع رفيق الحريري للنهوض بالمعرفة الإنسانية”، وهو اسم يُجسّد الرؤية المشتركة لتكريس الموقع كمركز وطني للعلم والبحث والابتكار، ويخلّد في الوقت نفسه مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ويُؤكّد التزام السيّدة نازك رفيق الحريري العميق بإكمال هذا الإرث التربوي في قلب العاصمة، كأحد أركان النهوض الوطني والإستثمار في مستقبل الأجيال.”
[email protected]

لمشاركة الرابط: