ارتفع عدد قتلى غرق قارب لمهاجرين أفارقة غير نظاميين، انقلب في خليج عدن قًبالة اليمن، إلى 76 على الأقل من أصل 157، معظمهم أثيوبيون، في حادث اعتبرته المنظمة الدولية للهجرة «أحد أخطر» حوادث غرق سفن المهاجرين قُبالة اليمن هذا العام.
كما يمثل مأساة جديد يتكرر نزفها في مسار هجرة محفوف بالمخاطر بين القرن الأفريقي واليمن.
ووفق مصادر أمنية يمنية، فقد تم انتشال 76 جثة، وإسعاف 32 شخصًا، حسب وكالة فرانس برس.
أما مصير المفقودين وعددهم يتجاوز الأربعين؛ فقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار عيسويف، إن مصيرهم «لا يزال مجهولا».
وكانت المنظمة أعلنت، الأحد، مقتل 68 مهاجرًا وفقدان 74 آخرين، وتمكن 12 فقط من النجاة، وفق وكالة اسوشيتدبرس.
وأودى طريق الهجرة بين القرن الأفريقي واليمن بحياة 558 شخصًا في عام 2024، من بينهم 462 في حوادث غرق.
ووقع الحادث قبالة سواحل محافظة أبين في جنوب اليمن، حيث غالبًا ما تعبر زوارق المهرّبين، الذين ينقلون مهاجرين يأملون في إيجاد فرص عمل في بلدان الخليج، منها السعودية المجاورة لليمن.
وحسب موقع «أبين الآن» فقد عملت الأجهزة الأمنية من قوات الأمن العام والحزام الأمني بالمحافظة، على تنفيذ عملية إنسانية واسعة لانتشال جثث عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين من الجنسية الإثيوبية (الأورومو).
وأشار بيان إدارة أمن المحافظة، إلى أن الأجهزة الأمنية نقلت الجثث إلى المستشفيات في مدينة زنجبار، ضمن جهود إغاثية وإنسانية مكثفة تقوم بها رغم محدودية الإمكانيات.
وذكر «أن العديد من هذه الحالات تم العثور عليها على شواطئ متفرقة، ما يرجح وجود أعداد أخرى لا تزال مفقودة في عرض البحر».
فيما أفاد مصدر أمني بأنه تم نقل بعض المهاجرين الذين تمّ إسعافهم إلى عدن بالقرب من أبين.
وتكررت في السنوات الأخيرة حوادث الغرق الجماعية للمهاجرين الأفارقة، الذين يُدفع بهم إلى البحر في ظروف غير إنسانية.
يذكر أن 60897 مهاجراً إفريقياً قد دخلوا اليمن خلال العام الماضي قادمين من إثيوبيا والصومال عبر رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر، وفق تقارير أممية.
على مدار العقد الماضي، اختفى ما لا يقل عن 2082 مهاجرًا على طول الطريق، بما في ذلك 693 معروفًا أنهم غرقوا، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة.
بالرغم من النزاع المستمر في اليمن منذ عام 2014، لا تزال الهجرة غير النظامية إليه مستمرة، لا سيما من إثيوبيا التي تشهد أعمال عنف إتنية.
وكلّ سنة يعبر آلاف المهاجرين الأفارقة مضيق باب المندب الذي يفصل جيبوتي عن اليمن، وهو طريق رئيسي للتجارة الدولية، وأيضا للهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر. ولقي مئات المهاجرين حتفهم أو فُقدوا في حوادث غرق قوارب قبالة سواحل اليمن خلال الأشهر الأخيرة، بما في ذلك حادثة مارس/آذار التي لقي فيها مهاجران حتفهما وفُقد 186 آخرون بعد انقلاب أربعة قوارب قبالة سواحل اليمن وجيبوتي، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة.
وفي يناير/ كانون الثاني، أعلنت المنظمة الأممية أن 20 مهاجرًا إثيوبيًا توفوا عندما انقلب قاربهم قبالة سواحل اليمن. وأفادت نقلًا عن فريقها الميداني أن الناجين هم 15 شخصًا.
وأوضحت آيلا بونفيغليو، الرئيسة الإقليمية لمركز الهجرة المختلطة، أن «هذه الطريق يُسيطر عليها بشكل رئيسي المهربون وشبكات الاتجار بالبشر (…) وبالتالي ليس أمام اللاجئين والمهاجرين أي خيار سوى الاستعانة بخدماتهم». وأضافت: «يدرك المهاجرون المخاطر جيدًا، لكن في ظل غياب المسارات القانونية واعتماد عائلاتهم على التحويلات المالية من السعودية أو الإمارات، يشعر كثيرون منهم بأن لا خيار أمامهم».
والشهر الماضي، قضى ثمانية أشخاص على الأقلّ وفقد 22 من بين 150 شخصا، بعدما أجبر مهرّبون مهاجرين على رمي أنفسهم في البحر الأحمر، بحسب ما كشفت المنظمة الدولية للهجرة.
ووفقا للمنظمة «وجد عشرات آلاف الأشخاص أنفسهم عالقين في اليمن حيث يتعرضون لتجاوزات وللاستغلال خلال رحلتهم».
وفي أبريل/نيسان، قُتل أكثر من 60 شخصا في غارة للولايات المتحدة استهدفت مركز احتجاز للمهاجرين في اليمن، بحسب حركة «أنصار الله» (الحوثيون) الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من البلد.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي غرق 45 شخصًا على الأقل وبقي 134 في عداد المفقودين بعد أن أجبر المهربون مهاجرين عائدين من اليمن على النزول من قاربين في عرض البحر قبالة ساحل أوبوك، بالقرب من جودوريا في جيبوتي.
ويعكس غرق القوارب وفقدان أعداد كبيرة من المهاجرين فصلاً من فصول المعاناة التي يتكبدها المهاجرون الأفارقة؛ وهم يخوضون رحلة محفوفة بالمخاطر عبر البحر من أثيوبيا أو جيبوتي أو الصومال باتجاه اليمن كطريق عبور نحو بلدان الخليج، حيث يحلمون بتجاوز الفقر.
ويستخدم العديد من المهاجرين هذا الطريق لمغادرة بلدانهم الأصلية والعودة إليها، وخاصة إثيوبيا والصومال، على أمل السعي وراء فرص أفضل لكسب العيش في دول الخليج.
ويتم نقل المهاجرين من بلدان القرن الافريقي إلى اليمن عبر مهربين يملكون قوارب متهالكة غالبًا. وفي حال نجحت الرحلة في الاقتراب من السواحل اليمنية فإن ربان القارب يرمي المهاجرين في عرض البحر على مسافة بعيدة من خفر السواحل، وغالبًا يموت من لا يجيد السباحة، وفي حالات يغرق القارب لحمولته الكبيرة أو وضعه المتهالك.
وقالت المنظمة الدولية في أحد تقاريرها إن «القرن الأفريقي واليمن أحد أكثر ممرات الهجرة ازدحامًا وخطورة في العالم، حيث يسافر مئات الآلاف من المهاجرين، الذين يسافر معظمهم بطريقة غير نظامية، وغالبًا ما يعتمدون على المهربين لتسهيل الحركة على طول الطريق الشرقي».
يشار إلى أنه يوجد حاليًا حوالي 380 ألف مهاجر في اليمن.
على مدار العقد الماضي، اختفى ما لا يقل عن 2082 مهاجرًا على طول الطريق، بما في ذلك 693 معروفًا أنهم غرقوا، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة.
المصدر وكالات







