
يحمل عيد الأمهات هذا العام في طياته شعوراً مختلفاً ، فهو الأول لي بعد رحيل أمي، التي كانت صديقتي طوال العمر. لم يكن فقدانها مجرد فقد للحنان أو لوجودها إلى جانبي ، بل كان خسارة لجزء من نفسي ،لإمرأة أحبتني بلا شروط، أحبتني كما لم يحبني بشرٌ ، وأعطتني من وقتها وحبها ما يفوق أية كلمات يمكن أن توصف أو تكتب على صفحات .
أتى العيد يا غالية ، هذه المرة أتى عيدك بغيابك من دون قهوة الصباح وإعداد مائدة الإحتفال .. كان من المفترض أن يكون يوماً مميزاً لنحتفل سوياً ، فأصبح العيد مناسبة حزينة يا ست الحبايب ، مناسبة تذكرني بحجم الفراغ الكبير الذي أحدثه غيابك . كيف لي أن أحتفل بذكرى الأمهات دون أمي ؟ وأن أسمع “ست الحبايب يا حبيبة” ؟
كيف لي أن أعبّر لك عن مشاعري ؟
أفتقد كلماتك، نصائحك، وضحكاتك وأشواقك لي التي كانت تملأ أيامي؟
رغم هذا الحزن العميق، الذي أحاول أن أخفيه عن الجميع ، لم تمنعني هذه اللحظة من السعي لتحقيق ما كنتِ تحلمين به من أجلي. لم تتوقف حياتي عند الفقد، واجهت هذا الحزن بتحدٍ وقررت أن أهديكِ ذكرى من الصعب محوها ، ذكرى تبقى في الذاكرة إلى الأبد بإذن الله .
عيد الأمهات هذا جاء بلا أمي، ولكنني قررت أن أواصل حلمي وأبعث بهديتي لها ، هي “غالية” حاملة لهذا الإسم على مسمى ، وقد باتت فصلاً من باكورة أعمالي ، كتابي الجديد الذي سأوقعه بإذن الله في معرض بيروت الدولي للكتاب.
كتابي الذي طالما رغبت أن أقدمه للقراء بصورة مختلفة ، شاء القدر أن يحمل بعضاً من المحطات في حياتي ، ويحمل عنوان “تجاعيد” سيبصر النور بالتزامن مع المعرض ،
كتابي يا أمي هو هديتي التي أريد أن أقدمها لروحكِ الطيبة، حتى وإن كنتِ قد غادرتني إلى الأبد.
أمي .. تعلمت منكِ الكثير، حتى صرت أنتِ ، تحولت فجأة إلى أمرأة تشبه كل مزاياكِ وكل ما فيكِ!!
تعلمت منك الصبر على الصعاب و السعي وراء الأحلام . أنتِ في عليائك دوماً إلى جانبي. أنا على يقين بمشاركتك لي هذا الفرح حتى لو كنت هناك في عالم آخر.
أمي ..أنتِ الأماكن كلها و صديقة الأيام الجميلة
أنت كل الأعياد .. أطلب منك رضاك عني حتى نلتقي عند رب الأنام
عاشت الأمهات وكل عام وجميعكن بألف خير !
[email protected]