قصيدة ..شاخصة أبصارنا

شاخصة أبصارنا
شاحبةٌ وجوهُنا
مهطعون
لا يرتدّ إلينا الطَّرْفُ
وأفئدتنا هواء
كيف ننجب أطفالًا بعد الآن
في وطن دفنّا فيه أحلامنا؟
فالمدن خاوية على عروشها
تنعق غربانها في القَرَاني
لقد غدت الأماكن رمادًا
سيعبّئها الراحلون في قوارير
يحملونها معهم في حقائبهم
ونحن الباقين، لسنا بخير
تنقصنا الحياةُ حتى نكون
نحمل جثّة الوطن على أكتافنا
وننتظر موعد الدفن
في هذه الحرب العبثيّة
لا نستطيع أن نتألّم
تملّكَنا الوجعُ حتى النخاع
استبدّ بنا حتى الشلل
قد يكون مَن رحل
أكثر حكمة منّا
مِنَ الذي بقي بين اللاموت واللاحياه
يمرّ الموت مسرعًا كإعصار
والأيدي الصغيرة لا تستطيع صدَّ القنابل
فترحل معها بلا وداع
نحاول جمعَ الوجوه من الصور
لملمةَ ما بقيَ من الأسماء
لنؤسّس لذاكرة صفراء
تترنّح على وقع الغياب
يتكرّر مشهد الموت وطقوسه
في دوام أمسى رتيبًا
الحرب مستعرة
القتل جزّازة عشب
الأمهات يخِطْنَ الأكفان
والآباء يحفرون القبور
وليد حسين الخطيب
11/ 10/ 2024

لمشاركة الرابط: