أنثى أنا..
لملمْ سرابَكَ من حقولِ توهّمي
لملمْ حروفَكَ من خلايا معجمي
لملمْ عبيرَكَ من حدائقنا التي
قد أينعتْ وردًا بُعيدَ الموسمِ
لملمْ بحارَكَ والأثيرَ ونجمةً
وارحلْ سريعًا من لهاثيَ .. من دمي
………………………..
يتفجّرُ البركانُ نحو دواخلي
صوبَ الفؤادِ اللاهبِ المتضرّمِ
تتأجج النيرانُ في صدري الذي
بسعيرِهِ باتَ اللهيبُ بمبسمي
حتى إذا صعدَ النهيدُ محمحمًا
نشرَ المُرارَ فكان طعمُ العلقمِ
………………………….
إن كنتُ أخطأتُ الخطى فلأنني
فرسٌ كَبَتْ … لكنها لم تُهزمِ
لم أجرِ يومًا خلفَ وهمٍ هاربٍ
أبدًا.. ولم أسجدْ لغيرِ الأرحمِ
أنثى أنا .. لمّا يدثّرني الندى
نورٌ .. وماءٌ سلسبيلٌ زمزمي
أنثى أنا .. لكنني عصفُ الشتا
إن قلتُ يومًا : يا رياحيَ دمدمي
أنثى أنا .. لكنني وحشُ الفلا
قُتِلتْ بأحضاني صِغارُ الديسمِ
أنثى أنا .. لكنني وهجُ اللظى
لما تراكمَ ثلجُ حِقدِكَ في دمي
أنثى أنا .. لكنني صخرٌ متى
عاد الزمانُ لكي يدوسَ بمنسمِ
أنثى أنا .. لكنني جبلٌ أبى
أن يكسرَ اليأسُ الجباهَ وأعظُمي
………………………..
لا تعتقدْ يومًا بأنك سيّدي
بلْ أنتَ لي .. شيطانُ شعري .. مُلهمي
يا آدمٌ, دنيا الرجالِ صغيرةٌ
إني إلى دنيا النساءِ لأنتمي!
فاخشَ الأفاعي يا صديقُ وثمْرةً
واخرجْ سريعًا من جناني .. تسلمِ
……………………………
لكنْ .. خروجُك من كياني مؤلمٌ
ألمَ المخاضِ .. فمرحبًا بكَ مؤلِمي
ولئن تعسّرتِ الولادةُ بعدَها
طفلٌ يُنسّيني نشيجَ تألّمي
أمّا ولادةُ ميّتٍ فمصيبةٌ
يا مائتا في جنّتي وجهنّمي
……………………………………
قصصي انتهتْ والنارُ تمضغني سُدًى
فرميتُ أسلحتي وجَعبة أسهُمي
وخرجتُ من بحرٍ أُغالبُ موجَهُ
وكسرتُ أغلالًا تقيّد مِعصمي
يا زهرةً تحتَ الجليدِ تفتّحتْ
ونمَتْ على صدرِ الخريفِ المبهمِ
فلربما عادَ الربيعُ بدفئه
صبرًا على بردٍ ولا تستسلمي
يا طائرَ الفينيقِ لا تخشَ اللظى
وانفضْ جمارَكَ وانحُ نحوَ الانجمِ
بطاقة : الاديبة والكاتبة لورين رسلان القادري
مجازة في اللغة العربية وآدابها تعمل في المجال التربوي
المجموعة الشعرية بعنوان “أنثى أنا ” دار الفارابي