غادرنا إلى رحمة رب العالمين الزميل في “الوكالة الوطنية للإعلام”، وفي نقابة المحررين الصحافي المخضرم مصطفى ياسين، بعد صراع مع المرض.
لأكثر من ربع قرن من الزمن من الزمالة مع “الأستاذ مصطفى” في أسرة تحرير الوكالة الوطنية بفترتها المسائية ، كان خلالها زميلاً وصديقاً ومهنياً محترفاً دمث الخلق لين الطبع ، كان يحكي لنا عن أحلامه بعد التقاعد ، رمم منزله في بلدة بليدا الجنوبية آخر قرية مواجهة حدودية مع فلسطين المحتلة ، لا تبعد سوى أمتار قليلة عن مواقع العدو ، وغرس بستاناً من الأشجار المثمرة في أرضه ، كان يحكي لنا بفرح عندما تزهر أشجار بستانه الصغيرة ويقول ” أنا أواجه العدو الإسرائيلي على طريقتي … بلدتي بليدا أم الدنيا ”
كتب على صفحته عندما أقعده المرض في ربيع العام الماضي 2023″
“أحبكم جميعاً فلا تجزعوا ولا تخافوا و اعلموا أنني لا أحب البكاء خصوصاً أن لا شيء يدعو لذلك ولا سيما من عائلتي و أهلي و رفاقي و أصدقائي وهم كثر “.
لم يقعده المرض عن المواجهة و”المشاغبة الوطنية” وكتب في نفس الموقف وهو على فراش المرض في مستشفى النبطية ”
…هذا النظام الفاسد والمنظومة الفاسدة المنبثقة عنه يجب أن يواجه بمختلف الأساليب لإسقاطه ، عسى أن نوفق بالعودة الى صفوف المناضلين والعمل معاً من أجل تحرير شعبنا من هذا الكابوس”.
كنا في الوكالة الوطنية نحزن سوياً عندما نودع زميلاً عزيزاً ، فقد غادرنا من الفترة المسائية على فترات متباعدة الزملاء الذين تحضرني أسماء بعضهم في هذه العجالة : الزميل محمد الحاج ، ثم جوزيف عبود ، ورحاب أبو الحسن ، وعماد الفيل ، والآن … مصطفى!
مرت علينا في “الوكالة ” أحلك الأوقات والحروب منها الداخلية البغيضة والإسرائيلية خلال أكثر من ثلاثة عقود من الزمن ، لنقترب من سن التقاعد ، وكنا نقف من جديد ولا نستسلم برغم قلة الإمكانيات ومحدوديتها ،وبرغم الظروف المعيشية التي لا تخفى على أحد حتى حينه .
شغل الزميل مصطفى مناصب مختلفة ، منها سكرتير تحرير في دائرة الأنباء العامة في الوكالة في الفترة المسائية ، وعمل في عدد من وسائل الإعلام اللبنانية والعربية بينها صحيفة “النداء” وإذاعة “صوت الشعب”، وصحيفة “الراي” الكويتية .
موقعnextlb.com يتقدم من عائلة الزميل الفقيد بأصدق مشاعر المواساة، سائلا الله تعالى أن يتغمده برحمة منه ورضوان وأن يجعل مثواه الجنة.
* تتقبل عائلة الزميل في “الوكالة الوطنية للإعلام” مصطفى ياسين التعازي، بعد غد الجمعة بين الثالثة بعد الظهر والسادسة مساء، في “الجمعية الإسلامية للتخصص العلمي”، الجناح، قرب مقر أمن الدولة.
عاطف البعلبكي