اختتم وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري أعمال ندوة الأرشيف السمعي البصري “حفظ رقمنة وتثمين محفوظات الاعلام العام في لبنان”، التي نظمتها وزارة الاعلام بالتعاون مع تلفزيون لبنان والمعهد الوطني السمعي البصري في فرنسا INA، والسفارة الفرنسية ، في المعهد العالي للاعمال – ESA كليمنصو
حضرت الندوة ممثلة سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو، سابين سكورتينو، مديرة التراث في المعهد الوطني السمعي البصري في فرنسا ميليفا ستوبار، مسؤولة التراث الرقمي والتوثيق ، كريستين برامير، المسؤولة في قسم العلاقات الدولية جولييت كاهين، مدير المشروع توماس مونتيي، مدير الدراسات في وزارة الإعلام خضر ماجد، وكوادر من المختصين في وزارة الإعلام في الأرشيف المكتوب والمسموع وأرشيف الصور الذين شاركوا في دورة رقمنة وتثمين أرشيف وزارة الإعلام وتلفزيون لبنان والإذاعة اللبنانية والوكالة الوطنية للإعلام على مدى سنتين من العمل والمتابعة .
كذلك حضر من السفارة الفرنسية الملحق الثقافي غييوم دوشومين، مسؤولة التعاون السمعي البصري ليلى غرواس و المساعدة الادارية سينتيا كنعان. ومستشارة وزير الإعلام للشؤون الفرنكوفونية اليسار نداف .
وشددت مديرة التراث في INA على “أهمية نجاح هذا المشروع ودوره في حفظ وتثمين الذاكرة اللبنانية التي تشكل جزءا أساسيا من التراث اللبناني الغني في كل المجالات”.
وأشارت الى أن “هذين اليومين كانا حافلين بتبادل المعلومات القيمة والثمينة، خصوصا أن الاضاءة على الحاضر بمعلومات الماضي هي مسألة في غاية الاهمية”.
وأشادت بوزارة الاعلام ومديرياتها من الوكالة الوطنية للإعلام الى مديرية الدراسات والمنشورات واذاعة لبنان، تلفزيون لبنان، على “دورها الايجابي في انجاح هذا المشروع”، شاكرة نداف على “مواكبتها الدقيقة وتفانيها من اجل النجاح”.
كما شكرت “السفارة الفرنسية على مساعدتها وتعاونها الكبيرين”.
سكورتينو
وتحدثت ممثلة السفيرة الفرنسية سابين سكورتينو ، فأشارت الى قناعتها “الراسخة بضرورة حفظ وتثمين الذاكرة اللبنانية، فعملية الارشفة والحفظ هذه هي اختصاص فني عال يجب التزامه من اجل نجاح هذا المشروع”.
وقالت: “بالتعاون مع الوكالة الوطنية واذاعة لبنان ومديرية الدراسات وتلفزيون لبنان، استطعنا إنجاز هذا المشروع رغم الازمات الكثيرة التي يمر بها لبنان، ولكن بالصبر تم وضع آليات للتعاون والتحالف، ونحن اليوم فخورون بما قمنا به على صعيد حفظ الذاكرة اللبنانية، الذاكرة الجماعية ما يعزز التماسك الاجتماعي والوطني اللبناني، حيث سمح لنا هذا الارشيف بتغطية حقبة منذ خمسينيات من القرن الماضي”.
وشكرت “كل من تعاون لانجاح هذا المشروع لا سيما الوزير المكاري ومستشارته السيدة نداف”.
مكاري
الوزير مكاري قال: “في البداية كان من المفترض أن أكون وزيرا للشباب والرياضة، ولكن فيما بعد صرت وزيراً للاعلام وكنت محضرا للعمل في وزارة الشباب والرياضة، وكان أمامي يومان فقط حيث قلت امامي امر في غاية الاهمية هو كيف يمكنني الحفاظ على أرشيف وزارة الاعلام، بالتنسيق مع INA وهذا افضل مشروع يمكنني القيام به كوزير للاعلام”.
اضاف: “عندما تسلمت الوزارة قدم لي الوزير عباس الحلبي (الذي كان مكلفا بوزارة الإعلام ) كل المشاريع التي كان يعمل عليها، ومن ضمنها مغلف قال لي اذا سمحت أن تفتحه فهذا مشروع هام جدا. وعندما فتحت المغلف وجدت فيه بروتوكولا جاهزاً بين وزارة الاعلام وال INA”.
وتابع: “كان حظي جيدا لكوني اتخذت القرار بالتوقيع بعد ثلاثة اسابيع فقط من تسلمي مهامي، حيث وجدت ان ذلك يعتبر افضل مشروع يمكن لوزير الاعلام أن يقوم به تجاه بلده، لأن الارشيف هو مستقبل ومادة تعرف شبابنا على الزمن الجميل للبنان وعصره الذهبي، وكم كانت مأساة الحرب مدمرة، علهم يتعلمون من هذا الموضوع”.
وقال: “منذ تعييني وزيرا لم اعط أي مادة لأي جهة كانت، وما اعطيناه من بعض الوثائق تم بحسب الاصول، وما جرى من سرقة ارشيف هو في الحقيقة سرقة بعض البطاريات القديمة دون المس بالصور ولا الارشيف”.
أضاف: “أشكر سفارة فرنسا في لبنان وINA ، والشكر الكبير لموظفي الوزارة الذين قبل توقيعنا على هذا البروتوكول، عملوا آلاف الساعات في أصعب ظروف من حرب وانفجارات وتقسيم لبيروت وللبنان، وتمكنوا من حماية كل ورقة وكل تسجيل يمكن حمايته، وهذا الشكر ليس انا من يقدمه بل على اللبنانيين تقديمه لموظفي وزارة الاعلام”.
وتابع: “طالما أننا لا نستطيع التوظيف في هذه الظروف، فأقول لكل مهتم او باحث او دارس للارشيف يهمه المساعدة في هذا المشروع او في مشاريع اخرى، ان ابواب الوزارة بإداراتها كافة، مفتوحة امامه والدعوة موجهة للجميع ونتمنى تلبيتها”.
وقال المكاري: “منذ توقيع اتفاقية مشروع “صون التراث الإعلامي اللبناني ورقمنته وتعزيزه” في نيسان / أبريل 2022 ، انتقلت إدارة المحفوظات في المؤسسات المستفيدة من هذا المشروع من مجرد حماية الارشيف إلى تثمينه و تسهيل الوصول إلى هذا التراث ونشره على نطاق أوسع للجمهور”.
أضاف: “لأن تراثنا هو ذاكرتنا الحية وشاهد على سياق ومرحلة فقد وضعنا الأرشيف السمعي البصري للوزارة وتلفزيون لبنان على رأس أولوياتنا وطلبنا الدعم الثمين من سفارة فرنسا. أطلقنا المشروع دون تردد، مقتنعين بقيمة هذا التراث وضرورة دعم طلبنا حتى نتمكن من إقامة شراكة مع المعهد الوطني للسمعيات والبصريات الذي نظر في مشروع لصون ورقمنة وتعزيز الأرشيف. والجهات الاربعة المستفيدة من هذا المشروع هي: الوكالة الوطنية للإعلام، إذاعة لبنان، تلفزيون لبنان ومديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية”.
وتابع: “اليوم يمكننا القول أن فرق الأرشيف اكتسبت المعرفة اللازمة من حيث سياسة الأرشفة والتثمين، وتم تزويدها بالمعدات اللازمة لمواصلة عملها بأساليب أكثر حداثة وتكيفا مع الاحتياجات الجديدة”.
وقال: “إذا كان هذا العمل قد أتى بثماره فهذا بفضل التزام العديد من الجهات الفاعلة، ولا سيما فرق السفارة الفرنسية و INA ، التي أشيد بها بشدة وقد أظهرت احترافا مثاليا يتميز بالتعاطف والتضامن المؤثر، قد شعرت بها فرقنا طوال هذا المشروع. لذلك اسمحوا لي أن أشكر السفيرة الفرنسية السيدة آن غريو على الأهمية التي أولتها لهذا المشروع وعلى دعمها الدائم لمشاريع الوزارة. الشكر أيضاً لرئيس المعهد الوطني للطب السيد Laurent Vallet ، الذي أتيحت لي فرصة مقابلته في فبراير خلال زيارة لمعهد INA وقد أبدى اهتمامًا كبيرًا بهذا المشروع”.
واردف:”أقول لأمناء الوزارة وتلفزيون لبنان، أنتم حماة تراثنا. لقد عملتم في ظروف صعبة بقدرات محدودة ، لكنكم ما زلتم تتغلبون على جميع العقبات التي تحول دون استكمال هذا المشروع بحزم. نحن نعتمد على التزامكم بمواصلة عملكم مع التقنيات الجديدة المكتسبة. وأود أن أشكر المعهد العالي للاعمال ومديره السيد ماكسينس ديو الذي قدم لنا القاعة التي عقدت فيها الندوات”.
وختم: “أعلم أنها لحظة مؤثرة بالنسبة للكثيرين منكم، خاصة وأن هذا المشروع ينتهي اليوم بعد 24 شهرا من العمل المشترك، لكن تمديد هذا المشروع ممكن ولن أقول المزيد”.
نداف
بدورها، قالت نداف: “من الصعب جدا التحدث في ختام هذا الحدث، لحظات مؤثرة فعلا بعد عمل مع شركاء لمدة سنتين، في تعاون مستمر لما فيه الخير في حفظ ورقمنة الارشيف في وزارة الاعلام اللبنانية”.
وشكرت وزير الإعلام الذي آمن بهذا المشروع منذ البداية و دعمه بكل مراحله ووقع الاتفاقية التي نعمل بها اليوم. كما شكرت كل من عمل في هذا المشروع من ال INA و السفارة الفرنسية وفريق العمل المختص في وزارة الإعلام “.
عدسة nextlb.com