خاص- nextlb -عاطف البعلبكي
طالب عضو بلدية طرابلس الدكتور خالد عمر تدمري الدولة اللبنانية والمسؤولين المسارعة لتنفيذ خطة طوارىء إنقاذية لمدينة طرابلس الشمالية التي يعيش فيها أكثر من نصف مليون إنسان لتعويض النقص والإهمال المزمن الذي لحق بها .
وناشد تدمري الهيئة العليا للإغاثة بشخص رئيسها اللواء محمد خير تأمين بدائل للأبنية الآيلة للسقوط التي تشكل خطراً على حياة سكانها ، ومعظم هذه المباني تلقت إنذارات بالإخلاء خوفاً من سقوطها على رأس قاطينها .
ودق تدمري ناقوس الخطر معلناً أن مباني طرابلس القديمة تشكل قنبلة موقوتة وتضع سكانها تحت الخطر الداهم .
وأضاف أن مدينة طرابلس تشكو الحرمان المزمن والإهمال وهي لم تأخذ نصيبها من إعادة الإعمار بعد نهاية الحرب واتفاق الطائف .
كلام الدكتور تدمري جاء خلال لقاء مع nextlbبعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا ومناطق شمال سوريا ، ووصلت ارتداداته القوية الى العديد من المناطق اللبنانية وطرابلس في طليعتها .
أبنية آيلة للسقوط
وقال تدمري ل nextlb “لا يمكن أن نطمئن سكان طرابلس تحديداً أن الوضع بخير وأن كل شيء على ما يرام ، فالعديد من مباني الأحياء القديمة في طرابلس مثل القبة والتبانة وجبل محسن وجوار نهر أبوعلي آيلة للسقوط ، وهي تشكل قنبلة موقوتة وتضع أرواح ساكنيها تحت الخطر الداهم “.
وأضاف ” رفعنا الصوت مراراً كبلدية طرابلس ، وقلنا أن مدينتنا لم تأخذ نصيبها من الإنماء والإعمار بعد انتهاء الحرب وتطبيق اتفاق الطائف ”
وتابع ” تم تشكيل وزارة للمهجرين وألغيت بعد أن قامت بدورها في العديد من المناطق ، ولم تقم هذه الوزارة بدورها تجاه طرابلس الا في مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي داوى الجراح موضعياً وفقط في منطقة واحدة ، أما باقي الأحياء والأبنية المتداعية التي دمرتها الحرب فقد بقيت على حالها ، بل تفاقم خطرها مع إضافة طوابق مخالفة خلال فترات الجولات الإنتخابية ، وبعد حرب تموز تم زيادة طوابق إضافية على أبنية غير صالحة تماماً للسكن وبخاصة في منطقة التبانة التي تعاني من تجمع للمياه في أساسات العديد من مبانيها “.
ما دور بلدية طرابلس ؟
وأضاف تدمري ” وضعنا صعب كبلدية وإمكانياتنا ضعيفة في مواجهة خطر الكوارث ، وقد أطلقنا الصرخة مع الهيئة العليا للإغاثة ومع نقابة المهندسين في طرابلس ونقابة المهندسين في بيروت منذ عدة أشهر ، وأجابنا اللواء خير أن الدولة عاجزة عن القيام بما يلزم الا من خلال خطة متكاملة ترصد لها ميزانية كبيرة سواء من الدولة أو من المساعدات الخارجية “.
أرقام صادمة !
وكشف تدمري ل nextlb عن وجود حوالي 500 مبنى معرضة للسقوط في أية لحظة في قلب مدينة طرابلس وضواحيها مضيفاً أن هناك ” أحزمة بؤس تشكلت حول المدينة من الهجرة السكانية من المناطق المجاورة والأرياف بحثاً عن فرص عمل ، وفيها الكثير من المخالفات وبشكل خاص على مجرى نهر أبوعلي ، وهناك كذلك أبنية تراثية وتاريخية وكنائس ومساجد داخل المدينة القديمة بحاجة الى خطط ترميم عاجلة “.
ماذا كانت نتيجة المناشدات ؟
وتابع تدمري “بعد كل هذه المناشدات لم نتلق أي رد من المسؤولين في الدولة ولا خطة لإخلاء المباني وتأمين بدائل لسكانها ، ونحن كبلدية طرابلس عاجزون عن القيام بهذه المهمة الكبيرة ، وبعد الزلزال أعتقد أن عدد الأبنية المهددة بالسقوط سيرتفع الى أكثر من 1500 مبنى ، وصرنا بحاجة لإعادة الكشف من جديد على الأحياء القديمة من باب التبانة وبعل محسن والقبة والحدادين وباب الرمل والبداوي والميناء ، وأجهزة البلدية عاجزة عن القيام بهذا العمل ، وقد يسعفنا الجيش اللبناني الذي يمتلك الإمكانيات للكشف والمسح في إتمام هذه المهمة “.
وأضاف “توقعنا في جلسة مجلس الوزراء إعلان خطة طوارىء إنقاذية للمدينة، ولكن ذلك لم يحصل لسوء الحظ”.
الأونيسكو ساهمت في إنقاذ معرض رشيد كرامي الدولي
وقال تدمري ” لحسن الحظ وضعت منظمة اليونيسكو معرض الشهيد رشيد كرامي الدولي على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر ، وقد بني بشكل جيد منذ الستينيات ، فكيف بأبنية قديمة متهالكة تتداعى بسرعة ولا تمتلك أدنى شروط القوة والمتانة ، وقد دمر بعضها بعواصف رعدية في فترات سابقة كما حصل في الميناء وضهر المغر من فترة ، وكان الوضع كارثياً عند انفجار مسجدي التقوى والسلام وليس عندنا هيئة لإدارة الكوارث ، فكيف إذا تعرضنا لزلازل لا سمح الله “.
المطلوب خطة طوارئ إنقاذية
وقال تدمري ” مطلوب خطة طوارئ انقاذية لمدينة تاريخية يعيش فيها أكثر من نصف مليون إنسان لتعويض النقص والإهمال المزمن ، وإذا تأخر الوقت سيؤدي الأمر الى كارثة أمام عجز البلدية وإهمال المسؤولين”.
وناشد تدمري هيئة الإغاثة تأمين بدائل سكنية لسكان الأبنية المهددة بالسقوط والتي تلقى قاطنوها إنذارات بالإخلاء مضيفا أنه ” عندنا مناطق خالية من البناء يمكن بناء مساكن عادية عليها وإجلاء أصحابها تمهيداً لهدم البيوت الآيلة للسقوط وترميم بعضها بشكل نظامي ثم إعادة أصحابها إليها ، وهذا يشكل بداية جدية لإزالة أحزمة البؤس من حول مدينة طرابلس ذات الكثافة السكانية الأعلى في حوض البحر المتوسط ، مع نسبة كبيرة من المباني العشوائية التي زادت خلال الحروب المتتالية داخل المدينة “.
وتابع تدمري ” في الخمسينيات ضرب الزلزال مدينة طرابلس وأعادت الدولة بناء المساكن المدمرة ، واليوم على الدولة أن تقوم بنفس الدور والإستعانة بفريق مسح فعال ، ولدى الجيش اللبناني القدرة على المساعدة “.
وختم تدمري “بعد الزلزال المدمر نحن بحاجة للكشف السريع على معظم الأبنية القديمة والتراثية والمهددة بالسقوط لإخلائها من السكان على وجه السرعة قبل حصول الكارثة إذا تكررت الهزات الأرضية “.
[email protected]
عدسة nextlb.com