من المرجح أن الأنباء عن إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أو استقالته، لا تنطوي إلا على أوهام . فعناصر قوته كبيرة ، أهّلته للتمرّد على رؤسائه وتخطّيهم، وقد حمل أوراقاً كثيرة يمكن أن يلعبها عندما “يصل الموسى الى ذقنه”.
ويسكن رواد مواقع التواصل في هذه الشائعة التي لا تستند لأي دليل حسّي حول القدرة على إقالة رياض سلامة قبل البحث عن عزم الحكومة على إقالته. فالهدف من هذه الأنباء، يتمثل في استيعاب الشارع، على قاعدة تحميل المسؤولية لشخص، يمكن أن تنتهي الأزمات برحيله.
لكن العارفين بدور رياض سلامة وعلاقاته، يشككون بأن يتمكن أحد من تحقيق تغيير في وضعيته ، واختياره ليكون كبش محرقة. فهو القائم على سياسة مالية كان يضعها للحكومة، ولا يتخطى فيها دولاً مؤثرة في الشأن المالي وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية. وعليه، فإنه يكتسب، قبل كل شيء، قوته من الخارج، كما يكتسب القوة من الموقع الماروني الذي يشغله ويستحيل السماح في الطائفة لإستهداف الموقع، وليس الشخص، أسوة بموقع رئاسة الجمهورية، وهو ما تثبته التسريبات المنقولة عن بكركي.
أما في الداخل ، فإنه بنى شبكة علاقات مع السياسيين أهّلته ليكون في موقع القوة. الجميع كان ينظر اليه على أنه حاجة، وهو يدرك كيف يسوّق لنفسه على أنه هذه الحاجة، ويقنعهم بالتالي بالتجديد له. ولاحقاً، باتوا ينظرون إليه على أنه ضرورة، فيما يتطلع خصومه الى ضرورة أن يبقى في السلطة المالية ليتحقق أمر من اثنين: إما تصحيح الخلل الذي يعتبرون سلامة مسؤولاً عنه، وإما محاسبته على تلك الأخطاء.
وهذه المعطيات، لا يقربها رواد مواقع التواصل الذين يتعاطون مع ملف رياض سلامة إلا من موقع التمني.
المصدر : موقع المدن