لست مع سعد الحريري في السياسة ولست مع غيره ، فلا تعنيني السياسة بشيء في حين يعنيني لبنان في كل شيء.. لكني لم أستطع أن أمنع نفسي من التعليق على صورته التي أثلجت صدري وهو يحتفل بتخرج إبنه حسام من الكلية العسكرية الأكثر شهرة والتي تخرج قادة العالم .. قبل أيّام تابعت احتفال الملك عبدالله والملكة رانيا بتخرج ابنتهما سلمى من الكلية نفسها ، وأيضا لم أمنع نفسي من أن أضغط على زر القلب الأحمر على حساب الملكة رانيا على الإنستغرام معجبة بعيون اعتزاز الملك عبدالله بإبنته سلمى وفخر عائلتها بها .. ها هو “أبو سعد” كما يحب أن تطلق عليه الكنية ، يتخرج من الكلية نفسها وها هو أبو حسام يخرج من حزنه ويبتسم بعزة وفخر …لا شيء أهم من نجاح الأبناء ولا إحساس أروع من الإعتزاز بهم..يحميكما معا أعلق على صورة سعد الحريري وإبنه وأنا أبتلع دمعتي التي تعيدني الى مشهد حسام الصغير في حضن جده الشهيد الكبير في وسط بيروت الحبيبة … ها هو حسام شاب مقدام شجاع يلقي التحية العسكرية على أبيه إبن الشهيد الحبيب ، وها هو سعد يرمي أحزان الدنيا وقهرها وهمومها خلف ظهره ويبتسم من القلب… لا… من قلب أب يفخر بإبنه..!
نحن الأهل نفخر بأبنائنا إذا رقصوا أو غنوا أو حتى نجحوا في صفوفهم ، وتغص حساباتنا على مواقع التواصل الإجتماعي بصور أبنائنا وبنظرات فخرنا وإعتزازنا بهم لأتفه الأسباب ، فكيف إذا جاء التخرج من أفضل الجامعات في العالم..شخصيا أفهم نظرة سعد ولا أفهم حقد الآخرين على ابتسامته …وافقته سياسيا أو عارضته هو أولا أب .. أب يحق له بأن يفرح بإبنه وبفخر به .. مبروك تخرج “أبو سعد ” .. إبتسم وافرح وإضحك يا أبا حسام …وكما قلت بعيدا عن السياسة تستحق أن تفخر بإنجازك الأبوي …من يرى ابتسامتك يعرف حجم الأسى في قلبك .. من يقرأ نظرات عيونك يشعر بهم يحاول أن يسرق حتى لحظة فرح عائلية …إفرح إفرح إفرح ومن قال إننا قوم لا نحب الفرح ولا نعشق النجاح ولا نعتز بأبنائنا..تستحق أن تفرح بحسامك الذي يحمل اسم عمه الفقيد الراحل ، ونظرات جده الشهيد واذا به يلقي التحية العسكرية على أبيه الوحيد ..لا يعنيني أن تكون كما قلت يوما أب السنة في لبنان لأنك أولا ” أبو حسام” ومن حقه أن يرى نظرة اعتزاز أبيه به …أنت أولا أب…أب لحسام قبل أن تكون أبا لطائفة ..إبن رفيق الحريري قبل أن تكون دولة الرئيس ..شقيق الراحل حسام قبل أن تكون رئيس تيار سياسي … إفرح بإنسانيتك ، إفرح بإبنك …أسرق الفرح فأحلى ما فيك أنك إنسان يبكي ويفرح ويخجل ويفخر .. إرم هموم السياسة خلف ظهرك ، حسام يستحق أن تكون والده في هذه اللحظة ، ومن تستفزه ابتسامتك ونجاح إبنك لا يستحق أكثر من أن تبتسم وتبتسم ونبتسم لإبتسامتك
هناء حمزة
إعلامية لبنانية مقيمة في دبي
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More