أقام السفير الصيني وانغ كيجيان حفل استقبال على شرف “الأصدقاء اللبنانيين المشاركين في الورشات والدورات التدريبية في الصين”، في فندق فنيسيا.
كيجيان
والقى السفير كيجيان في المناسبة كلمة اكد فيها، أن بلاده، “ستظل من بناة السلام والمساهمين في النمو”. وقال:”لقد أصبحت عادة جيدة أن نلتقي في نهاية العام، ونبحث في توطيد عرى الصداقة ونتطلع إلى المستقبل. وفي المناسبة أود أن أجدد شكري وتقديري لمتابعتكم الدائمة لأحوال الصين وجهودكم الدؤوبة لتعزيز التعاون الصيني – اللبناني”.
وأعلن “ان العام الحالي يصادف مرور 40 سنة على تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين، ولم تغير هذه السياسة ملامح الصين فحسب، بل وقدمت مساهمات بارزة للنمو العالمي، والتقدم البشري أيضا”.
وقال: “تدعو الصين إلى بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وقد قدمت أفكارا وحلولا للحوكمة العالمية والتطور البشري وكانت الانجازات التنموية التي حققتها الصين خلال السنوات الأربعين الماضية قد نالت الاعجاب والتقدير من جميعكم”.
أضاف: “يتابع جميعكم باهتمام، توجهات الصين المستقبلية. ولقد أجابت عن هذا السؤال في الوثائق الرسمية، ومن خلال عملها، وهي ستتمسك بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، والتزام طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتطبيق الإصلاح والانفتاح بصورة أوسع وأعمق. وستعمل الصين مع العالم على صيانة الاقتصاد العالمي المنفتح، ونظام التجارة المتعدد الأطراف. وستظل الصين دائما من البناة للسلم العالمي والمساهمين للنمو العالمي، والحماة للنظام الدولي. وما يهمنا أكثر هو سبل تعميق التعاون المتبادل المنفعة بين الصين ولبنان”.
ونقل السفير كيجيان عن القيادة اللبنانية والمسؤولين اللبنانيين، استعدادهم “بعد تشكيل الحكومة العتيدة، لدفع الإصلاح بقوة، ووضع خطط لإنعاش الاقتصاد، وتعزيز التعاون الدولي كما أعربوا عن تطلعهم إلى التعاون مع الجانب الصيني، في شكل أوسع وأعمق، وأكدوا ترحيبهم بالشركات الصينية للاستثمار في لبنان”. وقال: “وفي المقابل، يأمل الجانب الصيني في تعزيز التعاون المتبادل المنفعة مع لبنان وفي كل المجالات، وإحراز تقدم عملي في المشاريع التي تتوافق مع الاستراتيجيات التنموية، والسياسات القطاعية للبلدين، والتي تعود بالخير على الشعب”.
ورأى أن ثمة “أشياء كثيرة يمكن أن نفعلها”، مشددا على أن من “مسؤولية حكومتي البلدين تعزيز الجهود في تنسيق السياسات العامة، وتوطيد القاعدة السياسية والقانونية وتحديد الأولويات في مجالات التعاون المختلفة”. كما شدد على “مواصلة تحسين الإطار القانوني للتعاون الاقتصادي والتجاري، والبحث في توقيع اتفاق تجنب الازدواج الضريبي، واتفاق التعاون العمالي، إضافة إلى استكمال تشجيع الاستثمارات المتبادلة وحمايتها”.
ودعا السفير الصيني “الجانب اللبناني إلى طرح تصوراته في شأن مجالات التعاون والمشاريع المحددة، والتقدم بالطلب للاستفادة من القروض التي خصصتها الصين لدعم التصنيع في الشرق الأوسط، وقيمتها 15 مليار دولار أميركي، والقروض الميسرة وقيمتها 10 مليار دولار أميركي”.
وختم متوجها إلى المشاركين في الدورات التدريبية الصينية بالقول: “أنتم خبراء أو مسؤولون في الأوساط المختلفة للبنان، ولديكم رؤية خاصة في شأن التعاون الصيني – اللبناني. كما وأنكم شاهدون وداعمون ودافعون للصداقة الصينية – اللبنانية. إن تطور العلاقات الصينية – اللبنانية في حاجة إلى أفكاركم المبدعة. وإن التعاون العملي بين البلدين يعول فيه على دعمكم ومساهماتكم الكبيرة. لنعمل معا على دفع الصداقة الصينية – اللبنانية إلى مستوى جديد وإنتاج مزيد من الثمار للتعاون المشترك”.
لبكي
كما تحدث رئيس مجلس ادارة المعهد الوطني للادارة البروفسور جورج لبكي فقال: “انه لشرف كبير ان أتوجه باسم الحاضرين بكلمة شكر الى جمهورية الصين الشعبية لمبادرتها الكريمة بتوجيه دعوة لكبار القادة الاداريين في لبنان، لزيارة بلادكم للتعرف على ابرز ما حققته في سنوات معدودة، وهو الذي يستغرق تحقيقه اجيالا في دول اخرى، والامر ليس غريبا على بلادكم التي عرفت تاريخا عريقا غنيا بالانجازات التي طبعت الحضارة الانسانية”.
وقال:”لذلك فاننا نلتقي اليوم مع مبادرة جمهورية الصين الشعبية للانفتاح والتعاون من اجل بناء عالم مستدام ومزدهر، وهذا يتلاقى ايضا مع قول فخامة الرئيس JINPING XI حول مبادرة الطريق والحزام”.
وختم: “وكما يقول المثل الصيني، ان اشجار الدراق والخوخ لا تتكلم، ولكنها ملفتة للانتباه بحيث انها تخلق مسارا تحت الاشجار. هذا هو المسار الذي نتمنى ان تملكه العلاقات الصينية اللبنانية”.