افتتح وزير الاتصالات جمال الجراح بمشاركة رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية محمد شقير ورئيس المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمار (ايدال) نبيل عيتاني ورئيس شركة “مايس لبنان” إيلي رزق، النسخة الثانية من معرض “سمارتكس” الذي تنظمه شركة “مايس” برعاية وزارة الاتصالات وبالتعاون مع اتحاد الغرف اللبنانية وبالشراكة مع “ايدال” ومصرف لبنان وشركة “تاتش” والجمعية المعلوماتية المهنية في لبنان، بحضور سفير الامارات العربية المتحدة في لبنان حمد الشامسي، الوزير المفوض القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد، شخصيات ديبلوماسية وأمنية وعسكرية ورؤساء هيئات وجمعيات ونقابات اقتصادية ورجال اعمال.
يضم المعرض حوالي 100 شركة تعمل في مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وقطاع المعرفة والحلول والبرامج التكنولوجية لمختلف المجالات والقطاعات.
جيسون رزق
بداية، ألقى الرئيس التنفيذي لشركة “مايس لبنان” جيسون رزق كلمة أكد فيها “إصرار الشركة على تطوير صناعة المعارض في لبنان وإحداث نقلة نوعية في معرض سمارتكس في نسخته الثالثة”.
ايلي رزق
بدوره قال ايلي رزق: “نفتتح اليوم سمارتكس بنسخته الثانية بشراكة هامة مع وزارة الإتصالات والهيئات الإقتصادية، إيدال، مصرف لبنان، تاتش وPCA. معرض سمارتكس تطور هذا العام بالمشاركات المحلية والإقليمية والدولية ما يستدعي منا التخطيط للنسخة الثالثة التي نعمل عليها منذ الآن لتأمين مشاركات دولية اكبر وكذلك استقطاب زائرين من الخليج والدول المحيطة”.
أضاف: “كلنا أمل ان يستعيد الاقتصاد الوطني عافيته بعد الإنتخابات النيابية، كما نأمل إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري برئاسة الحكومة، ما يؤمن استمرار المسار خصوصا تنفيذ مؤتمر سيدر لاعادة تطوير البنية التحتية”.
وختم: “ان حضور السفيرين بخاري والشامسي يؤكد وجود نوايا مشتركة لعودة الأمور إلى سابق عهدها بين لبنان والخليج، ما يمهد لعودة السياحة الخليجية الى لبنان وتأمين مشاركات سعودية وإماراتية السنة المقبلة في المعرض”.
شقير
بدوره، قال شقير: “نفتتح اليوم برعاية كريمة من وزير الاتصالات جمال الجراح، معرض سمارتكس بنسخته الثانية، وهو انجاز كبير يؤكد موقع لبنان على مستوى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وقطاع المعرفة، ما يمهد لعودته مركزا اقليميا لهذه الصناعة على مستوى المنطقة. ولا بد هنا من توجيه التحية الى المنظمين شركة مايس وادارتها وفريق عملها، على تصميمهم لاقامة المعرض في نسخته الثانية، وهو تحد كبير في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر فيها البلاد ولتزامنه تقريبا مع الانتخابات النيابية”.
أضاف: “لكن في كل الاحوال، هذا هو القطاع الخاص اللبناني الذي نفتخر به، والذي يتجرأ دائما على المغامرة ويحقق النجاحات في الداخل والخارج التي وفرت لاقتصادنا الوطني القدرة على الصمود رغم كل الازمات”.
أضاف: “في العام الماضي، كسبنا جميعنا الرهان بالنجاح الباهر الذي حققته النسخة الاولى لمعرض سمارتكس، واليوم في هذه النسخة الثانية نرى ان هذا المعرض حقق نقلة نوعية من خلال المشاركات الواسعة لا سيما العربية والعالمية، بما يلبي تطلعاتنا ويخدم الاهداف الاستراتيجية المرجوة منه، خصوصا الدفع باتجاه اعادة لبنان كمركز اقليمي ودولي لعالم المعرفة ولتكنولوجيا المعلومات والاتصالات”.
وتابع: “كلنا نعلم ان هذا القطاع كان في صلب اولويات الحكومة ورئيسها، وقد واكبنا الجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة الاتصالات بمتابعة حثيثة من الوزير الجراح خصوصا لجهة مد شبكة الأوبتك فايبر لتعميمها على مختلف الاراضي اللبنانية وتطوير كل البنية التحتية اللازمة لتنمية هذا القطاع وخدمة الاقتصاد الوطني بشكل أفضل. ولا بد هنا من الاشارة ايضا، الى اهتمام مصرف لبنان والحاكم رياض سلامه بالقطاع، خصوصا التعميم رقم 331 الذي ساهم بشكل كبير بتحفيز الاستثمار في هذا القطاع”.
وأردف: “اليوم نتطلع الى ما بعد الانتخابات النيابية، وكلنا ثقة ان الحكومة المقبلة والتي نأمل ان تكون برئاسة الرئيس سعد الحريري، ستكمل المشوار وهذا الجهد، لاننا كهيئات اقتصادية نرى في صناعة تكنولوجيا المعلومات، الاتصالات وقطاع النفط والغاز ركيزتين اساسيتين للاقتصاد الوطني في المستقبل”.
وختم: “ما يجمع كل الداعمين لمعرض سمارتكس، من وزارة الاتصالات والمؤسسات التابعة لها وايدال واتحاد الغرف اللبنانية ومصرف لبنان والجمعية المعلوماتية وغيرهم، هو ثقتهم بأن هدفنا بجعل لبنان مركزا لهذه الصناعة بات قريب المنال، لأننا نمتلك كل المقومات المطلوبة من: الكفاءات البشرية المبدعة، والبنى التحتية، والتمويل المدعوم، وكذلك دعم كل الجهات المعنية والمؤثرة. فعلا هذا هو الملعب الحقيقي للبنانيين، لذلك ادعو الى تضافر جهود كل المسؤولين والمعنيين لتوفير كل مستلزمات تنمية القطاع بالشكل الملائم”.
عيتاني
من جهته، قال عيتاني: “من دواعي سروري ان تكون المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان معكم اليوم شريكا استراتيجيا في هذا المؤتمر الذي ينعقد بنسخته الثانية، ويتناول أحدث التطورات في مجال الأمن ونظم المعلومات والتكنولوجيا وصناعات الاتصالات. إنه حدث يسلط الضوء على الابتكار الذي يشكل اليوم محورا أساسيا لعمل الشركات العالمية والمؤسسات الناشئة بمشاركة خبراء اختصاصيين ورواد الأعمال وأصحاب مشاريع مبتكرة”.
أضاف: “إننا ندرك جميعا أهمية تعزيز القدرة على الابتكار وتحويل الأفكار الإبداعية والمبتكرة إلى أعمال على شكل مؤسسات صغيرة ومتوسطة الحجم، وندرك أهمية الابداع على القدرة التنافسية للمنتجات اللبنانية في ظل التزايد المتصاعد للمنافسة في الأسواق العالمية وارتباط قطاع التكنولوجيا بشكل وثيق بجميع القطاعات الإنتاجية وبعملية تطويرها”.
وتابع: “ان لبنان، بفضل موقعه الجغرافي، ونظامه الاقتصادي الحر، وقطاعه الخاص المبادر، وتوفر اليد العاملة المتخصصة والكفوءة والشابة لا يزال من المقاصد الرئيسية الجاذبة للاستثمار في المنطقة. ولا شك في ان جهود جميع الأطراف اليوم، من قطاع عام وقطاع خاص، تنصب في اتجاه تعزيز بيئة الأعمال وتسهيل عمل المستثمرين في القطاعات الانتاجية كافة”.
ولفت الى ان “قطاع تكنولوجيا المعلومات، الذي يتميز بمؤشرات وديناميات واعدة، هو من القطاعات التي تزيد من جاذبية بيئة الأعمال وتحفز على الاستثمار كونها تطال جميع مجالات الانتاج. وتظهر هذه المقومات الواعدة خصوصا في مجال صناعة المعدات والبرمجيات والخدمات، فبحسب دراسة قامت بها المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان، تم تقدير النمو المتوقع في مجال الكمبيوتر ومعداته بنسبة 10 في المئة بين العامين 2016 و2019. ولا يزال سوق هذه المعدات بعيدا من الإشباع لا سيما في مجال صناعة الحواسيب والألواح الإلكترونية. أما البرمجيات، فقد نمت بمعدل ثابت خلال الأعوام الماضية بعد تطبيق حقوق الملكية الفكرية والحد من القرصنة وتحديث البنى التحتية المتعلقة بالاتصالات. ومن المتوقع ان تحقق نموا بنسبة 10 في المئة أيضا بين العامين 2016 و2019”.
وأشار الى في ما خص الخدمات، الى أنها “تستحوذ على 9 في المئة من مجموع الانفاق على تكنولوجيا المعلومات وتشهد طلبا متناميا على الخدمات المدارة، الخدمات ذات القيمة المضافة، نشاطات توريد الخدمات المحلية Outsourcing والخدمات السحابية Cloud services. ومن المتوقع ان يكون النمو في هذا المجال بحدود 12 في المئة بين 2016 و2019”.
وقال: “بالنظر إلى الأهمية التي تكتسبها صناعة البرامج والخدمات التكنولوجية في لبنان، فقد بات إنتاج 80 % من الشركات العاملة في هذا المجال مخصصا للتصدير. لكن على الرغم من هذه المؤشرات الايجابية والواعدة، هناك تحديات كبرى تقف أمام تحقيق هذا القطاع مزيدا من التطور، لا سيما في ما يتعلق بتوفير البنى التحتية الكفوءة والفعالة الكفيلة بمواكبة زخم انطلاقته ومنها الانترنت وسرعتها وكلفتها إضافة إلى توفير عناصر الاتصالات الحديثة، ليتمكن من تلبية التطلعات وتحقيق التوقعات خصوصا إذا ما علمنا ان الانفاق على تكنولوجيا المعلومات في عالمنا العربي سيتخطى 242 مليار دولار بحلول العام 2019”.
أضاف: “ان التطور التكنولوجي في العالم والثورة التكنولوجية الرابعة والاعتماد على الذكاء الصناعي والروبوت، يحتم علينا مواكبة هذا التطور من خلال تعزيز النمو في هذا القطاع ودعمه وتسهيل اعماله بشتى الوسائل الممكنة. لذلك، ومن على هذا المنبر، ادعو الى تعزيز سياسات الدعم الخاصة بهذا القطاع والبيئة الحاضنة له لا سيما مسرعات الأعمال والحاضنات على أنواعها والصناديق التي توفر التمويل للمستثمرين في هذا القطاع، وهو ما سيساهم حتما في تعزيز فرص تحويل لبنان إلى قاعدة للتكنولوجيا”.
وختم: “تتطلع المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان إلى هذا الهدف تحديدا كون لبنان يتمتع بالعديد من الميزات التفاضلية في هذا المجال، ومنها سياسات الانفتاح المعتمدة وانتشار الجاليات اللبنانية في العالم ما يتيح سهولة إيصال منتجاتنا وبرامجنا الى جميع الاسواق الاقليمية والعالمية. وعلى جميع المهتمين بالاستثمار في هذا القطاع الاستفادة من الحوافز والتسهيلات التي توفرها المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان لتوسيع وزيادة استثماراتهم في هذا القطاع الواعد. وندعوهم كذلك إلى الاستفادة من خدمات وحدة مساندة الأعمال لدينا التي توفر الدعم والمساندة لرواد الأعمال والمبتكرين وتقدم لهم الاستشارة القانونية والمالية المجانية”.
الجراح
أما الجراح فأشاد اشاد بمعرض سمارتكس وب”إصرار الشركة المنظمة على إقامته وتطويره، وهو بات يشكل حدثا سنويا سيكون محط اهتمام ومتابعة كل المعنيين بالقطاع وبالاقتصاد”.
ورحب الجراح بالشامسي والبخاري، معتبرا أن حضورها “يؤكد الحاجة الى تكامل عربي على مستوى الاتصالات والانترنت”.
وتحدث الجراح عن “اهتمام الوزارة وبتوجيه من الرئيس الحريري، بقطاع الاتصالات والانترنت”، عارضا “الخطوات الكبيرة التي تم القيام بها خلال العام 2017 والاشهر الاولى من العام 2018 على صعيد شبكات الاتصالات كافة والانترنت وصولا الى شبكات الالياف الضوئية”. وقال: “لقد أنجز الكثير وما زال المطلوب الكثير لنقول ان لبنان يضاهي الدول المتقدمة على هذا المستوى”.
أضاف: “مطلوب ايضا تقوية الشراكة بين القطاعين العام والخاص على مستوى قطاع الاتصالات والانترنت. وقد خطت الحكومة خطوة متقدمة على هذا المستوى من خلال إقرار قانون الشراكة، والمطلوب الآن إقرار المراسيم التنفيذية للقيام بالمشاريع المشتركة”.
وأكد أهمية “التكامل العربي على مستوى الاتصالات والانترنت”، وقال: “لبنان يعمل على استحداث خط انترنت من اوروبا الى لبنان، يمكننا من خلاله توفير الانترنت للدول المجاورة عبر سوريا وللخليج”.
وشدد على ان “تطوير قطاع الاتصالات والانترنت يؤدي الى تطوير الاقتصاد الوطني والمبادرات الخاصة”، مشيرا الى ان “الوزارة تنشىء وبتوجيه من الرئيس الحريري، صندوقا بقيمة 50 مليون دولار لتشجيع المبادرات الشبابية لا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة”.
جولة
بعد ذلك، جال الجميع في أرجاء المعرض، واطلعوا على ما تعرضه الشركات من احدث منتجات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
يذكر ان معرض “سمارتكس” يفتتح ابوابه يوميا من الرابعة بعد الظهر حتى العاشرة مساء بين، 25 و28 نيسان.