خاص –nextlb
عقدت المحامية الكنسية زينه جوزاف الكلاّب ندوة قانونية لشرح قوانين” الكوتا الجندرية” في أوتيل ماديسون جونية دعت فيها الى تخطي الذهنيات الرافضة لترشيح المرأة وتطبيق الدستور الذي ينص على المساواة بين اللبنانيين.
واستغربت المحامية الكلاب والتي تعتزم الترشح عن المقعد الماروني في كسروان “عدم الثقة بالمرأة للعمل في المجال السياسي علماً بأنها هي مربية ومعلمة الأجيال في العالم و تشكل نصف المجتمع “.
وشرح الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين الفرق بين القوانين التي قدمت في مجلس النواب لإقرار “الكوتا” ، وأهميتها لما تؤمّنه للمرأة من إمكانية المشاركة الفعلية في الحياة السياسية.
الكلاّب
وقالت الكلاب في الندوة :” اسمحوا لي بدايةً ، أن أشكرَكم على حضورِكم العزيز على قلبي، لانَّه يعني انكم داعمات وداعمون ومؤمنون بإرادتي في العمل السياسي، والا لما كرّستم وقتَكم، الذي يتحول ثميناً كلَّ يوم، لا سيما في ظلِّ التدهورِ والإنحدارِ الإقتصادي الذي نعيش.
وسألت “هل يعقل أن تكونَ المرأةُ صاحبةَ الفضلِ في تنشئةِ كلِّ المسؤولين الذين وصلوا الى السلطة والحكم، ليس في لبنان فحسب لا بل في العالم، والاّ تحظى بالثقةِ الكافيةِ لتكونَ فاعلةً في العملِ السياسي؟”
وقالت ” هذا ما يزيدني جرأةً، بأن أترشّحِ الى الندوةِ البرلمانيةِ لأنني أعرف أن هناك سنداً لي، يشاركني الهواجسَ والتطلعاتِ عينَها، ويعرف أن وصولي الى مجلسِ النوابِ هو بمثابةِ ترجمةٍ لفكرِهِ ورأيهِ وإرادتهِ في ظلِّ النهجِ السائدِ الذي يأخذنا يوماً بعد يوم الى مزيدٍ من انهيارٍ للدولة، ولم يعد أمامَنا ترفُ الإنتظارِ، فالإرتطامُ حصلَ، والشعبُ يئنُّ من الجوعِ والعوزِ وغيابِ الأمنِ والإستقرارِ ولا من يشعر به وكأنَّ المسؤولين يعيشون على كوكبٍ آخر”.
أضافت ” إن ترشّحي لإنتخابات 2022 ولو اعتبرَه البعضُ غيرَ مؤثِّرٍ، لأنَّ المشهدَ السياسيَّ والتكتلاتِ والأحزابَ صعبة ُ الإختراقِ وصولاً الى التغيير، فإنني أراه ، كما كثرٌ، بمثابةِ فتحِ كوّةٍ في جدارِ القضاءِ على المنظومةِ الفاسدةِ، وهو بدايةٌ للمواجهةِ الحقيقيةِ بعيداً من حسابات ” غطّيني لغطيك، ومرقلي لمرقلك”، فأنا أنطلق من التزامي الوطني نحو الآخر مهما كان إنتماؤه ليكون عملي السياسي مدَّ يدٍ لكل سياديٍّ وحرٍّ ونظيفٍ في هذا البلد، يعلي مصلحةَ الوطنِ على مصالحِه الشخصية، فنشكّلَ معاً كرةَ ثلجٍ لا بدَّ لها أن تكبرَ لتطيحَ بمن فسدوا وأفسدوا، لا بل أكثر، لتطيحَ بمن يسعَون الى تغييرِ هُويةِ لبنانَ ورسالتِه، ويظلُّ الحلُ الأنسبُ والقاعدةُ الأسمى للإصلاح، المحبةُ والحوار كما طرحَهُما قداسةُ البابا فرنسيس.”
وقالت ” أريد أن أشير الى موضوعِ لقائِنا اليوم، فقد طُرحت في المجلسِ النيابي، قوانينُ عدة لل “كوتا” النسائية ويبدو جلياً أن المجتمعَ اللبناني على الرغمِ من تغنّيه بالحضارةِ والثقافةِ والديمقراطية، الا أن ممثلي شعبِه ليسوا جاهزين بعدُ لتطبيقِ الدستورِ الذي ينصُّ على المساواةِ في كلِّ شيءٍ بينَ جميعِ اللبنانيين، فحتى المرحلةُ الإنتقاليةُ ، وهي اقرارُ “كوتا” نسائيةٍ محدّدةٍ، لا يتجرأ كثيرون من ممثلي الشعبِ على الخوضِ فيها، لحساباتٍ واعتباراتٍ أصبحت بائدةً في القرنِ ال 21 ، وطالما أن المجتمعاتِ مقسومةٌ بالتساوي بين الرجلِ والمرأةِ، ما الذي يحولُ حتى الساعة دونَ تحسينِ تمثيلِها في العملِ السياسي عموماً وفي الندوةِ البرلمانيةِ خصوصاً ؟ ومن المعيبِ أن تتمثلَ المرأةُ في البرلمانِ اللبناني ب 6 نساء من أصل 128 نائباً.”
وأشارت الى أنه “لا يمكن للمجتمعِ أن يحقّقَّ التنميةَ إذا لم يكن للمرأةِ دورٌ في صياغةِ القراراتِ المتعلقةِ بحياتِها الخاصّةِ والعامّةِ، وإذا لم تأخذْ نصيبَها من الأعمالِ المهنيةِ والإداريةِ والإقتصاديةِ، وإذا لم تشارك في مؤسساتِ السلطةِ في مختَـلِفِ المستوياتِ وفي مؤسساتِ صنعِ القرارِ، فتمكينُ المرأةِ باتَ يشكـلُ التحديَّ الأهمَّ لتحقيقِ التنميةِ على أساسِ المشاركةِ والفرصِ المتساويةِ.”
وختمت بالقول ” أشكر جمعية Fifty fifty الممثلةِ بالسيدة باولا مجدلاني ومن خلالها تحية الى السيدة جويل عبد الله التي تهتمُّ بتمكينِ المرأةِ وتدريبِها والتي عمِلت على مشروعِ اقتراحِ قانونِ “الكوتا” مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وخبراء وجمعيات، وقد تبنته سعادة النائب عناية عز الدين لطرحِه أمامَ مجلسِ النواب”.