برعاية رئيس احكومة اللبنانية سعد الحريري ممثلاً بوزيرة الدولة لشؤون تمكين الشباب والمرأة فيوليت الصفدي افتتح “ديوان أهل القلم”، بعد ظهر الثلاثاء ، ولمناسبة “يوم المرأة العالمي”، ملتقى “المبدعات العربيات الاول” لعام 2019 برئاسة الدكتورة سلوى الخليل الأمين، بحضور ممثلة عن قائد الجيش العماد جوزف عون ، العقيد سوسن الظريف والرئيس حسين الحسيني وشخصيات سياسية واجتماعية وديبلوماسية وإعلامية و ضيفة الشرف رئيسة الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا في بيروت الدكتورة هيام صقر.
بدأ الملتقى بالنشيد الوطني اللبناني وعرض فيلم وثائقي عن أنشطة الديوان، ثم كلمات لرئيسة “ديوان اهل القلم” الدكتورة سلوى الخليل الأمين قالت خلالها ” ونحن نساء هذا العالم العربي، رسمنا خطانا .. وعود محبة وتضحيات ، تريق من شغاف القلب .. صبوات الحب والحبور .. عبور محطات ، تغرسها أحقاب إبداعات.. تتألق في مسارات الظلمة.. وهج عطاءات بلا حدود.
لغتي اليكم .. وإليك يا امرأة الضوء ، هي نشيد يلامس صنوف الإبداع.. الذي تماهى فوق اشتهاءات الدهور .. حضارات علوم ومعارف.. حطت على أجنحة الكون .. أحلامها الواعدات.
هي اللحظات.. تنسكب تحولات عناوين متقنة ، رصدت إبداعات المرأة العربية المتميزة في جميع الحقول العلمية والمعرفية، ورسمتها زخارف نداوات.. تضخ العبير.. على مساحات أوطاننا .. فت مسك وعنبر ، وشواهق إنجازات.. تمتطي لحظات الدهور التي ترسم حضارات الأوطان.
لهذا دعوني أزف إليكم ، عبر ملتقى المبدعات العربيات الأول للعام 2019 ،الذي يقام لأول مرة في لبنان بتنظيم من ديوان أهل القلم، أننا كنساء هذا الشرق.. لن نكل ولن نمل.. من زرع يباب الأوطان بنداوة المطر ، التي تلامس الكون .. اشتهاءات أحقاب.. تشهد على براعة المرأة وتميزها عبر العصور.. قديمها والحديث
فالله حين أنزل أمنا حواء على أديم هذه الأرض ، وجعلها آية من آياته المتحركة ، بمنحها العقل هدية للتميز والإبداع ..كما آدم أبو البشرية جمعاء..جعلها مساوية للرجل في العطاء والانتاج.. والقول الكريم واضح وصريح :” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” ، والتقوى .. فعل العمل والصدق في التميز، بكل ما ينفع المجتمع حيث العمل عبادة.. وإتقان العمل والإبداع فرض وواجب .
لهذا علينا كنساء عربيات مبدعات كل في مجالها التخصصي، ألا ندع المعوقات ترسم حدود خياراتنا الصادمة على دروب الوطن، بل جعل أعمالنا المبدعة مؤطرة بعبير الزنابق التي تنثر رحيقها فوق القمم العاليات.
لهذا قررنا في ديوان أهل القلم الذي ما زال يئن من التهجير، والمتطوع دوما منذ العام 1999 لإبراز الطاقات المبدعة لبنانيا عبر العالم ، الإنطلاق إلى عالمنا العربي الذي يتدفق فيه الإبداع شلالات نور وعطاء .. على أن يكون هذا الملتقى هو النواة التأسيسية لملتقيات في قابل الأيام.. تعم العالم العربي.
واليوم، إذ نحتفي في بيروت أم الشرائع، بهذه الكوكبة من النساء المبدعات من وطننا العربي الكبير ، نؤكد على أهلية المرأة في التميز والإبداع، وحقها في أخذ دورها في الإنتاج والعطاء، فهي المرأة القادرة المقتدرة التي تملك الصبر على الشدائد ، والقوة إيمانا بالله والوطن، مهما اشتدت تعرجات الحياة وضاقت المسافات .
فأهلا وسهلا بكن مبدعات عربيات من بلادنا المباركة ، مهد الرسالات والأنبياء ،
أهلأ بكن ممثلات لنساء العرب أجمعين. .
أختم بما قاله الشاعر العربي المتنبي:
لك يا منازل في القلوب منازل أقفرت أنت وهن منك أواهل
ما نال أهل الجاهلية كلهم شعري ولا سمعت بسحر
ثم القى السفير السعودي وليد بخاري كلمة شدد فيها على أهمية دعم الإبداع وتطوير قدرات المرأة ونوه بوجود سعوديات مكرمات في الملتقى وبدور المرأة في بناء المجتمعات .
كلمة السفير بخاري بالفيديو
ثم القت الوزيرة الدكتورة مشيرة خطاب كلمة المبدعات قالت فيها “شرف عظيم ومسؤولية كبيرة أن أتحدث نيابة عن المبدعات العرب، وآمل أن تعبر كلماتي عنهن وتحظي بإستحسانهن. نجتمع اليوم في لبنان الحبيب تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء كي نحتفل بالمبدعات العربيات وفخورة بأن يتم اختياري ضمن هذه الزمرة المتميزة من النساء.
وما أشد احتياجنا في العالم العربي للإبداع، وعندما يأتي الابداع من المرأة فان أهميته أعظم والإحتياج اليه أكبر. المرأة التي وصفها امير الشعراء احمد شوقي بانها مدرسة، ان اعددتها اعددت شعبا طيب الأعراق. المرأة التي حباها الله باحتضان الحياة ورعايتها ونمائها وحمايتها. لا توجد حياة بدون المرأة ولا يوجد ابداع بدونها. المرآة مربية الأجيال، حاملة الثقافة وناقلتها من جيل الي جيل، المدافعة عن الهوية المستنيرة التي تتفاعل مع الاخرين وتنفتح عليهم ساعية للتقدم، للسلام والتنوير. . المرأة هي الأرض الثابتة دائمة العطاء، تقبض بيدها على صولجان الاستمرارية للجنس البشري، وتضرب في اعماقها جذور الإنسانية. المرأة مبدعة بالفطرة بتكوينها الفسيولوجي والنفسي والعاطفي. الشعراء والأدباء والمفكرين جعلوا من المرأة تجسيد الوحي الإبداعي،
تحية من القلب للدكتورة سلوى الأمين رئيسة ديوان اهل القلم علي هذه المبادرة الجادة والموضوعية. شكرا لحفاوة الإستقبال وكرم الضيافة. د. سلوى قدمت القدوة والنموذج للجدية والموضوعية والتنوع في اختيار المبدعات من مختلف الدول العربية. كما قدمت النموذج في الإنضباط الذي نعرفه عنها والذي تجلى في هذه المبادرة المهمة التي بدأت في لبنان ونأمل ان نراها تلهم دول عربية اخري، وان ينتقل الملتقي من لبنان الي سائر الدول، يحاكي هذه التجربة بجديتها وموضعيتها، ،،،يبني عليها ويستفاد منها لتتشكل نواة من المبدعات اللواتي يحتضن الأجيال البازغة .
فنحن في عالمنا العربي في مسيس الحاجة للاحتفاء بالإبداع وبالمرأة: وهما قضيتان تمثلان التحدي الأكبر الماثل امامنا؛ بدون ايلائهما الاحترام والاهتمام الواجب لن تحتل الامة العربية المكانة التي تليق بها تحت الشمس.
بدون تمكين المرأة من حقوقها كاملة لن تتقدم الأمم
وفي عالم أصبح قرية صغيرة بفضل ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ أصبحت المنافسة بالمقاييس العالمية وليست المحلية
ثقافتنا العربية الاصيلة هي التي احتضنت واحترمت وانجبت واحتفلت بالمبدعات، مبدعات تخطين الحواجز والعقبات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. والابداع العربي كان دوما في أوجهه في عصور الإنفتاح على الإنسانية بتعدديتها.. الإبداع ليس حكرا على مجال الأدب أو الفنون أو غيرهما، الإبداع هو القدرة على التفكير بتميز وتفرد في كل مجال. لست شاعرة أو أديبة، إبداعي وإنجازي هو النضال على أرض الواقع من أجل حقوق الأطفال و النساء وسعيدة بما أحرزناه من تقدم حماه الدستور المصري. الإبداع هو الحرية، والجرأة، وحب المغامرة، حرية الخيال، حرية الفكر، حرية الحصول على المعلومات وحرية كافة أشكال التعبير الديني والثقافي والعلمي وغيرها .
الإبداع يتطلب مساحة وفضاء تتنفس فيه النساء مثلما يتنفس الرجال، الإبداع هو القدرة على حل المشكلات المستعصية ، هو وسيلة التقدم، الا أنه يعتمد علي التنشئة الاجتماعية، والتعليم، والتوقعات .
إن مسؤولية الدول في تمكين بناتها وأبنائها من الابداع، تقتضي كفالة الحقوق دون أي تمييز بسبب الدين أو الجنس أو الموهبة أو أي سبب كان، كما تقتضي أن نستثمر في التعليم، والبحث والتطوير والرياضة والفنون لكفالة الحق في التعلم مدى الحياة. الإبداع قوة تسود لدى جميع الأطفال تقريباً، إناثاً وذكوراً، أما بين الراشدين فهي نادرة، ولهذا فإن علينا أن نتساءل: ما الذي يعوق هذه القوة الإنسانية العظيمة؟ ،أقول أن ثقافة التلقين تقتل الابداع. وبدون تعلم نشط ينمي قدرات الطفل لأقصى إمكاناته، تعلم يربي الطفل والطفلة على التفكر والتمعن والتعبير عن الرأي بحرية، بدون هذا لن يكون هناك إبداع.
إبداع المرأة يبدأ بإشباع فضول الطفل وبناء بيئة وثقافة ومؤسسات حاضنة للإبداع،
ويتضمن برنامج الملتقى في يومه الثاني محاضرات، وفي اليوم الثالث (غدا) ندوة وأمسية شعرية.
والمشاركات في “المبدعات العربيات الاول” هن: الأردنية الدكتورة غيداء أبو رمان، والبحرينية المستشارة سامية حسين، ومن السعودية الأميرة الدكتورة هيا بنت خالد بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، والدكتورة دانة بخيت والدكتورة عفاف اليماني، النائب العمانية الدكتورة سعيدة بن خاطر الفارسي، ومن سورية ياسمينا الأزهري والدكتورة ماجدة مفلح، والفلسطينية الوزيرة الدكتورة صفاء ناصر الدين، ومن الكويت الوزيرة الدكتورة رولا دشتي والدكتورة فاطمة العلي، ومن مصر الوزيرة الدكتورة مشيرة خطاب وهالة البدري، ومن المغرب النائب الدكتورة مليكة العاصمي، ومن لبنان القاضية أرليت جريصاتي والمديرة العامة لوزارة الإقتصاد عليا عباس ومديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب والدكتورة هبة القواص.
واختتم الاحتفال بتوزيع دروع التكريم على المكرمات وبحفل عشاء أقيم على شرفهن .
[email protected]إكرام صعب