سلك ترشح الدكتورة فاديا كيوان لمنصب وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا، خلفا للدكتورة ريما خلف، مساراً قانونياً بعدما تبنى وزير الخارجية جبران باسيل الملف وكلّف مندوب لبنان في الأمم المتحدة السفير نواف سلام متابعته والقيام بالاتصالات اللازمة دعماً للترشيح. وفي معلومات لـ”النهار” أن سلام تلقى جواباً من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أنه أخذ علماً بتأييد لبنان وتبنيه لترشيح الدكتورة فاديا كيوان للمنصب.
وكانت الدكتورة فاديا كيوان تقدمت بطلب لتولي مهمة المنصب الدولي في الإسكوا قبل انتهاء المهلة القانونية في 6 أذار الماضي، وفق تعميم الأمم المتحدة، علماً أن التقدم للمناصب والوظائف الدولية يسير وفق آليتين قانونيتين: الأولى، أن تتبنى الدولة مسبقاً ترشيح إسم وتدعمه عبر إقناع ممثلي الدول وسفاراتها بتقديم الدعم والتأييد، والثانية أن يتقدم الشخص بطلبه مباشرة إلى الجهة الدولية المعنية وعند قبول طلبه تتبنى الدولة دعم ترشيحه، وهو ما فعلته كيوان بعدما تبين أن منصب الأمينة التنفيذية للإسكوا يدرج في الآلية الثانية، وهو ليس خطأ بروتوكولياً.
وفي معلومات لـ”النهار” أن الأمم المتحدة وافقت على طلب ترشيح الدكتورة فاديا كيوان، وهي التي تقدمت به بعد تردد، خصوصاً أن المنصب الدولي كانت تولته ريما خلف التي قدمت استقالتها أخيراً بعد الضجة التي أثيرت حول تقرير الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، لكنها عادت وقدمت ترشيحها مع ملخص عن الملفات الأساسية التي ستعمل عليها في سياق التعاون الدولي، ونظرتها للأوضاع في المنطقة، وذلك بعدما علمت أن ولاية خلف كانت شارفت على نهايتها، وكانت تقوم قبل استقالتها بزيارات بروتوكولية وداعية.
وبعد تقديم ترشيحها، خضعت كيوان لجلسة مناقشة عبر السكايب مباشرة من نيويورك مع أربعة موظفين من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، وعلمت “النهار” أن أجواء المناقشة كانت إيجابية، حيث تخطت كيوان المرحلة الأولى وبات إسمها مدرجاً في اللائحة القصيرة بعد غربلة الأسماء، علماً أن هناك مرشحة كويتية تدعمها حكومتها بقوة، وتؤمن لها الدولة كل الدعم والاتصالات، وهو ما يستدعي اتصالات لبنانية أوسع وحركة ديبلوماسية أكبر لتأمين الدعم والتأييد الدوليين لتولي كيوان منصب الأمينة التنفيذية للإسكوا كأول لبنانية بعد أربعين سنة على استضافة لبنان مقر الإسكوا، وهي التي تتميز بالكفاءة والخبرة والتحصيل العلمي في الحقول الاجتماعية والثقافية والإنسانية.
يبقى أن لبنان مطالب بتكثيف اتصالاته وحشد التأييد الدولي في الأمم المتحدة دعماً لفاديا كيوان، وإن كان وزير الخارجية اهتم شخصياً بملف الترشيح، فالفرصة متاحة لأن يكون للمرة الأولى لبنانية على رأس الإسكوا بعد تولي نساء من دول عربية هذا المنصب طوال 40 سنة، علماً أن الدكتورة فاديا كيوان تلقت وفق معلومات “النهار” دعماً من المنظمة الدولية الفرنكوفونية ومن مجلس المرأة العربية، فيما وجه المجلس النسائي اللبناني كتابين لباسيل والأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس متمنياً دعمها لتولي المنصب الدولي.