صدر عن المديرية العامة للاثار البيان الآتي: “تناولت مؤخرا وسائل الإعلام خبرا مفاده:أن أعمال تشويه قد أصابت موقع بعلبك الأثري وتحديدا معبد باخوس”، لذا وتوضيحا للمغالطات التي يتناولها البعض دون القيام بالبحث العلمي لاسيما أن من يقوم بترويجها جهات غير متخصصة في هذا المجال، يهم المديرية أن توضح ما يلي:
1 – ترميم معابد موقع بعلبك يأتي في سياق مشروع الإرث الثقافي والتنمية المدينية – CHUD بتمويل من البنك الدولي والوكالة الإيطالية للتعاون والتنمية والوكالة الفرنسية للتنمية. ويتم تنفيذه من قبل مجلس الإنماء والإعمار لصالح وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار وبلديات خمسة مدن تاريخية لبنانية منها بعلبك ،التي تعاني من إقتصاد راكد مع موقعها الأثري الذي يعتبر من أكبر مواقع التراث العالمي في لبنان. وعلى الرغم من هذه الأهمية، كان الموقع يعاني من تدهور عدد من معالمه. ولهذه الأسباب تركز مشروع الإرث الثقافي على تحسين حالة الأماكن العامة والبنية التحتية الثقافية والسياحية للمدينة لتعزيز نشاطها الاقتصادي. وكان الهدف الاجمالي لهذه العملية في نهاية المطاف تحسين نوعية حياة سكان المدينة.
2 – بدأ المشروع في العام 2005 لصالح بلدية بعلبك في المناطق التاريخية المحيطة بالموقع الأثري، وذلك بتمويل من البنك الدولي. فتم حينها تأهيل مداخل المدينة، وساحاتها ومنها ساحة خليل مطران، وساحة القلعة، والشوارع الرئيسية في وسط المدينة التاريخي بالاضافة إلى البنية التحتية والأرصفة والطرق وإنارة الشوارع. كما تم إنشاء مواقف عامة للسيارات.
3 – في وقت لاحق، تم إطلاق مشروع بعلبك وصور الأثري (BTAP). ويهدف هذا المشروع إلى تحسين إدارة الموقع، لاستعادة أهمية المعالم الأثرية وإبراز القيمة الاستثنائية للموقع بحيث يتم إنشاء دروب السياح إبتداءا من الموقع الأثري وانتهاءا في المدينة التاريخية. وتم تنفيذ المشروع على مرحلتين: الأولى بتمويل من البنك الدولي، والثانية بتمويل من وكالة التعاون والتنمية الإيطالية.
4 – وفي خلال المرحلة الأولى التي بدأت في العام 2010، تم تأهيل محيط الموقع بالتنسيق مع بلدية بعلبك بما في ذلك الطرق المحيطة بمعبد فينوس منها طريق للمشاة معبدة بحجارة البازلت الطبيعية بالاضافة إلى البنية التحتية والإنارة العامة وتجهيز هذه المساحات الجديدة بالأرصفة وتصاوين للموقع. تم حينها أيضا استكمال تجهيزات الموقع والمديرية العامة للآثار منها استبدال مبنى المحول والمولد الكهربائي بغية إبعاده عن المنشآت الأثرية، بالإضافة إلى استحداث مركز للشرطة، ومبنى لتخزين اللقى الأثرية، وإعادة تأهيل بيت ناصيف ليتم تحويله كمبنى لاستقبال السياح ومكاتب للمديرية العامة للآثار.
5 – وفي العام 2015، ودائما بتمويل من البنك الدولي، بدأت أشغال مشروع الحفاظ والترميم للمعابد والانشاءات الأثرية التي عانت لفترة طويلة من التدهور خلال حقبات الحرب اللبنانية. وشملت الأشغال مدخل المعابد، وعقود الساحة السداسية، وباحة معبد جوبيتر، ومعبد باخوس، ومعبد فينوس وبرج العربي الأيوبي. تجدر الاشارة أن المديرية العامة للآثار هي الجهة الرسمية المسؤولة عن صيانة الموقع وعن إعطاء أي معلومات علمية عنه.
6 – تعرض معبد باخوس عبر الزمن للأمطار والثلوج والجليد بدون حماية مما تسبب بتدهوره وتآكل واجهاته الحجرية المنحوتة. وكان ذلك قد ورد في تقارير اليونسكو التي كانت تشير إلى الوضع المزري للمعبد. قامت المديرية العامة للآثار خلال السنوات الخمس عشرة الماضية بالتحضير لدراسات شاملة لمعالجة الموضوع بالتنسيق مع مجلس الانماء والاعمار والجهات المانحة واليونسكو، وقد ضم فريق الدراسة العديد من الخبراء والمهندسين المعماريين المرممين، وعلماء الآثار من الجنسيات المختلفة من لبنانية وإيطالية، وفرنسية، بالاضافة إلى استشارة الفريق الألماني العامل في بعلبك والذي ساهم في إقامة متاحف توجيهية داخل الموقع الأثري.
7 – وحيث أن الموقع مدرج على لائحة التراث العلمي، وقع مجلس الانماء والاعمار عقدا مع مكتب بيروت لليونسكو وهو مشروع الـ (UDAS) وهو يلحظ هذا المكون الاستشاري لصالح الوزارة لمتابعة الأعمال من قبل فريق متخصص من المجلس الدولي للآثار والمواقع التاريخية (ICOMOS) بغية إفادة المديرية العامة للآثار ومجلس الانماء والاعمار بتقييم الأشغال وتحسين تنفيذها. وقد جرى لتاريخه ورشتي عمل مع خبراء من الـICOMOS تم على أثرها إيداع مديرية الآثار تقريرين مرحليين يهدفان إلى تحسين شروط تنفيذ الأشغال. ويتم حاليا التحضير لورش لاحقة لمتابعة تنفيذ الأشغال.
8 – تهدف الاعمال في معبد باخوس إلى علاج أسباب المشاكل في المرحلة الأولى. ولهذه الغاية، تم إنشاء سقف يضمن تصريف مياه الأمطار والثلوج من خلال مزاريب إلى خارج نطاق المعبد. وبذلك لم تعد المياه تخترق سماكة الجدران، وتتسبب بتفتت الحجارة بسبب الجليد. وفي مرحلة ثانية، تم تشخيص أكثر من عشرين مرضا مختلفا لحجارة الواجهات. ومن أفتك الأمراض التي تم تشخيصها، تآكل الحجارة الناجم عن التلوث والذي تسبب بطبقة سوداء ادت الى تآكل الحجارة المنحوتة تحتها وتحولها إلى رماد أبيض. تم تحديد هذا المرض في معبد باخوس (طبقة سوداء تصل إلى 1مم) وفي معبد فينوس (طبقة سوداء تصل إلى 5مم). وفي كلتي الحالتين، لم يكن من الكافي تنظيف واجهات المعبد بالطرق التقليدية بالمياه فقط أو الابقاء على الحالة الراهنة لوقف هذا التآكل. وقد طبقت تقنية التنظيف بالليزر لمراعاة الوضع المتدهور للحجارة المتآكلة. وبعد الانتهاء من إزالة الطبقة السوداء، تم تقوية مكونات الحجارة المنحوتة وحمايتها بالطرق المعتمدة عالميا في هذا السياق. تجدر الاشارة إلى أنه تم توثيق هذه الأعمال في جميع مراحلها وفقا للاصول وذلك لإتاحة المجال للخبراء المعتمدين من إبداء الرأي الفني.
9 – وفي العام الحالي، وبعد إستكمال المشروع بتمويل من البنك الدولي، سيتم إطلاق المرحلة الثانية من مشروع الـ BTAP بتمويل من وكالة التعاون والتنمية الإيطالية. وتشمل هذه المرحلة أشغال مسارات السيّاح داخل الموقع الأثري، وتجهيز بيت ناصيف ليصبح مدخل الموقع الأثري، وإنشاء لوحات تفسيرية، وعرض متحفي في عدد من الأماكن داخل الموقع بالاضافة إلى أشغال حفاظ وترميم لمعبد جوبتر سبقها مرحلة التأكد من الحالة الانشائية لوضع الأعمدة الست التي تم تدعيمها بالخرسانة المسلحة سنة 1933.
أخيرا نشير إلى أن الحملات غير المبررة التي يتعرض لها المشروع من قبل جهات غير متخصصة قد تتسبب في إبعاد اهتمام الجهات المانحة بتمويل مشاريع مستقبلية في مدينة بعلبك التاريخية وبتأخير تنفيذ مشاريع مهمة لإنماء المقومات الاقتصادية والتراثية لهذه المدينة وذلك دون وجه حق لذلك تدعو المديرية العامة للآثار جميع المهتمين من المجتمع المدني ووسائل الإعلام المختلفة مراجعتها بشأن أي توضيح أو تفصيل تقني يتعلق بهذه المشاريع”.
وطنية