قدم الإعلامي هيثم زعيتر كتابه “فرسان فلسطين” إلى والد الشهيد محمد الدرة، جمال، الذي وصل إلى لبنان قادما من قطاع غزة.
ويوثق الكتاب في أحد فصوله مسيرة الشهيد الدرة، التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي على مرأى العالم أجمع في بداية “انتفاضة الأقصى” عام 2000، حيث حاول الوالد الذود بيده وجسده عن وصول الرصاصات إلى ولده الذي استشهد وهو في حضنه”.
قدم الكتاب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وهو يقع في 524 صفحة من القطع الوسط، ويحتوي على 5 أبواب تتضمن توثيقا لحقبة هامة للنضالات من أجل القضية الفلسطينية.
رسالة
من جهة ثانية، وجه والد الدرة رسالة مفتوحة إلى المتقاتلين في مخيم عين الحلوة، مما جاء فيها: “أنا جمال الدرة والد شهيدكم وشهيد فلسطين وشهيد الطفولة الفلسطينية محمد الدرة. أتوجه بإسم عائلتي بندائي هذا واستحلفكم بدم محمد الدرة وكل الشهداء أن تتوقفوا عن قتل بعضكم وأن لا يكون السلاح لغة لحواركم الدموي ولا تدعوا 80 ألف فلسطيني يعيشون تحت رحمة من لا رحمة في قلوبهم”.
وتابع: “يجب أن تعلموا بأن في كل جولة دموية يعيشها مخيم عين الحلوة، نشاهد العدو الصهيوني يتراقص فرحا على دمائنا وأشلائنا. لقد شاهدت بعيني مشهدا مؤلما لا يقل إيلاما عن مشاهد الرعب والموت في حروبنا مع العدو الصهيوني عندما كان طلاب عين الحلوة من المدارس مذعورين يبحثون عن أماكن آمنة خوفا أن تطالهم رصاصاتكم التي من المفترض أن يتم توجيهها إلى العدو الصهيوني والى كل المأجورين”.
وختم: “تعقلوا ولا تسمحوا لنواة الشر أن يوقعوا بكم ويجعلوكم منبوذين وسط أهلكم وشعبكم. ان ممارساتكم غير المسؤولة باستخدام السلاح بديلا عن استخدام لغة العقل يجعل من مخيمكم “بؤرة أمنية” وهذا ما يسعى إليه الكثيرون من المتربصين شرا بنضال الشعب الفلسطيني”.