“حوار”…قصيدة بقلم الشاعرة لورين القادري

قل لي :”أحبك” برهةً ثم اختفِ
قسمًا بربي في علاه سأكتفي
سأقول للبركان لا تُثِر اللظى
واهمدْ.. وقل للنار فورًا تنطفي
قل لي حروفًا ثائراتٍ لا تزُغْ
فلطالما ضاعت فداءك أحرفي
…………………………..
فسمعتُ صوتا هاتفًا في أضلعي
صوتًا خفيضًا كالهوى لم يهتفِ
:”يا مَن وُلدْتِ على الضلوع فراشةً
حوّامةً حول الضياء الأهيفِ
أنا يابنة الأصداف صبٌّ مُدنفٌ
ما كنت قبلك بالحبيب المدنفِ
أنا ما انتقيتك للفؤاد حبيبةً
ما كنتُ لا بالمُصطفًى والمُصطَفي
يا صنوَ روحي قد أتى فصل الشتا
فأحال حقلي مثلَ قاعٍ صفصفِ
حكم القضاءُ فلا مردَّ لحكمه
ورضيته لم أعترضْ بتأفّفِ ”
……………………….
“يا لهفتي ! ولقد ظننتك ناسيًا
ولقد علمتَ بأن بُعدك مُتلفي
يا نصفَ عمرٍ في الطريق أضعته
توًّا .. فهبْ لي من ربيعك معطفي
هذا الزمان شقيقَ روحي ظالمٌ
يقتصُّ منّا ثأره بتعسّفِ
مِنْ يومِ رحتَ غدا الغناءُ محرّمًا
خرسَتْ عنادلُ في حناجرِ مِعزفي
فلمن تغني؟ أو يزغرد بلبلٌ ؟
إن لم تُصخْ سمعا له أو ترهفِ؟”
……………………………
“يا مَن سكنتِ النورَ في أحداقه
ولبستِ من ثوب الضلوعِ الهفهفِ
أحتاج ماءك في صحارى لهفتي
أحتاجُ وصلًا في دنى المتلهّفِ
أحتاج بدرًا في دروبي مشرقًا
كالفجر كاللألاء في قلبي الوفي
أحتاجُ مشكاةً وليلي مظلمٌ
والدربُ حصباءٌ وشمعي منطفي
أحتاج عمرًا ..يا لعمري المنقضي
عبثا .. وموسيقى لشعري المرهفِ
هذا فؤادي كفّنتْه لواعجي
قتلتْه أيدي النأيِ حينَ تعفّفِ”
حكم القضاءُ فلا مردَّ لحكمه
ورضيته لم أعترضْ بتأفّفِ ”

شاعرة وكاتبة لبنانية

لمشاركة الرابط: