برعاية وحضور وزير الدولة لشؤون الإستثمار والتكنولوجيا عادل أفيوني، أطلق مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية – بيروت ورشة عمل إقليمية تمتد ليومين حول “المهارات الرقمية وريادة الأعمال في بلدان منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط”. حضر ورشة العمل ممثل المديرة العامة للتدريب والتعليم التقني والمهني في وزارة التربية والتعليم العالي الدكتورة هنادي برّي ، الدكتور محمد أبو حيدر، ممثلة بعثة الأمم المتحدة في لبنان ماريا حصروني ، مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية الدكتور حمد الهمامي، مسؤول برنامج التعليم والتدريب التقني والمهني في مكتب اليونسكو في بيروت سليم شحاده، منسّق مشروع “دعم تشغيل الشباب في منطقة البحر الأبيض المتوسط” أسامة غنيم، وعدد من الخبراء وممثلون عن المنظمات الشبابية ورجال الصحافة والإعلام .
وتأتي ورشة العمل هذه في إطار مشروع “دعم توظيف الشباب في المتوسط” المموّل من الاتحاد الأوروبي والذي تنفذه اليونسكو، وهو مشروع مدّته ثلاث سنوات يهدف إلى تحسين جودة التعليم والتدريب التقني والمهني، والى تعزيز تشغيل الشباب، وتشجيع روح المبادرة لديهم، في 8 بلدان من منطقة البحر الأبيض المتوسط. وتهدف ورشة العمل الى عرض ومناقشة النتائج الأولية لدراسة مسحيّة قامت بها اليونسكو للمهارات الرقميّة وريادة الأعمال في مناهج التعليم المهني والتقني، وتحديد التحديات والفرص التي تواجه هذه المهارات في المناهج الدراسية، فضلًا عن وضع التوصيات والمبادئ التوجيهية وتشجيع التحاق النساء والفتيات بالمجالات المذكورة . كما سيتم إطلاع المشاركين وتدريبهم على استخدام منصة المشروع الإلكترونية كأداة لتبادل المعرفة والتعاون الإقليمي في التعليم والتدريب المهني والتقني.
الهمامي
في كلمته الإفتتاحية، قال الهمامي: ” لا يخفى على أحد ما تشهده المنطقة العربية ومنطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط من تغيّرات مستمرة في ظل تحديات سياسية وإجتماعية وإقتصادية كبيرة ومتقلبة، منها الحروب والنزاعات والتغيّرات الديموغرافية والنزوح القسري، وقد يكون الهاجس الأكبر الذي يقض مضاجع المسؤولين في البلدان العربية هو ارتفاع معدلات البطالة لا سيما بين أوساط الشباب”.
وأضاف: “أمام هذا الواقع، وضعت اليونسكو استراتيجية خاصة بالتعليم المهني والتقني (2016-2020) قائمة على حوار جامع بشأن حقوق الإنسان وبناء السلام وضمان التنمية المستدامة تهدف الى النهوض بعمالة الشباب وبقدرتهم على مباشرة الأعمال الحرة، تيسير الإنتقال إلى الإقتصادات الخضراء والمجتمعات المستدامة، وتعزيز الإنصاف والمساواة بين الجنسين. كما قامت اليونسكو بالعديد من المشاريع والمبادرات والدراسات التي وضعتها في خدمة أصحاب القرار بغية مساندتهم في وضع الخطط الآيلة إلى مواجهة هذه التحديات”.
وختم الهمامي : بدعم كريم من قبل الإتحاد الأوروبي تقوم اليونسكو بتنفيذ مشروع “دعم تشغيل الشباب في منطقة البحر الأبيض المتوسط” وهو مشروع إقليمي مدته 36 شهراً على مدى الفترة 2018-2020 يستهدف ثمانية بلدان مستفيدة وهو مشروع يُنفّذ في إطار سياسة الجوار الأوروبي التي تدعم تحسين قابلية القوى العاملة المحلية للتوظيف، وتنمية المهارات والكفاءات، ولا سيما لدى الشابات والشباب”.
حصروني
من جهتها، شدّدت حصروني على الأهمية التي يوليها الإتحاد الأوروبي لدعم الشباب في منطقة البحر الأبيض المتوسط: “يسعى الإتحاد الأوروبي الى دعم الشباب لينظّموا أنفسهم بفعالية، ويعزّزوا قدراتهم على التحاور مع الجهات الحكومية المحلية، وعلى التشبيك في ما بينهم. كما يسعى الإتحاد الأوروبي الى دعم تشغيل الشباب وريادة الأعمال لدى الشباب في منطقة جنوب بحر الأبيض المتوسط”.
أبو حيدر
ثمّ تحدّث أبو حيدر عن أبرز التحديات التي يواجهها سوق العمل في لبنان، لاسيّما البطالة، مشيراً الى الدور الذي يمكن أن يلعبه التعليم والتدريب التقني والمهني في خلق فرص عمل للشباب. وذكر تقرير ماكينزي الذي يتطرّق الى أهمية تعزيز قطاع التعليم والتدريب المهني والتقني من أجل زيادة الناتج المحلي وخلق فرص عمل جديدة.
كما شكر أبو حيدر الإتحاد الأوروبي على دعمه للبنان في جميع المحن، آخرها الأزمة الإقتصادية الذي يشهدها البلد حالياً.
أفيوني
وفي كلمته، قال الوزير أفيوني: “لا شكّ أن بلدنا الحبيب لبنان يمرّ في مرحلة إقتصادية ومالية دقيقة، لكن إسمحوا لي أن أطرح أمامكم نقاط القوة التي يتمتع بها شباب لبنان في مجال الإبتكار وريادة الأعمال والتي تشهد عليها العديد من الدراسات والمؤسسات العالمية التي تعنى بهذا المضمار إذ أنّ الجميع متّفق على حس المبادرة الفردية المرتفع في لبنان، فأينما توجهنا من البقاع الى بيروت الى طرابلس والنبطية نجد أمثلة على حسّ المبادرة اللبنانية، وهذا ينطبق على المغتربين في أصقاع العالم”. وأضاف: “أريد أن أعرض عليكم نقاط القوة التي يتمتع بها روّاد الأعمال في لبنان، وأولها قدرتهم على التعلّم من أخطائهم، والمثابرة على بناء خبراتهم ومقارنة أنفسهم بغيرهم يشاركونهم الأهداف، وفي تسويق منتجاتهم للخارج وجذب عملاء أجانب وفي تطوير شركاتهم من شركات ناشئة لتصبح شركة ناضجة، وهذا يعني أن هناك جهداً كبيراً يُبذل وهذا يعني أيضاً أن ريادة الأعمال إحدى الحلول التي يلجأ إليها الكثير من الشباب ممن يملكون أفكاراً لامعة وخلّاقة”.
ثمّ عرض أفيوني خطّة العمل التي وضعتها وزارة الدولة لشؤون الإستثمار والتكنولوجيا التي تتمثّل بتسعة نقاط تهدف الى تسهيل بيئة الأعمال في قطاع اقتصاد المعرفة وتحفيز الأستثمار في قطاع التكنولوجيا.
وتستمر الندوة حتى نهار غد الخميس ، ويطّلع المشاركون فيها على النتائج الأولية للدراسة المسحية التي قامت بها اليونسكو وسيقوموا بصياغة توصيات حول كيفية دمج المهارات الرقمية ومهارات ريادة الأعمال في البرامج الوطنية للتدريب والتعليم التقني والمهني لضمان جودة هذه البرامج وفعاليتها .