تحقيق لين اللحام
بالتصفيق الحار وبعبارات التهنئة ، تنتهي معظم مسابقات و منافسات رياضة الفروسية ، بتربيت على جسم الخيل الفائزة وبعبارة “مبروك” للفارس على التعب و الجهد اللذين بذلهما خلال التدريبات المنتظمة التي امتدت على مدار العام .
تنتهي المباراة ، يزين الفارس فوزه بكأس و بميدالية و يترجل عن صهوة الجواد ، ليستلمه العامل أو ما يطلق عليه اسم ال “سائس”… ويحتل بعدها اسم الفارس و الفرس عناوين المقالات في الصحافة الرياضية ، التي تمدح الأداء وتناسق العضلات والمظهر.
هنا ينتهي عمل الفارس ليبدأ أو يستمر عمل السائس ، وهو المسؤول عن الإهتمام بكل ما يتعلق بالحصان من تغذية و نظافة و اهتمام.
يقول موفق ، السائس في نادي عبيه للفروسية ل nextlb :” أستيقظ كل يوم صباحا ، أتفقد الخيول المسؤول عنها واحداً تلو الآخر لأرى إن كان كل شي يجري على ما يرام من خلال مراقبة سلوكها ، ثم أبدأ بتقديم الغذاء ، لكل حصان حمية غذائية مخصصة له حسب صحته و العمل و المجهود الذي يبذله .”
ويضيف “أتابع وجبات الغذاء التي غالباً ما يتبعها عملية تنظيف لجسم الحصان ولمكانه ، من بعدها يأتي دور الخيال ، أسرج الحصان و أرافقه الى المضمار من أجل التدريبات ، وبعدها يحتاج الحصان الى تدليك لأوتار قوائمه الأمامية والخلفية بمستحضرات خاصة” .
كل حصان أو فرس بحاجة إلى طاقم كامل من العاملين في الفريق ، ويتكون من سائس ومدرب يتولى تدريب الفارس و تحسين أدائه و أداء الحصان ، وطبيب يعمل على مراقبة صحة الحصان و علاجه من الإصابات التي قد يتعرض لها ، و بيطار يعمل على صيانة القوائم والحوافر.
وهكذا تمتد عملية الرعاية و التدريب على مدار العام من هذا الفريق المتكامل ليتمكن الفارس وجواده من تسلق سلم الفوز الذي يكلل المثابرة والتعب ، ولينسب النجاح حينها للخيال و للخيل ، وغالبا ما ينسى باقي أعضاء الفريق الذي ساهم في الفوز .
“رجب كردية” مدرب وبيطار يصف تجربته مع الخيل بأنها دوامة من التحديات، موضحا “لأننا نعمل مع حيوان له طباعه الخاصة ، فالعمل اليومي ضروري حتى و لو كان صعباً وخشنا..”
ويضيف ” لا يقتصر عملي على تدريب الحصان و الفارس فقط، بل يتعداه الى الدعم المعنوي و النفسي لتحفيز الإيجابية في العمل ، فالفروسية رياضة صعبة و مرهقة ، وفي كثير من الأحيان نعمل على مدار العام لنكون في قمة الجهوزية قبيل مواعيد المباريات “.
ويتابع ” أحياناً مع إنتكاسة صحية أو بدنية صغيرة للحصان تتوقف كل النشاطات لنوجه جهودنا نحو راحة الحصان وصحته وحسن رعايته.”
ويقول ” مدرب الخيل يرافق تلاميذه من تعليم الأساسيات الى البطولة ” فالفرسان دائما ما يكونون بحاجة الى عين خارجية تنتقد أداءهم في جلوسهم ، و تناسق حركتهم على ظهر الخيل لأجل مواكبة التطور المستمر.”
ويختم قائلاً ” لا شك أنه لولا الفارس، لكانت كل هذه الجهود تذهب سدى و لولا جهوده اليومية من التدريب لساعات طويلة، واعتماد نظام غذائي صحي لبناء لياقة بدنية صلبة ورشيقة لما كان الفوز حليفه ، الا أن فريقه المتكامل يمده بالتسهيلات و الرعاية له و لحصانه ، ولا يمكن الاستغناء عنه يوما.”
في رياضة الفروسية، كل من يطل على الشاشات العريضة و على الملاعب الرملية الواسعة، وفوق الحواجز وداخل مضامير السباقات بطل ، و من يرافق الحصان الفائز و يصونه بإهتمامه ورعايته بطل كذلك.
فالفوز في رياضة الفروسية فوز لفريق متكامل ينقسم أبطاله ما بين مسرح البطولة وبين ما هو خلف الكواليس.