ادارة نادي الحكمة تفرض شروطا قاسية على لاعبيها: “يلي مش عاجبو يفل”!

التقى رئيس نادي الحكمة بيروت ايلي يحشوشي لاعبي الفريق لكرة السلة للرجال، في مقر النادي في مبنى القدامى التابع لأبرشية بيروت المارونية في الأشرفية (كان الاجتماع مقرراً في ملعب غزير، لكنّه نُقل الى مقر النادي في بيروت، بسبب سوء الأحوال الجوية)، في حضور عضو اللجنة الإدارية ورئيس لجنة كرة السلة سمير صالح، كما انضم لاحقا الى المجتمعين أمين السر المحامي كميل سعاده.
الاجتماع انطلق الساعة 16:15، واستمر زهاء 70 دقيقة، وغاب عنه اللاعبون شارل تابت وجوزف شرتوني (موجودان خارج لبنان)، ويوسف غنطوس لتعذّر حضوره من زحلة بسبب سوء الأحوال الجوية، بينما حضر كلّ من اللاعبين المحامي نديم سعيد، عزيز عبد المسيح، علاء الدين ارناؤوط، مارك خوري، مايك حداد، مارك خويري، ايلي ضاني وجورج إيف دعبول؛ ومن الجهاز الفني مساعد المدرب جو غطاس، شربل عبد المسيح وميشال خليل، إضافة إلى وكيلَي اللاعبين بول عطالله وجاد سعاده.
في الوقائع التي حصلت عليها “الوكالة المركزية” من مصدر مطلع طلب عدم ذكر اسمه، أنّ رئيس النادي يحشوشي عرض أمام الحضور تحت شعار “على الجميع التضحية” الوضع المالي الصعب في النادي، وفشل الإدارة في تأمين مداخيل إضافية، ونصحهم بالبحث عن عمل بديل من كرة السلة، وقال: “كرة السلة لم تعد مصدراً لتأمين رواتب عالية. عليكم ممارستها كهواية وليس كمصدر رزق”، وأضاف: “نادي الحكمة كان وراء نهضة اللعبة في عهد الرئيس الراحل أنطوان شويري، وسيكون وراء عودتها الى سابق عهدها، غامزاً من قناة تخفيض الرواتب”، واقترح عليهم استكمال الموسم مع تخفيض كبير بعقودهم بنسبة قد تصل إلى 95 في المئة. وخاطب اللاعبين وأعضاء الجهاز الفنيّ، قائلاً: “سنحصل على ما يناهز 90 مليون ليرة من الاتحاد اللبناني لكرة السلة من عائدات النقل التلفزيونيّ، وستوزّع عليكم” (ما يعادل 7,5 ملايين ليرة لكل لاعب وعضو في الجهاز الفنيّ) عن موسم 2019 – 2020، من دون أن يتطرّق الى المستحقات المترتّبة على الإدارة قبل 17 تشرين الأول. وربط هذا الإجراء القاسي، كما وصفته غالبية اللاعبين، بـ”القوة القاهرة التي تمرّ بها البلاد وتعانيها الرياضة في شكل عام، وكرة السلة في شكل خاص”، كما قال. وحذّر اللاعبين في حال رفضهم اللعب بأن تعمد الإدارة الى التعاقد مع لاعبين من دوري الدرجتين الثانية والثالثة، وقال: “ننتظر إجاباتكم قبل 31 كانون الاول الجاري، لنتمكن من رفع قرارنا الى الاتحاد. لي مش عاجبو يفل”.
ولم يلقَ اقتراح اللاعب سعيد بتخفيض 30 في المئة من العقود أي صدى لدى يحشوشي، الذي نفى نيته الاستقالة من منصبه، وقال: “لم ولن أتخلّى عن مسؤولياتي، ولم اعتد يوماً الهروب”. ولدى سؤاله عن العقوبة التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة السلة “فيبا” على النادي نتيجة عدم تسديد دفعات من مستحقات المدرب السابق ديكران كيوكجيان ونجله اللاعب السابق هايك، قال: “تعود لان الثنائي كيوكجيان طلب تحويل المبلغ المستحق الى ارمينيا، وهذا متعذر في ظلّ الإجراءات القائمة في المصارف”، علماً أنّ هايك نفى لـ”الوكالة المركزية” ان يكون طلب تحويل المبلغ الى الخارج، واكتفى بالقول: “الملف في عهدة المحامي البرازيلي نيلو ايفوري (يحمل الجنسية الإيطالية)، وهو يتولى متابعته، ونحن نثق به”، علماً أنّ المستحقات المترتبة على النادي من ديون سابقة تمّت جدولتها، لا تقتصر فقط على ديكران ونجله، بل تطال أكثر من لاعب ومدرّب، وقيمتها تناهز المليون دولار، يضاف اليها مبلغ يقارب 70 ألف دولار يتعلّق بمستحقات سابقة للاعبين حاليين في النادي، لم تتم إعادة جدولتها.
اجتماع موسّع للاعبين
وعلى صعيد متصل، علمت “الوكالة المركزية” أنّ معظم اللاعبين أعرب عن استيائه من موقف الإدارة “المجحف”، كما وصفه معظمهم الذين توافقوا على اجتماع سيُعقد السبت المقبل للخروج بقرار وموقف موحّد من الطرح الذي قدمته الإدارة.
مجلس الأمناء
أحد اللاعبين المميزين في الفريق، الذي طلب عدم ذكر اسمه، سأل: “هل يُعقل أنّ الإدارة التي تولّت المسؤولية وانتخبت “بطنة ورنّة”، لم تضع موازنة واضحة لموسمها الأول في النادي، تؤمن رواتب ومستحقات اللاعبين بطريقة منتظمة؟”، واضاف: “العجز بدا واضحاً منذ الشهر الأول، والامتناع عن الدفع كان واضحاً، فهل يعقل أن تكون الإدارة عاجزة منذ أول استحقاق؟”، غامزاً من قناة استقالة أمين الصندوق ورئيس لجنة كرة السلة السابق جورج بركات، وقال: “بعد رحيله، بدا العجز المالي في النادي أوضح وأكبر، وأن الإدارة لا تمتلك حلولاً لمشاكلها المالية، وكانت تعتمد في شكل كبير على بركات”. ولم يتردد اللاعب في السؤال عن موقف مجلس الأمناء في النادي، وتحديداً رئيسه نائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال الوزير غسان حاصباني، الذي رُفعت صورته في ملعب غزير الى جانب صورة الرئيس التاريخي أنطوان شويري، وقال: “هل هو على علم بما يحصل في النادي؟ وهل مجلس الأمناء ورئيسه يقومان بواجبهما لمنع تدهور الأوضاع الى هذا الحد؟ وهل الوزير حاصباني على علم بالعقوبة التي تعرّض لها النادي في عهده، خصوصا أنه كان في كل مناسبة أو إطلالة إعلامية يتعهّد بعدم عودة النادي إلى زمن العقوبات؟”، وأضاف اللاعب: “هل يقبل الوزير حاصباني في ظل هذه الظروف الصعبة ان تعمد الإدارة الى حرمان اللاعبين وأعضاء الجهاز الفنيّ من 95 في المئة من حقوقهم؟”، ودعاه الى التدخّل لوقف “المجزرة” التي يتعرّض لها اللاعبون الذين لم يحصلوا على أي من حقوقهم منذ بداية الموسم.
مرحلة دقيقة
لا شك أن المرحلة التي يمر بها نادي الحكمة بيروت دقيقة وحرجة، خصوصاً أنّ غالبية اللاعبين اعربوا عن استعدادهم بالتضحية بنسبة قد تصل إلى 50 في المئة حداً أقصى من مستحقاتهم، مقابل التزام جدّي وثابت من الإدارة. فهل يخرج النادي من أزمته بأقل ضرر ممكن، أم تعود العقوبات لتتراكم عليه كما حصل في حقبة سابقة، اعتبر كثيرون أنّها ولّت الى غير رجعة؟

لمشاركة الرابط: