أقام النائب اللواء أشرف ريفي مهرجاناً في مكتبه في طرابلس، إحياءً للذكرى ال 12 لتفجير مسجدي التقوى والسلام، بحضور حشد من الفاعليات، إلى جانب جمع من أبناء المدينة والمواطنين
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني، أعقبه وقوف دقيقة صمت إجلالا لأرواح شهداء المسجدين، وشهداء الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية، وكل شهداء الوطن الذين ارتقوا دفاعاً عن كرامته وسيادته. وألقى عريف الاحتفال رياض عبيد كلمة رحب فيها بالحاضرين، مثمّنا مشاركتهم في هذه المناسبة الوطنية التي تعكس وجع المدينة ووفاءها لشهدائها.
ريفي
ثم كانت كلمة لريفي، حيّا فيها “حكمة وشجاعة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في سعيهما لإخراج لبنان من أخطر المراحل التي مرّ بها في تاريخه”. وأكد أن “لا دولة بوجود سلاحين، فالدولة لا تقوم إلا على جيش وطني شرعي واحد يحمي الوطن ويصون سيادته”. واعتبر أن “رفض حزب الله تسليم سلاحه لم يعد خلافا سياسيا، بل إعلانا صريحا للانقلاب على الدولة”، مشيراً إلى أن “اللبنانيين باتوا يخافون على أنفسهم من غدر الحزب وسلاحه”.
وقال:” منذ اثنتي عشرة سنة، امتدت يد الغدر إلى قلب طرابلس الحبيبة، مدينة العلم والعلماء، مدينة المقاومة اللبنانية الحقيقية، مدينة الاعتدال والكرامة، امتدت يد الإرهاب لتستهدف المصلّين الركع السجود في يوم جمعة، لتقول لنا بوقاحة: لا حرمة لمساجدكم، ولا أمان لكم في بيوت الله، لكننا هنا اليوم، لنعلن للعالم أن طرابلس حيّة، وأن دماء شهدائها لن تذهب هدرا، وأنها ستنتصر اليوم لراية السيادة والحرية والوطنية”.
سلاح واحد
وأضاف ” قلناها ونكررها: لا دولة بوجود سلاحين، واحد شرعي وآخر ارهابي، الدولة لا تقوم الا بجيش وطني شرعي واحد يحمي الوطن، ويدافع عن الحدود ويحفظ السلم الأهلي مع سائر الاجهزة الأمنية الشرعية. ولكن ماذا نرى اليوم؟ نرى ان حزب الله الذي جلب الويلات للوطن يرفض تسليم سلاحه، ويعلن صراحة أنه فوق الدولة وفوق القانون ونسمع أمينه العام يهدد اللبنانيين بـ”معركة كربلائية “، ويقول بلا خجل: “لا حياة للبنان إذا نفذ الجيش مقررات مجلس الوزراء أي منطق هذا؟ أي منطق يقول لشعب بأكمله: إما أن تخضعوا لسلاحنا، أو نحرق البلد؟”
وتابع : “في هذه الذكرى الأليمة لقادة حزب الله أقول: من يقتل شهداءنا لا يمكن أن يكون شقيقاً أو صديقاً أو مقاوماً أو وطنياً: من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو مجرم إرهابي لا يمكن أن يكون مقاوماً. من قتل الشهيد كمال جنبلاط هو مجرم إرهابي لا يمكن أن يكون مقاوماً. من قتل الرئيس الشهيد بشير الجميل هو مجرم إرهابي لا يمكن أن يكون مقاوماً ، من قتل المفتي الشهيد حسن خالد هو مجرم إرهابي لا يمكن أن يكون مقاوماً. من قتل الشهيد جبران تويني هو مجرم إرهابي لا يمكن ان يكون مقاوماً. من قتل الشهيد وسام الحسن هو مجرم إرهابي ولا يمكن ان يكون مقاوماً. من قتل النائب الشهيد وليد عيدو وابنه الشهيد خالد هو مجرم إرهابي ولا يمكن ان يكون مقاوماً. من قتل الشهيد وسام عيد هو مجرم إرهابي ولا يمكن ان يكون مقاوماً. من اجتاح عاصمتنا الحبيبة بيروت هو مجرمٌ إرهابي بكل معنى الكلمة ولا يمكن ان يكون مقاوماً او شقيقاً او صديقاً. والاجرام كان شراكة شيطانية بين النظام السوري البائد وعملاء ايران في لبنان أي حزب الله”.
بانتظار العدالة
وتابع: “دماء شهداء مسجدي التقوى والسلام تصرخ اليوم، ودماء شهداء الجيش اللبناني تصرخ أيضاً، وهم وأهاليهم ينتظروا العدالة، ودموع الأمهات والأرامل والأطفال تصرخ: أعيدوا الدولة إلى شعبها، أعيدوا السلاح إلى الجيش، أوقفوا هذا الانقلاب المستمر منذ عقود، طبقوا العدالة بمساواة وعلى الجميع. نطالب بتنفيذ مقررات مجلس الوزراء من دون خوف أو تردد بتاريخ الخامس والسابع من الشهر الجاري. نعم لتسليم كل سلاح غير شرعي إلى الدولة.. نعم لوطن سيّد حر مستقل. لا لحزب الله وسلاحه غير الشرعي. لا لمشروع الوصاية الإيرانية. لا لتهديدات حزب الله التي لم تعد تخيفنا أو تخيف أحد من اللبنانيين”.
وقال: “لقد تعب اللبنانيون من الحروب والدمار، تعبوا من الوعود الكاذبة، ومن الشعارات التي تخفي وراءها مشاريع الهيمنة، وحروب الاخرين على ارضنا، شعبنا يريد دولة، لا دويلة، يريد أمنا، لا ميليشيا، يريد استقرارا، لا مغامرات ولا مقامرات. نحن لا نحمل الحقد على أحد، ولا نريد أن نلغي أحدا، لكننا نرفض أن يلغى لبنان، نرفض أن يدفن الدستور، نرفض أن يهان الجيش، نرفض أن يستباح الوطن، نحن نؤمن ان لبنان هو العيش المشترك، لبنان الوحدة الوطنية، لبنان الذي عاش قرونا بين مآذنه وأجراسه، بين جناحيه المسلم والمسيحي، سيعود، وسنستعيده معا”.
فلسطين قضيتنا
أضاف: “سيعود لبنان واحة سلام في هذا الشرق المضطرب. سيعود لبنان الانفتاح والتلاقي، لبنان الرسالة التي أرادها العالم منارة ديمقراطية في محيط من العواصف، لبنان بوابة العرب وسيبقى عربياً مهما كلف الامر وسنحرص على أفضل العلاقة مع إخواننا العرب وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية التي وقفت وتقف الى جانب لبنان الدولة لكل أبنائها
وتابع: “نقولها بصدق ووضوح: فلسطين هي قضيتنا جميعا، هي ليست شعارا للمزايدة، ولا ورقة لاستغلال مشاعر الناس، ولا جسرا للهيمنة على لبنان أو جره إلى حروب لا يريدها، والى محاور فارسية وغيرها، فلسطين قضية حق، قضية أرض وشعب وهوية.
الشهداء الاحياء
وقال ” رحم الله شهداءنا الأبرار، شهداء مسجدي التقوى والسلام، وشهداء الجيش في الجنوب. ولا بد أن أنحني امام شهداء مسجدي السلام والتقوى. وأن أحيي الشهداء الأحياء في هذه المجزرة. وأخص كل من الشهيد الحي الشيخ سالم الرافعي امام مسجد التقوى والشهيد الحي الشيخ بلال بارودي امام مسجد السلام وكذلك لا بد ان أوجه باسمكم تحية خاصة للقاضي البطل المحقق العدلي في هذه القضية الوطنية القاضي آلاء الخطيب الذي حدد بالتفصيل أسماء وأدوار كل المجرمين الذين قاموا بتنفيذ هذه الجريمة الكبيرة”.
وتابع ” أطالب الدولة اللبنانية أن تتواصل مع القيادة السورية الجديدة لتوقيف المجرمين المشاركين في هذه الجريمة والذين فرو الى سوريا. وبهذه المناسبة أوجه التحية الكبرى للشعب السوري البطل الذي أسقط طاغية دمشق وأعدكم أيها الرجال الأبطال أننا وإياكم شراكةً مع كل الاحرار في لبنان من مسلمين ومسيحيين سنسقط طاغية بيروت عميل إيران”.
وقال: “لا نستغرب التهويلات والتهديدات للبنانيين والجيش اللبناني الوطن ومن يهددنا ويهدد الجيش هو عميل وقد شهدت الأحداث الأخيرة مدى نسبة العمالة في صفوف حزب الله. والعميل لإيران لا يختلف أبداً عن عملاء العدو الإسرائيلي.
السجناء الاسلاميون
أضاف : لا يمكن ان نتحدث عن العدالة في لبنان ونتجاهل قضية إنسانية ووطنية مؤلمة: قضية السجناء الإسلاميين في السجون اللبنانية، هؤلاء الشباب، والمشايخ الاجلاء كثر منهم مظلومون، عانوا سنوات طويلة من التوقيف من دون محاكمات عادلة، ومن الإهمال والمماطلة، فيما القانون والدستور يضمنان حقوق أي مواطن بالعدالة السريعة والمساواة أمام القضاء. من هنا نطالب الدولة اللبنانية، بكل مؤسساتها، أن تفتح هذا الملف بشجاعة وشفافية، وأن تعطي كل ذي حق حقه.”
تخوين رئيس الحكومة
وقال ” اليوم أبواق حزب الله وخفافيشه الليلية تخون رئيس الحكومة وتتهمه بالعمالة وترفع اليافطات وتهدر دمه. نحيي العشائر العربية في الهرمل ونخص منهم أهلنا آل جعفر الذين استنكروا هذه الجريمة الوطنية. لن نسكت على هذا الجريمة فكرامة رئيس الحكومة هي كرامة كل لبناني حر وكلنا خلفه في مواقفه الشجاعة وسعيه لاستعادة الدولة وبناء الوطن”.
عهد السيادة
وختم: “لا بد من الإشادة بحكمة رجل الدولة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون على صلابته وشجاعته في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد، وكلنا نقف خلفه ونؤيد القرارات التاريخية التي اتخذها مع رئيس الحكومة ومجلس الوزراء والقاضي بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، ونرى انه يشكل خطوة أساسية على طريق استعادة السيادة وترسيخ هيبة الدولة. أُؤكد أخيراً ان هذا التوجه يعكس إرادة سياسية صلبة تضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، وهو خطوة وبداية لمسار يعيد الثقة بالدولة ومؤسساتها أمام اللبنانيين والمجتمع الدولي. المجد لطرابلس الحبيبة، المجد للبنان الوطن. المجد لكل شهداء الوطن. المجد للحرية والسيادة والاستقلال”.
المصدر وطنية







