خاص – nextlb
تمر ذكرى 13 نيسان / إبريل 1975، ذكرى بداية الحرب اللبنانية الأليمة على ذاكرة لبنان واللبنانيين ، بأحاسيس ممزوجة بالرعب والألم وسط كل هذه الأزمات الإقتصادية والسياسية التي تعيشها البلاد
ويبقى هذا التاريخ بالنسبة للنسيج اللبناني ذكرى حرب سقط بسببها مئات الآلاف من اللبنانيين بين قتيل وجريح ومهجر ومعوق ويتيم.
ففي هذا التاريخ قبل 48 عاماً ، تحول لبنان الى ساحة حروب متنقلة يوم انطلقت شرارة الحرب الأهلية في لبنان فدمرت الحجر وفتكت بالبشر، وبات لبنان معلقاً على حبال الأزمات وعدم الإستقرار .
كيف يتذكره اللبنانيون اليوم ؟
بروح رياضية!
لمناسبة هذه الذكرى الأليمة ، دعت لجنة الشباب والرياضة النيابيّة ،النواب في البرلمان اللبناني إلى المشاركة في مباراة كرة القدم، أقيمت يوم الأربعاء الماضي ،عشيّة ذكرى 13 إبريل، بعد موعد الإفطار .
وأوضحت مصادر اللجنة أن الحدث “يهدف إلى تذكير اللبنانيين بأن الحروب لا تنتج منها سوى المآسي والويلات، ولتتحول هذه الذكرى من ذكرى حرب أليمة عانى منها كل اللبنانيين، إلى ذكرى سلام وروح رياضية ورسالة وحدة وطنية تظهر من خلال الصورة الجامعة للبنانيين على مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم”.
أين لبنان اليوم من الذكرى ؟
ولا يزال لبنان مركز نزاع إقليمي وتوتر كما كان في عام 1975 وإن اختلفت بعض الظروف والوسائل ، وفي سياق متصل اعتبر الكاتب والمحلل السياسي بشارة خير الله في حديث لموقع سكاي نيوز عربية أن “التاريخ يعيد نفسه ومبدأ ربط الساحات الذي تعتمده إيران في الوقت الراهن يشبه بتداعياته السلبية إلى حد كبير اتفاق القاهرة الذي أدخل السلاح الى الداخل اللبناني وأوصل البلد إلى شرارة حرب 13 نيسان إبريل 1975 “.
وتابع خير الله ” الا أنه يجب عدم الاستسلام للخوف، والعمل الدؤوب على منع تكرارها من خلال سياسات حكيمة بناءة ، ومن خلال الضغط السياسي لمنع الفريق المهيمن عن أنفاس اللبنانيين من تحقيق غاياته”
الرعب لا زال موجوداً
وفي سياق متصل قالت الباحثة في علم الإجتماع أديبة حمدان ل nextlb.com “مما لا شك فيه أن التواريخ والأحداث تعلق في ذاكرة اللبنانيين ومن الصعب التخلص منها نظراً للضغوطات المستمرة التي يعيشها المواطن”
وتابعت حمدان فأوضحت ما يلي :
“هناك مفهوم سابق لدى اللبنانيين بأن الرقم 13 ينذر بحدث سيء كما هو سائد عالمياً ، فكيف إذا تحققت هذه المقولة وصار الرقم تاريخاً سيئاً “فالحرب لا زالت في ذاكرة اللبنانيين ، وأي حادث أمني ولو كان فردياً في لبنان يعيدهم بالذاكرة الى ذلك التاريخ المشؤوم .
والرعب لا يزال موجوداً لان اللبنانيين لم يصلوا بعد الى مرحلة الإستقرار النهائي
والصدمة التي تلقاها جيل من اللبنانيين لم يعش ظروفاً آمنة لمحوها من ذاكرته .
كما أن الرعب في ازدياد لأن الأزمات ما زالت تحيط باللبنانيين من كل الجهات وبات الخوف هاجسا لدى اللبنانيين كلما وصل هذا التاريخ اضافة الى عدة تواريخ سوداء أخرى تثير الخوف في نفوسهم .
الفائدة من التجربة
وقالت الخبيرة حمدان ” للأسف لم يتعلم اللبناني من هذه التجربة أية دروس والأوضاع الصعبة التي يعيشها المجتمع اللبناني هي بمثابة حرب على أكثر من مستوى”
وتابعت “يعيش اللبناني تحت ضغط رعب هذه الازمات ولا يتمتع بالصلابة النفسية الكاملة لمنع الأفكار السوداوية عنه”
وأوضحت أن “الفقر والحرمان الذي يخيم على المجتمع اللبناني حالياً والذي ساوى بين كل الطوائف والمذاهب ، قد يكون سبباً رئيسياً للخوف من عودة الحرب مرة جديدة ”
وختمت مشددة على “التعويل على دور الإعلام المهم في تعزيز فكرة المواطنة والسلام وعدم العودة للغة السلاح في حل المشاكل والنزاعات .”
إكرام صعب
أبنية مدمرة : عدسة nextlb