صفحات من ثورة ال 58 : من صقيع السويد الى حَر البقاع (تحقيق مصور)

خاص – nextlb – عاطف البعلبكي

إنه أحد الأيام الحارة من صيف عام 1958 ، يستيقظ الشاب مصطفى من نومه سريعاً .. قرص الشمس يرتفع ليصل الى كبد السماء ، وحرارة أشعتها تشتد رويداً رويداً في مثل هذه الأيام من فصل القيظ ، اليوم يوم تدريب لثوار ثورة ال 58 على المواجهة وإطلاق النار في سهل المنارة مع رفاق السلاح استعداداً لمواجهة عهد الرئيس كميل شمعون الذي استعان بالجيش الأميركي عندما كانت مرحلة حكمه قد شارفت على الإنتهاء ، وبعد انحيازه الى حلف بغداد ، الحلف الذي أنشأته الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا للوقوف في وجه “التمدد الشيوعي” ورفده بالقوة المسلحة مع تطبيق مبدأ ايزنهاور للتدخل العسكري لمواجهة المعسكر الشرقي عند الإقتضاء .

رتب المقاتل الأسمر بقامته المديدة ” جناد” الرصاص والبندقية القديمة ذات الطلقات الخمس وانطلق بسرعة نحو السهل الغربي لبلدته المنارة البقاعية … إنخرط مع رفاقه في دورة التدريب على استعمال السلاح وخلال التدريب مع الرفاق يسمع في الأفق البعيد أزيز محرك طائرة يخرق الصمت في أيام الحصاد ويغطي على صرخات الثوار الذين يتدربون في السهل القريب .
“إنها طائرة تحوم فوقنا “صرخ الشاب مصطفى لرفاقه : استعدوا” وما هي الا دقائق حتى ارتفع هدير محرك الطائرة .. انها تنخفض ببطء .. تنخفض أكثر فأكثر وتكاد تلامس عجلاتها رؤوس الأشجار … انها تهوي على الأرض وتدرج بالقرب من طريق عين البلدة ثم على أرض السهل الغربي .. يحاول الطيار الإقلاع بها مجدداً ولكنه يفشل في المهمة .. ترتفع قليلا ثم تهبط .. لقد توقف محركها عن الدوران وسكت هديره المزعج ، والتفت الطائرة على نفسها فإنغرس جانحها الأعلى في التراب ، وتوقفت المروحة الكبيرة عن الدوران .
يركض الثوار بإتجاه الطائرة شاهرين أسلحتهم ، يتحلقون حولها ومعهم البنادق القديمة العملاقة ، ينتظرون الدقائق التي تمر وكأنها ساعات .. ينزل من الطائرة طيار متوسط القامة أشقر السمات يلبس زي الطيارين مع الأحزمة والخوذة ، يقول بصوت متهدج خائف بالإنكليزية ” أنا الكابتن بول ريتباي سويدي الجنسية ، من عديد قوات الأمم المتحدة ولست من عديد قوات الولايات المتحدة ” في محاولة منه لحماية نفسه من غضب الثوار ومن أي خطر فعلي قد يهدد حياته ، ومن النقمة على الإنحياز الأميركي للرئيس شمعون ضد ثوار عام 58.
كان الطيار السويدي الشاب من عداد فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة الذي حضر الى لبنان بناء على قرار مجلس الأمن رقم 128 الذي اعتمد في 11 حزيران يونيو من عام 1958 وتقرر من خلاله إرسال فريق مراقبة إلى لبنان تحت تسمية GONUL لضمان عدم حصول أي تسلل غير قانوني للأفراد ، أو توريد الأسلحة أو الأعتدة الأخرى عبر الحدود اللبنانية – السورية ( الجمهورية العربية المتحدة في ذلك الحين )

حوار بالإنكليزية

كان الحوار مع الطيار السويدي يتم مترجمأ عبر أحد الثوار الذي كان يتقن اللغة الإنكليزية حينها … يخفض السلاح جانباً ، فالطيار من فريق المراقبين الدوليين الذين حضروا الى لبنان لمراقبة الحدود الشرقية للبنان والحدود الغربية للجمهورية العربية المتحدة برئاسة الرئيس جمال عبد الناصر لمنع تزويد ثوار عام 1958 بالسلاح عبر معابر السلسلة الشرقية لمواجهة عهد الرئيس كميل شمعون الذي التحق بالمحور الأميركي وبحلف بغداد ، وكان يطمح للتجديد له لولاية ثانية على ضوء انتخابات كما قيل عنها “جاءت معلبة وتسببت بسقوط كل رموز الثورة والعائلات التقليدية وبينهم الزعيم كمال جنبلاط والرئيس صائب سلام ، وبنجاح كل رموز عهد الرئيس شمعون ما يمهد لتعديل الدستور والتمديد له لولاية جديدة ” *
وكأنها نفس القصة تتكرر دائماً منذ الخمسينيات حتى اليوم عند انتهاء ولاية رئيس الجمهورية اللبنانية ، هي قصة المنافسة على المنصب الماروني الأعلى للرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي .
المهم في القصة أن الطيار الذي عرف عن نفسه بأنه من الجنسية السويدية وهو من ضمن فريق المراقبين الدوليين الذين كانوا ينطلقون من مطار بيروت الدولي في طلعات جوية دورية لمراقبة حدود الجمهورية اللبنانية الطرية العود عبر السلسلة الشرقية من جبال لبنان لرصد حركة تهريب الأسلحة والعتاد للثوار المنتفضين على حكم الرئيس شمعون .
في هذه اللحظات هدأت النفوس وبانت على ملامح الطيار الشاب علامات الهدوء والإطمئنان المشوب ببعض الحذر … هو لأول مرة يلتقي أناساً على الأرض خلال هذه المهمة الصعبة ، قد يتخيلهم من أكلة لحوم البشر أو من هواة القتل المجاني الذين يشكلون عصابات تنشط في العادة في حالات الإضطرابات السياسية والثورات بعد زوال هيبة الدولة كما في العديد من الحالات المشابهة .



في ضيافة البلدة

يقرر فريق الثوار بعد المشاورات نقل الطيار الى البلدة ففيها الوجهاء والمختار ورئيس البلدية ، وينتقلون معه الى بيت أحد وجهاء البلدة الضابط السابق في الجيش العثماني والعربي ، والمتقاعد من سلك الدرك اللبناني عبد الرزاق أفندي أبو ياسين ، فهو ضابط كبير متقاعد من جهاز الدرك اللبناني ويعرف كيف يتصرف في مثل هذه الحالات المشابهة ، وهو بالإضافة الى ما تقدم يملك منزلا كبيراً من الحجر بغرف متعددة ، وبإمكانه استضافة “الطيار الدولي” الذي زار البلدة على حين غرة وعن طريق الصدفة بعد تعطل طائرته فوق البلدة وفي نفس الوقت أن “بيت الضيافة” هذا مجاور تماماً لبيت مختار البلدة ، السلطة الرسمية في ذلك الوقت .
قضى الطيار ليلته في بيت الضابط عبد الرزاق (الحاج أبو عدنان رحمه الله) كما روى ل nextlb المربي الراحل عدنان أبو ياسين في وقت سابق ، وتخللت السهرة أحاديث ودية وعشاء قروي ونكات أحس من خلالها الضابط الطيار بأنه أمام أناس طيبين يكرمون الضيف ولو كان الوضع العام ملتهباً ، والبقاع الغربي يشهد ثورة عارمة في وجه الرئيس شمعون وفي وجه حلف بغداد على نطاق واسع .
وفي صباح اليوم التالي كانت الإتصالات جرت بعد فقد الطيار والطائرة ، وأسفرت عن قدوم وفد كبير من المراقبين الدوليين قاموا بنقل الطائرة على شاحنة ضخمة وشكروا لوجهاء البلدة اكرامهم للطيار السويدي بول ريتباي .


رسالة شكر ومحبة

ولاقت المعاملة الجيدة للطيار صدى طيباً لدى قيادة فريق المراقبة الدولي ليبعث قائد قوات المراقبة المايجور جنرال أود بول النرويجي الجنسية بعد أيام الى القائد الثائر مصطفى (العم أبو علي مصطفى البعلبكي رحمه الله ) كتاب شكر على المعاملة الجيدة التي تلقاها الطيار السويدي في المنارة) قال فيها بالعربية وبالإنكليزية :
” أود أن أشكر بإسم فريق الأمم المتحدة للمراقبة في لبنان زعماء وسكان قرية حمّارة – البقاع (صار اسمها المنارة في مطلع السبعينيات بقرار رسمي) على الضيافة والمساعدة الكبرى اللتين قدمتموها بمناسبة الهبوط الإضطراري للكابتن بول ريتباي .
وأحب أيضا أن أضيف الى ذلك تقديري للطريقة الممتازة التي ساعدت بها قريتكم على نقل الطائرة في اليوم التالي ، وأنا واثق بأن هذه الصداقة ستزدهر في المستقبل “.
المايجور جنرال أود بول
رئيس الأركان
بيروت في 8 آب 1958

صداقة امتدت لسنوات

وقد تمكن موقع nextlb.comمن الحصول على بعض المعلومات عن الجنرال أود بول الذي كان قائد قوات المراقبة الدولية – وهو نرويجي الجنسية – من أحد الأصدقاء المقيمين في النرويج مع صورة له وهو من كبار ضباط الجيش النرويجي ومولود في عام 1907 وكان قد توفي في عام 1991 عن 84 عاماً .
طبعا لم تنته القصة عند هذا الحد ، فقد تعمقت أواصر الصداقة بين الضابط الطيار ريتباي وبين أهل البلدة ، ومن المرجح أن يكون الطيار ريتباي أكمل  مهماته في المراقبة الدورية لسفوح السلسلة الشرقية للبنان حتى نهاية مهمة الفريق الدولي في شهر تشرين الأول اكتوبر من عام 58 .
وكان الكابتن ريتباي في كل طلعة استكشافية يدور بحلقات متتالية فوق البلدة محيياً أصحابه الجدد ومكملاً طريقه بإتجاه سفوح جبل الشيخ ويقوم بالتقاط الصور للبلدة من أعلى ويبعث بها الى الأصدقاء الجدد الذين ساهموا بإنقاذ حياته .
إستمرت العلاقات لعدة سنوات بين الكابتن ريتباي وبين بعض شباب البلدة وفي طليعتهم العم مصطفى احد قادة الثورة في ذلك الوقت ، واتفق حينها على تسميته بإسم ” عادل ” (لا نعرف لماذا اطلق عليه هذا الإسم) ثم انقطعت العلاقات والمراسلات والرسائل وتبادل الصور بمرور الزمن ، وبقيت منها الذكريات والصور وإحداها للطيار الشاب بالقرب من طائرته النفاثة في سلاح الجو السويدي (مرفقة مع النص) وذكريات من تلك الأيام الغابرة .

صور للذكرى

تلك الوقائع المستعادة تشكل جزءاً من تاريخ بلدة المنارة البقاعية وعاداتها بإكرام الضيف ، واستند التحقيق في الصور المرفقة الى تلك التي علقها العم الراحل الثائر أبو علي مصطفى البعلبكي خلال حواري معه قبل وفاته رحمه الله على جدار منزله ، والى الجهد المشكور للمربي أبو محمد عبد الرحيم أبو ياسين أحد شهود العيان الذي احتفظ بالصور المرفقة مع النص وبالمعلومات في ذاكرته النشيطة ، وكذلك من شهادة قيمة من المربي الراحل أبو منير عدنان أبو ياسين ، وهو كان شاهد عيان كذلك عن تلك الواقعة والذي استضاف والده الضابط عبد الرزاق أفندي أبو ياسين الطيار السويدي ريتباي في منزله بإنتظار وصول وفد القوة الدولية لنقل الضابط والطائرة الى مطار بيروت الدولي حينها مكان انطلاقها في ذلك العام

عاطف البعلبكي

[email protected]

 

***************************************************************************************************
المصادر والمراجع

هنا لمحة تاريخية للتوسع في المعلومات ولوضع القارىء في جو القصة من بعض المصادر :

*موقع المجلة الإلكتروني نقلا عن مجلة الجيش

-إنزال القوات الاميركية في بيروت: في أيار مايو 1958 انطلقت شرارة الأحداث في لبنان على أثر مقتل الصحافي التقدمي نسيب المتني في أيار 1958.
-في 11 حزيران 1958 التأم مجلس الامن الدولي وقرّر بناءً على طلب الحكومة اللبنانية إرسال فريق من المراقبين الدوليين GONUL، وكانت مهمته «التأكد من عدم حصول تسلّل غير مشروع للأشخاص وللأسلحة والمعدات الأخرى عبر الحدود اللبنانية – السورية (الى ثوار ال 58) .
-في 14 تموز 1958 وقع انقلاب عسكري في العراق وأعلن قادته تأييدهم للسياسة الناصرية، ما قلب موازين القوى في المنطقة لمصلحة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وللإنتفاضة اللبنانية.
-أبرق في اليوم نفسه الرئيس كميل شمعون إلى واشنطن طالباً بموافقة حكومية المساعدة العسكرية السريعة من دون الرجوع إلى مجلس النواب.
-صباح اليوم التالي في 15 تموز تمّ إنزال القوات البحرية الاميركية في الأوزاعي على بعد كيلومترات من جنوب بيروت. وكانت غاية الانزال منع الانتفاضة من السيطرة على البلاد.
-بعد إنتخاب الرئيس فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية في 31 تموز 1958 غادر فريق المراقبين التابع للأمم المتحدة بتاريخ 25 تشرين الأول 1958 بعد أن تأكد من عودة الهدوء ومن انسحاب القوات الاميركية من الاراضي اللبنانية.

**********************************************************************************************************

*  العميد ناجي ملاعب (باحث استراتيجي في مؤسسة إينغما )

-أُجريت الإنتخابات النيابية في عام 1957، وأسفرت عن فوز ساحق للمرشحين الموالين للعهد، وبدعم خارجي واضح كما يستدل من بعض المصادر، لإسقاط أقطاب المعارضة.
-قوبل الدعم المصري بحماسة بالغة من سوريا باتجاه تحقيق الوحدة مع مصر بقيادة الرئيس عبد الناصر، وأعلن البلدان قيام الجمهورية العربية المتحدة في فبراير شباط 1958.
-سجل موقف لافت للجيش اللبناني بقيادة اللواء فؤاد شهاب الذي تمكن من الحفاظ على مبدأ الحياد الإيجابي بين أفرقاء الوطن ، بحيث أبقى على وحدة الجيش وتماسك أسلحته وثكناته من جهة، ورفض الانصياع لأوامر السلطة السياسية في توجيه السلاح إلى المتظاهرين أو الدخول في اقتتال داخلي؛ راسماً عبر هذا الهدف لسياسة قضت بعدم تمكين أي من فريقي الصراع من النجاح في معركة “كسر عظم”، لما قد ينتج من تفتيت للوطن الذي ما زال طري العود.
-نجح مندوب السويد -الدولة المحايدة- بتبني المجلس لمشروع اقتراح عملي بالإجماع، وبامتناع الاتحاد السوفياتي عن التصويت، يقضي بإرسال فريق من المراقبين الدوليين بصورة عاجلة إلى لبنان في مهمة حددت له حرفياً لـ “يضمن عدم حدوث تسلل غير شرعي لأشخاص أو أسلحة أو معدات أخرى عبر الحدود اللبنانية.
-وصل إلى لبنان خلال يونيو حزيران 1958، 94مراقباً وتوزعوا على 7 مراكز رئيسية، وهي طرابلس وصيدا على الساحل، ثم شتورة وبشري وزحلة وصغبين في الداخل، ومرجعيون على الحدود الجنوبية، وقد زُودوا بعدد من السيارات والمروحيات مع أجهزة للاتصال والمراقبة.
-أخذ أعداد المراقبين الدوليين بالازدياد بشكل مضطرد إلى أن بلغ عددهم في ديسمبر كانون الأول 600مراقب، وضع بتصرفهم 300آلية، وتوزعوا على أكثر من أربعين مركزاً. وسمح خلال تلك المرحلة للمراقبين بالعمل في جميع المناطق اللبنانية.
-كانت الحكومة الأميركية قد أعدت خطة للتدخل عسكريا في الأزمة اللبنانية إذا دعت الضرورة، قبل ومن دون توقع انقلاب في العراق.
-القرار بالتدخل الأميركي عسكرياً في لبنان اتخذ قبل الرابع عشر من تموز يوليو بأشهر عدة. وتم التحضير لعملية عسكرية بطلب من السفارة الأميركية نفسها بهدف حماية نظام الرئيس شمعون، وسميت عملية “العصا الزرقاء” Blue bat بالتنسيق مع الحكومة البريطانية.
-شكل الإنزال العسكري الأميركي إحراجاً لقائد الجيش وأركانه قبل أي فريق آخر، وفضّل قائد الجيش، على ما يبدو، القبول بالأمر الواقع حفاظاً على الوضع السياسي الذي شابته شائعات من نوع الانقلاب العسكري، فسهّل دخول القوات الأميركية إلى العاصمة بعد أن دخلت مطار بيروت سلمياً.
-كانت الولايات المتحدة الأميركية في حالة عداء مع الثوار وقد نزلت قواتها على شاطىء بيروت واحتلت المطار في 15 تموز يوليو وتمّ إنزال القوات البحرية الأميركية على شاطىء الأوزاعي على بعد كيلومترات من جنوب بيروت وكانت غاية الانزال منع ثورة ال 58 التي يقودها كل من الزعيم كمال جنبلاط وصائب سلام وغيرهم من الزعماء الذين أفشلت نيابتهم من عهد الرئيس كميل شمعون .
-قبل نزول الجيش الأميركي ذلك بيوم واحد أي في 14 تموز 1958 كان وقع انقلاب عسكري في العراق وأعلن قادته تأييدهم للسياسة الناصرية، ما قلب موازين القوى في المنطقة لمصلحة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وتصاعدت وتيرة الخوف من دعمه لثوار ال 58 في لبنان .
-يصح الافتراض أيضاً بأن حل الأزمة اللبنانية كان في طريقه إلى التبلور عبر الاتصالات الأميركية مع الرئيس عبد الناصر، حيث أفضى إلى انتخاب اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية، والذي استطاع بحكمته أن يحافظ على علاقاته شبه الودية مع فريق المعارضة الذي كان يؤيد ترشيحه إلى الرئاسة.
-لم يتأخر إنجاز الحل، وبالتالي فإن تماسك الوضع السياسي الجديد والاستقرار الأمني وفقاً لصيغة لا غالب ولا مغلوب، ضمن روحية الميثاق الوطني، أثمر انسحاباً كاملاً للجنود الأميركيين في تشرين الثاني نوفمبر 1958 من لبنان.

******************************************************************************************************

* د.عباس أبو صالح من كتاب “السياسة الخارجية اللبنانية في العصر الحديث”

انضم لبنان إلى مبدأ أيزنهاور في مطلع عام 1957، من دون أن يكون معرضاً لخطر الشيوعية، (الذي ينص على التدخل الأميركي العسكري في الدول التي تجد نفسها مهددة بالخطر الشيوعي ) ما تسبب، إلى جانب عوامل داخلية تجسدت بانتخابات العام 1957 وإقليمية عبّرت عنها الوحدة بين مصر وسورية بانقسام سياسي مجتمعي في لبنان أدى إلى اندلاع حرب أهلية في صيف عام 1958 ثم تسوية حاكها الرئيس عبد الناصر مع الأميركيين جاءت باللواء فؤاد شهاب الى رئاسة الجمهورية .

إنتهى 

 

 

لمشاركة الرابط: