تتجه كل الأنظار الزرقاء الى يوم الاثنين حيث من المقرر أن يطل الرئيس سعد الحريري على اللبنانيين للاعلان عن موقفه النهائي من الانتخابات النيابية المقبلة، والذي بات شبه معروف وفق قاعدة ″المكتوب مبيّن من عنوانه″، وهو عدم الترشح شخصيا وعدم دعم أي مرشح، وإمكانية ترك الخيار لمن يرغب للترشح باسم ″تيار المستقبل″، وإمكانية منع أي كان باستخدام إسم ″التيار″ في حملته الانتخابية ما يعني إخراج تيار رفيق الحريري من الحياة السياسية اللبنانية.
إجتمع الحريري أمس بكتلته النيابية، وهو من المفترض أن يلتقي اليوم في بيت الوسط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وأن يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وأن يجتمع مع أعضاء المكتب السياسي وأن يستقبل بعض الشخصيات المقربة، لكن بعض العارفين يؤكدون أن هذه الاجتماعات ربما تكون شكلية كون الحريري إتخذ قراره، لكن المجاملات التي تفرضها العلاقات الودية والتحالف هي التي تدفعه الى عقد هذه اللقاءات، بينما يعوّل البعض الآخر على الاجتماع مع الرئيس بري الذي تؤكد أوساطه أنه يرفض بشدة عزوف الحريري عن خوض الانتخابات، وأنه سوف يعمل المستحيل لاقناعه بالاستمرار، إلا أن مقربين من الحريري يستبعدون أن ينجح بري في مهمته.
تشير المعلومات الى أن إجتماع كتلة المستقبل النيابية برئاسة الحريري أمس خيّمت عليه الأجواء السلبية والكئيبة، خصوصا أن الحريري عرض أمام نوابه فكرة عدم الترشح وعدم ترشيح أحد، الأمر الذي وجد إلتزاما من بعض النواب الذين ربطوا ترشيحهم بترشيحه، ومعارضة من نواب آخرين رفضوا إنهاء “تيار المستقبل” بهذه الطريقة الدراماتيكية.
وبحسب المعلومات، فإن الحريري قال خلال الاجتماع: “ما نفع وجودنا في مجلس النواب؟، كل شي عم يصير سواء برضانا أو بمعارضتنا عم نتحمل مسؤوليته، حتى صرنا متهمين بالفساد والسرقة، وبما أن الناس طالبت بالتغيير خلينا نلتزم بمطالب الناس، وشو الجدوى أن نكون بالحكم أو بمجلس النواب وما يطلع بإيدنا شي وآخر الشي ينقلب الناس علينا”.
كما عرض الحريري للأوضاع الاجتماعية والمعيشية المأساوية التي من شأنها أن تجعل أي مرشح عرضة لكثير من الاستهداف.
وتقول المعلومات أن بعض النواب عارضوا كلام الحريري وذكّروا بالنضالات التي خاضها تيار المستقبل، مؤكدين إستعدادهم للنزول الى الشارع ومخاطبة الناس وتوضيح الأمور تمهيدا للترشح، لكن هذه الحماسة تراجعت بعض الشيء عندما طرح أحد الحاضرين موضوع التمويل في ظل إحجام الحريري عن دعم أي كان ماليا في ظل الأزمة الكبرى التي يواجهها، ما أدى الى حالة من الارباك أنهاها الحريري بالتأكيد على أنه سوف يستكمل مشاوراته ويلتقي المكتب السياسي، قبل إعلان موقفه النهائي يوم الاثنين المقبل.
تشير مصادر مواكبة الى أن عزوف الحريري عن الترشح للانتخابات وعدم دعم أي مرشح من تياره السياسي ورفضه تسليم الراية السياسية الى خلف له، سيترك فراغا كبيرا في الساحة السنية وفي مختلف المناطق، وسيساهم في إحباط سني كبير قد يدفع الناخبين السنة الى الانكفاء خصوصا في ظل الظروف المعيشية الصعبة، كما من شأنه أن ينعكس سلبا على التوازن السياسي في البلاد.
وتؤكد هذه المصادر أن فكرة تبني رؤساء الحكومات بالتعاون مع دار الفتوى للوائح معينة في المناطق السنية ما تزال في إطار الفكرة المطروحة التي لم تنضج بعد، خصوصا في ظل المخاوف من عدم نجاحها حيث أن السنة يلتزمون بالتصويت للقيادات ذات الرمزية سواء في بيروت أو في طرابلس أو في صيدا، وهذه الرمزية تعكس نفسها على سائر الناخبين في الدوائر الأخرى، ما يعني إمكانية حصول شرذمة نيابية سنية قد لا تكون في مصلحة أحد.
سفير الشمال – غسان ريفي