أطلّ الرئيس سعد الحريري مساء اليوم عبر قناة “الجديد” بعد تقديم اعتذاره عن تشكيل الحكومة، كاشفاً أنه “زار رئيس الجمهورية ميشال عون بكل انفتاح، وطلب أن يتم اتخاذ قرار سريع لأنه مضى وقت على التشكيل”، وقال: “أنا رشحت نفسي لكي أشكل بحسب المبادرة الفرنسية، أي حكومة أخصائيين واليوم أنا اعتذرت عن حكومة ميشال عون”.
ورأى الحريري أن “المملكة العربية السعودية لديها مشكلة مع لبنان وحزب الله”، معتبراً أن “مشكلة البلد تتمثل في أنه ليس فيه إدارة صحيحة”، كما أعلن أن “كتلة المستقبل لن تسمي أحداً في المشاورات المقبلة لاختيار رئيس وزراء مكلف جديد”.
واستعرض الحريري مسار الملف الحكومي والاعتذار، وقال: “أنا مرتاح وأبلغت الرئيس عون استعدادي للانتظار 24 ساعة جديدة ولا أعرف لماذا فُهم التمنّي أنّه فرض”.
وتابع: “سألت الرئيس عون اليوم عن منح الثقة للحكومة من قبل التيار الوطني الحر، ورّدد لي الجواب نفسه، لا ثقة من الكتلة كاملاً بل من وزيرين أو ثلاثة، أي أنهم سيعطون ربع ثقة. ومع هذا، فإن الرئيس يريد الثلث المعطل وهذه هي المشكلة”.
وقال الحريري: “تمنى عليّ رئيس مجلس النواب نبيه بري مع الفرنسيين التوجه من حكومة من 18 الى 24 وزيراً لإنجاح المبادرة ولكن الأبواب كانت مقفلة وفي كل مرة تتم الموافقة على حقيبة تُخرب ثانية”.
وأضاف: “غيّرت الحقائب السيادية ولكنّني أبقيت 8 وزارات لرئيس الجمهورية وأبلغته استعدادي للبحث إذا كان لديه أي تعديل وأساس الاعتذار هو لأننا نضيّع الوقت من أجل تشكيل الحكومة في الوقت الذي يحتاج فيه البلد حكومة سريعاً، لكن رئيس الجمهورية حامل السلم بالعرض مع تشكيل حكومة مع سعد الحريري”
وتابع: “أنا رشحت نفسي لكي أشكل بحسب المبادرة الفرنسية أي حكومة أخصائيين واليوم أنا اعتذرت عن حكومة ميشال عون”.
وأردف: “عندما استقلت بالـ 2019 استقلت لاني اريد حكومة اخصائيين واذا اردت ان اشكل حكومة ميشال عون لن انقذ البلد. هناك فريق قرر أن يعذب البلد ويأخذنا إلى جهنم، وكل العقبات التي واجهتها بسبب هذا الفريق”.
وأشار الحريري إلى أن اعتذاره عن التشكيل هو لأنه رأى أن “رئيس الجمهورية لا يريد أن يشكّل، ، وعندما يقرر الأخير متى الاستشارات أتحدث مع حلفائي ونقرر ماذا سنفعل”.
واعتبر أن “مشكلة البلد تتمثل في أنه ليس فيه إدارة صحيحة”، وأردف: “لا تواصل مع حزب الله، وسأترك الناس لكي تحكم إذا سهلوا وساعدوا في تشكيل الحكومة. كذلك، السابقة التاريخية في لبنان ان يرسل رئيس الجمهورية الى مجلس النواب رسالة يطلب فيها سحب التكليف”.
وتابع: “الحل للأزمة هو بتشكيل الحكومة، والحكومة التي سوف يتم تشكيلها تستطيع العمل على الاصلاحات واجراء الانتخابات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي لا اكثر”.
وقال: “أنا أرفض الفراغ بالمطلق ووجدت نفسي أنّني أصبحت جزءاً من هذا الفراغ الذي يستمتع به الرئيس عون. سعد الحريري لانه سني وطني ممنوع عليه أن يسمي الوزراء فقط الرئيس عون يحق له ان يسمي”.
وتابع: “هناك انتخابات قادمة وموعدنا مع كل الذين مشوا ضدّ المبادرة الفرنسية وأثبتت الدولة اليوم أنها فشلت بادارة كل القطاعات بينما القطاع الخاص نجح”.
كذلك، قال الحريري: “أنا دفعت ثمناً في الانتخابات السابقة ودفعت ثمن انقسامات داخل تيار المستقبل لأني لم أقف مع طائفتي ولأنني وقفت مع كل اللبنانيين، بالنسبة لي إذا كان المسيحي بخير المسلم بخير ولبنان كله بخير”.
وأضاف: “أنا أؤمن بالحوار ولا أريد مشكلة سني شيعي في البلد وحماية لبنان هي الأساس”.
ومع هذا، ردّ الحريري على كلام رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط الذي اعتبر أن الحريري أجهض مع عون المبادرة الفرنسية، وقال: “إذا مفكرني إني جزء من الإجهاض أشكره على تصريحه ونحن ضد الفراغ ونقطة على السطر”.
كذلك، رأى الحريري أن “جعجع اتخذ قراره بعدم المشاركة في الحكومة وحاولنا معه أكثر من مرة ولم ينجح الأمر”. وتابع: “لا أصوّت مرة أخرى لجعجع لرئاسة الجمهورية وهو من أتى بعون رئيساً ويقوم بتحميلي المسؤولية”.
ورداً على سؤال حول ما إذا ضغط “حزب الله” على باسيل، قال الحريري: “البلد أهمّ من أي حليف وحزب الله لم يقم بالضغط الكافي والناس تعرف ذلك وأنا مستعدّ للتضحية بأيّ كان لأجل البلد حتّى أنّني ضحّيت بنفسي”.
وأضاف رداً على سؤال: “ألا تشكر الثنائي الشيعي؟”: “أنا أشكر الرئيس بري وأخصّه بالشكر ونقطة على السطر”.
وكشف الحريري أن الكلام بأن “السعودية لديها مشكلة مع حزب الله ومع لبنان ومن السذاجة أن يظنّ البعض أنّ مشكلتها هي سعد الحريري والمشكلة الأساسية هي ميشال عون وتحالفه مع حزب الله”. وأردف: “أستطيع الذهاب إلى المملكة حين أرغب”.
ووجه الحريري رسالة إلى فرق الـ”8 من آذار”، وقال: “إن كانوا حريصين على السعودية ليتوقفوا من الكلام عن السعودية وتصدير الكبتاغون والتدخل بالشؤون العربية وبيمشي الحال، ولا يجوز قولهم إن هناك مشكلة بين السعودية والحريري”.
وأضاف: “المملكة العربية السعودية لم تقدم للبنان سلاح ولم تقم بـ7 أيار، السعودية أعطت السلام للبنان ولا تريد الا الخير للبنان كما كل دول الخليج، لكن لديهم مشكلة مع فريق اسمه حزب الله”.
وفي سياق آخر، قال الحريري: “إذا نظرنا الى المؤتمرات الدولية التي قام بها الشهيد رفيق الحريري وسعد الحريري فنرى أننا استطعنا أن نُدخل إلى البلد 33 مليار دولار، ولكن واجهنا منذ عام 1992 حتى اليوم كل أساليب التعطيل للإصلاحات المطلوبة حتى نستثمر هذه المليارات”.
وتابع: “بورقة سيدر كنا حذرنا فيها من الانهيار وقلنا إنّه إن لم تحصل الإصلاحات فذاهبون حتماً إلى الانهيار ولكن لا أحد يقرأ”.
وفي حديثه، أكد الحريري أن “الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حريص على تشكيل الحكومة ولم يكن هناك نقاش في موضوع الاعتذار والكلام الذي حصل حول ذلك غير دقيق”.
وأردف: “ذهبت الى مصر لاستجرار الغاز المصري عبر سوريا واستطاع الاردنيون اقناع الامركيين بهذا الأمر”.
وفي ملف تفجير المرفأ، قال الحريري: “إذا كنا فعلا نريد الوصول إلى حقيقة في قضية مرفأ بيروت علينا الذهاب إلى تحقيق دولي”.
وأردف: “ان شاء الله ينحبس مين ما ينحبس في قضية المرفأ” ولكن هل هذا هو فعلياً سبب الانفجار؟ هناك نيترات وصلت إلى بيروت وفُجّرت فيها وما أريده هو معرفة من جاء بالنيترات إلى المرفأ”.
وعن المحكمة الدولية، سأل الحريري: “هل تظنون انني راض على ان المحكمة غير قادرة على إدانة منظمة إنما افراد؟ وهل سليم عياش يقود دراجة في حزب الله مثلاً؟”.
ومع هذا، رأى الحريري أنه “يجب حصول تدقيق جنائي على الجميع وليس فقط على مصرف لبنان”، وقال: “40 مليار ذهبت على الطاقة ولا كهرباء وأنا اريد تدقيقاً جنائياً في كل الملفات ولا أريد حماية أحد”.
وتابع: “إذا كان هناك شخصيات فاسدة في تيار المستقبل يجب أن يُحاسبوا ”
وفي سياق منفصل، قال: “خسرت الكثير من المال في لبنان وأنا كنت مليارديراً ولم أعد كذلك بسبب لبنان”. وتابع: “أنا قادر على تثبيت سعر الدولار والتفاوض مع صندوق النقد وواثق من الفوز في الانتخابات النيابية إذا شكّلتُ حكومة”.
المصدر : اللواء