إنتشر خلال الأيام الماضية تسجيل للبطريرك الراعي ينتقد فيه حزب الله بشكل قاس ومباشر وكان يخاطب فيه عبر الكاميرا خلال لقاء أجراه مع مغتربين لبنانيين في الولايات المتحدة الأميركية في 27 مارس آذار الماضي عن هذه الكلمة كتبت صحيفة الشرق الأوسط تقول: ” شنّ البطريرك الماروني بشارة الراعي أعنف هجوم على “حزب الله” على خلفية رفض الحزب طروحات “حياد لبنان” التي اقترحها الراعي، متسائلاً ما إذا كان (الحزب) يريد إبقاء لبنان في حالة حرب، قائلاً إن الحزب لا يطلب موافقة أحد عندما يذهب إلى سوريا أو العراق أو اليمن. وجاء هذا التسريب لفيديو لكلام الراعي في وقت تستمر فيه جلسات الحوار بين الحزب وممثلين عن البطريركية المارونية.
ويعارض “حزب الله” طروحات “الحياد” التي تقدم بها الراعي، من غير أن يرد مباشرة على البطريرك، ويتوقف عند ملف الصراع مع إسرائيل بوصفه “غير قابل للحياد”، كما تقول مصادر مواكبة لجلسات الحوار بين الطرفين، لافتة، في تصريحات لـ”الشرق الأوسط”، إلى أن جلسات الحوار “لم ولن تتوقف”، وأنها “مستمرة للتوصل إلى نقاط تفاهم مشتركة حول القضايا التي تثير الالتباس”.
وانتشر مقطع فيديو للراعي، خلال لقاء أجراه مع مغتربين لبنانيين في الولايات المتحدة في 27 مارس آذار الماضي، ينتقد فيه “حزب الله”. وجاء في الفيديو: “لماذا تقف ضد الحياد؟ هل تريد إجباري على الذهاب إلى الحرب ؟ تريد إبقاء لبنان في حالة حرب؟ هل تأخذ برأيي حين تقوم بالحرب؟ هل تطلب موافقتي للذهاب إلى سوريا والعراق واليمن؟ هل تطلب رأي الحكومة حين تشهر الحرب والسلام مع إسرائيل؟”، مشيراً إلى أن الدستور يقول إن إعلان الحرب والسلام “يعود إلى قرار من ثلثي أصوات الحكومة”.
وأضاف الراعي، في مخاطبته “حزب الله”: “ما أقوم به أنا هو في مصلحتك، أما أنت فلا تراعي مصلحتي ولا مصلحة شعبك”، كاشفاً أن “أناساً من حزب الله يأتون إلينا ويقولون: هذا السلاح ضدنا، ولم نعد قادرين على التحمل”، مضيفاً: “لأنهم يشعرون بالجوع مثلنا”، وختم متوجهاً إلى الحزب: “لماذا تريد مني أن أوافق على ضرورة موافقتك حول موضوع فيه خلاص لبنان، ولا تريدني أن أوافق عندما تذهب إلى الحرب التي فيها خراب لبنان؟”.
وتقوم “مذكرة لبنان والحياد الناشط” على ثلاثة أبعاد مترابطة؛ أولها “عدم دخول لبنان قطعياً في تحالفات وصراعات سياسية وحروب إقليمياً ودولياً، وامتناع أي دولة عن التدخل في شؤونه أو الهيمنة عليه أو احتلاله”، أما الثاني فهو “تعاطف لبنان مع قضايا حقوق الإنسان وحرية الشعوب، خاصة الشؤون العربية التي يوجد حولها إجماع دولي وفي الأمم المتحدة وبهذه الطريقة يواصل لبنان الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني والفلسطينيين في لبنان”. أما البُعد الثالث فيتمثل في “تعزيز الدولة اللبنانية لنكون دولة قوية بجيشها ومؤسساتها وعدالتها ووحدتها الداخلية كي تضمن أمنها الداخلي من جهة وتدافع عن نفسها تجاه أي اعتداء يأتي سواء من إسرائيل أو غيرها”.
المصدر : الشرق الأوسط