القاتل استخدم بصمة جو بعد اغتياله

استفاقت بلدة الكحالة، أمس الاثنين، ومعها لبنان على جريمة اقل ما يقال عنها إنها “احترافية”. اغتيل جو بجّاني ابن البلدة في وضح النّهار قرب منزله. القتلة نفّذوا جرمهم بدم بارد وفرّوا الى جهة مجهولة من دون أي عائق أمامهم أو أي “هيبة” دولة.
غموض كبير يلف القضية وفرضيات عدة تلوح في الأفق بعد مرور يومين. قد تظهر خيوط جديدة قريباً أو تبقى الجريمة بلا معالم واضحة تضاف الى “أرشيف” الاغتيالات المجهولة الفاعل، المعلومة الأهداف، تبعاً لطبيعة عمل بجاني.
صديق جو المقرّب زياد يتحدث لموقع القوات اللبنانية الالكتروني عن حياة جو الانسان، ويصفه بالمندفع. “جو شاب طموح مقدام، تعلّم منذ صغره حب الاخرين وحب الرب، هو ابن كنيسة أصيل وابن قضيّة لم يتنازل عنها يوماً”.
ويعتبر زياد أن جو، “كان من أشرس المدافعين عن لبنانية لبنان في أحلك ظروف الاحتلال والنضال الطلّابي، شارك في التحرّكات الطلّابية ونظمها مع رفاقه في جامعة القديس يوسف هوفلين”. “يرفض أن يقف جانباً ويتفرّج،” يتابع زياد، “يعتبر كل قضيّة تمس لبنان تطاوله شخصياً، ربما هذا الاندفاع هو ما أودى بحياته”.
وعن حبه لمهنته يقول زياد، “روح البحث وحب المعرفة جعلتا من جو شخصاً ناجحاً في عمله، لم يهب الأخطار وكان غالباً ما يضع رأسه في فم الأسد”. ويكشف، لموقع “القوّات”، أن “جو ربما تعرّض لعدّة تهديدات في السابق، لكنه غالباً ما يخفي مثل هذه الأمور عنا خوفاً من انشغال بال والديه، خصوصاً أن والده في حالة صحية دقيقة”.
عائلة جو تستبعد كشف السلطات الأمنية خيوط الجريمة وتشبّهها بالاغتيالات الكثيرة التي حصلت ولا تزال غامضة “رسميّاً” على الرغم من “معرفة الجميع ضمنيّاً هوية الجهة المسؤولة، وفق أحد الأقرباء، لموقع “القوات”.
يكشف المصدر عن أن “هاتف جو انتزع منه بعد قتله واستخدم القاتل بصمة يده لفتح الهاتف قبل الفرار وشريكه على دراجة نارية كان ركنها أشخاص آخرين قرب مكان الجريمة”.
وفور إدراك افراد العائلة أن الهاتف مسروق، أبلغوا القوى الأمنية بالأمر، إشارة الى أن الهاتف بقي شغالاً لساعات متأخرة من بعد الظهر وكان من السهل جداً تحديد مكانه، وبالتالي الموقع المحتمل للقتلة، “وهذا ما لم تتبلّغ به العائلة”، يضيف المصدر.
تذرّع المنفذون بجائحة كورونا لتمويه هويتهم فوضعوا الكمّامات وكفوف الـLatex وعرّفوا عن أنفسهم على أنهم عمّال صيانة للإنترنت في المبنى المجاور لمنزل جو. ويكشف المصدر أيضاً عن أن العائلة تلقّت رسائل مبطّنة من بعض المحقّقين الذين وصلوا الى مسرح الجريمة في الكحالة، “فهناك محقق ابلغ زوجة جو أن دوافع القتل تختصر ببضعة احتمالات شخصيّة أو إشكالات فرديّة”، ولمست العائلة من هذه الرسائل محاولة رسم إطار يحصر التحقيق داخله والخروج عنه ممنوع”.
ويؤكد المصدر ذاته أن جو كان فعلاً على تواصل دائم مع الفرق الأجنبيّة التي تحقق في قضية تفجير المرفأ. وربما وصل الى خيوط ما في الجريمة لم تكن لمصلحة من قتله”.
وعند سؤالنا عن الجهة المخطّطة والمنفذة للاغتيال، يجيب المصدر، “الجريمة احترافية بامتياز ومن الواضح أن هناك فريقاً متكاملاً ورائها، فريق نفذ عدة اغتيالات متشابهة تماماً في الحازمية مثلا منذ وقت ليس ببعيد، وفي قرطبا أيضاً مع قتل العقيد المتقاعد في الجمارك منير أبو رجيلي. جهة واحدة محصّنة ومحميّة تنّفذ هذه الجرائم وما من تحقيق يصل الى خواتيمه”.
لم تتلقّف عائلة جو تصريح وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي بجديّة واعتبرت أن مهلة الـ48 ساعة التي تحدث عنها فهمي لكشف ملابسات الجريمة ستلتحق بمهلة الـ5 أيام التي أعطتها الحكومة في قضيّة المرفأ وهذا كله “اطلالات وكلام من دون جدوى اعتدنا عليه من هذه الطبقة السياسية التي تعتاش على موت الشباب ورائحة الدماء”.
مهلة الـ48 ساعة شارفت على الانتهاء، وبعدها تنتهي مهلة الـ72 ساعة ثم مهلة الشهر، فالسنة، والجريمة لن تكشف، وجو لن يعود والعائلة ستبقى منتظرة أي إشارة أو خيط في بلد أصبح الإفلات من العقاب فيه بعد ارتكاب الجرم هو القاعدة، وتحقيق العدالة استثناء.
(لبناننا)

لمشاركة الرابط: