هوموقع اعلامي الكتروني هدفه الأول نقل صورة موضوعية وشفافة عن المجتمع العربي عموماً واللبناني وخصوصاً من خلال نشر مقابلات خاصة مع شخصيات رائدة في مجالها المهني بقصد ابرازها والتعرف عليها
كانت والدتي رحمها الله تقولُ لنا في سهراتنا الطويلة : ” إدفنوني بين أهلي لأنني آنَسُ بهم .. فَلَكَمْ أبصرتُ مقبرةَ قريتنا في شبعا بعدَ ذوبان ثلج حرمون تنقلبُ حديقةً غنّاءَ ، تَنْبُتُ في ثناياها أشجارُ الجوز والحور والبيلسان .. وزهر الياسمين . أوصتني أمي وأنا بعد صغيرة فقالت :” لا تدفنوني بعيداً عن أهلي
“إتحاد المستشفيات العربية ” يعلن د.فراس الأبيض رجل العام
اللواء _خاص
في ظل أزمة وباء «فيروس كورونا»، أطلق إتحاد المستشفيات العربية شهادة وجائزة المبادرة الذهبية لبناء الثقة في القطاع الصحي، وذلك لتقدير جهود وإجراءات استجابة المؤسسات الصحية لهذه «الجائحة»، وقد أعلن د. فراس الأبيض «رجل العام» لجهوده وعمله المميّز في مكافحة هذا الوباء.إنطلاقا من هذه المناسبة، لا بد من أن نتقدّم بألف تحية إجلال وتقدير لكل العاملين في مستشفى رفيق الحريري الجامعي الحكومي، أطباء، ممرضات وممرضين وعاملين، كونهم يمثلون خط الدفاع الأول في مواجهة هذه «الجائحة»، ويقدّمون التضحيات لإنقاذ المصابين دون تردد، وفي مقدمتهم د. فراس الأبيض الذي لولا جهوده الجبّارة وسعيه الدائم لما تمكنّا من تقديم الدعم لأهلنا في ظل هذه الظروف الصعبة والخطيرة.
د. أبيض لتسليط الضوء على هذه الجائزة التقت «اللواء» د. فراس الأبيض، فكان الآتي بداية، كيف علمت باختيارك «رجل العام»؟- لقد تواصل إتحاد المستشفيات العربية مع المستشفى وأبلغونا بذلك، لكن بالنسبة لي ليس المهم اختياري «رجل العام» بل الأهم أنهم اختاروا مستشفى رفيق الحريري كمستشفى متميّز.إنطلاقا من ذلك، فإن المستشفى يعي تماما المسؤولية الملقاة على عاتقه سواء تجاه مجتمعه أم تجاه القطاع الحكومي الذي يمثله، لذلك يعوّل عليه أن يظهر مدى نجاح وقدرة هذا القطاع الإستشفائي، ليؤكد بأنه ليس قطاع فاشل، ولا سيما أن غالبية من نعالجهم لا يتمكنوا من الذهاب للقطاع الخاص.لذا من المهم جدا أن نحصل على دعم أكبر لنتمكن من خدمة هذه الطبقة المعوزة من مجتمعنا.{ رغم الإمكانيات الضئيلة لمستشفى رفيق الحريري، إلا أن الجهود جبّارة، كيف تستمرون؟
– صحيح نحن لا نعتبر من المستشفيات ذات الإمكانيات الضخمة، ولا سيما بعد الأزمة الإقتصادية التي عصفت بالبلد، والتي تأثّرت بها أيضا المستشفيات ذات الإمكانيات «المرتاحة».
وعندما طرأت جائحة «الكورونا» أهم ما في الموضوع، لم تكن الإمكانيات بل القرار.
لذلك، فإن القرار الذي اتخذه مستشفى بيروت الحكومي في حين العديد من المستشفيات أحجمت عن ذلك، كان قرارا جريئا جدا.
هو جريء لعدة أسباب:
كان هناك ضعفا كبيرا في الإمكانيات خصوصا وأن المرّض جديد ولا أحد يعلم مدى خطورته، ولا سيما عندما كنا نسمع ما يحدث في الصين…
والحقيقة أنه كان هناك تخوّف، لكن العاملين في المستشفى كان قرارهم بأن هذا واجب تجاه مجتمعهم وتجاه أهلهم وبغض النظر عن أية عوائق سنأخذ هذا الموضوع على عاتقنا.
وبالفعل فإن فترة تجهيز المستشفى التي تمّت بقدرات ذاتية لم تحتاج سوى لفترة أسابيع قليلة، في الوقت الذي تلاحظين فيه اليوم بعد 8 شهور ان هناك مستشفيات تقول لك لدينا القدرة وليس لدينا القدرة أو الوقت.
لذلك أهم شيء في الموضوع أن هذا المستشفى أخذ هذه المبادرة وطبّقها بحرفية، والحمد للّه أن الجميع يمدح ويعترف بما تقوم به هذه المستشفى.
وهنا إسمحي لي أن ألفت أني شاركت في إجتماع مع أكبر 5 مستشفيات جامعية في لبنان حيث لدينا مشروع للتعاون سويا ومساعدة المستشفيات الأخرى، وكانوا بدورهم يثنون على دور مستشفى الحريري وكيف أنه غيّر نظرة البلد ونظرة المستشفيات الأخرى للمستشفى الحكومي وقدرات المستشفى الحكومي والعاملين فيه.
{ ما هو واقع المستشفى اليوم؟
– لا بد للجميع أن يدرك الواقع الذي وصلنا إليه، ليس فقط مستشفى رفيق الحريري بل القطاع الإستشفائي ككل، فإن اتصلتِ بأي مستشفى في بيروت وطلبت إدخال أي مريض لن تتمكني من ذلك.
لذلك من المهم أن نبادر جميعا ونقوم بواجباتنا وأن نلتزم الإجراءات الوقائية سواء كمواطنين أو سواء كمجتمع مدني أو هيئات إقتصادية أو رجال أعمال أو مؤسسات حكومية أو سواء كمسؤولين في المجتمع لأننا حتى اللحظة نرى تصرفات غير مسؤولة…
{ برأيك، هل يجب التشدّد بتنفيذ العقوبات لمن لا يلتزم تنفيذ الإجراءات الوقائية؟
– ما تقوم به وزارة الداخلية على الأرض جيدا للغاية، لكننا في النهاية لا نستطيع أن نضع شرطيا لكل مواطن.
من هنا، على المواطن أن يأخذ صحته بعين الإعتبار وصحة عائلته عموما، فالعقوبات لا تستطيع أن تكون بديلا عن تحمّل المسؤولية.
{ ماذا عن اللقاح الذي يتم التداول بخصوصه؟
– لا شك أن اللقاح يمثل تطوّرا إيجابيا لكن في نفس الوقت هو ليس بالحل السحري، وهذا ما تقوله شركة PZIFER بنفسها.
هناك الكثير من الأمور التي لا زلنا لا نعرفها عن اللقاح، هل سيعطينا حماية لفترة طويلة؟
هل له عوارض سلبية؟
هناك الكثير من الأسئلة التي ستظهر لنا مع الوقت.
بالعادة اللقاحات تأخذ سنوات لتطويرها وهي لا تنتهي بشهر أو شهرين أو 4 أشهر.
نأمل أن يكون هذا اللقاح فعّالا، وهنا أؤكد لك أن أول من سيفرح هو مستشفى بيروت الحكومي.
أما على صعيد لبنان، فقد صرّح وزير الصحة حمد حسن أنه سيأتينا لقاحا يغطي 15% من الناس الذين يعملون في الواجهة، لكن سيبقى هناك 85% من الشعب اللبناني الذين عليهم أن ينتظروا فترة كي يصل إليهم اللقاح.
وفي أفضل الحالات، فإن اللقاح لن يصل إلى لبنان قبل 6 أشهر على الأقل أو 8 أشهر.
حتى في أميركا، كي يوزع اللقاح ويعطى للناس ويبدأ بإعطاء المفعول، إن وصل مع بداية العام، نحن نتحدث عن شهر 3 أو4 أي أن المشوار لا يزال في بدايته.
{ كلمة أخيرة؟
– إسمحي لي أن أتوجه بكلمة شكر لأهلنا في لبنان وخارج لبنان الذين وقفوا إلى جانب المستشفى ودعموها معنويا وماديا، وبدوري أعتبر أن جائزة إتحاد المستشفيات العربية للمستشفى هي كذلك لكل من وقف إلى جانبها ودعمها، لأننا بفضل هؤلاء تمكّنا من الإستمرار.
أما فيما يخص «الجائحة»، فأنا أتمنى على الجميع إعطاء الموضوع بالغ الجديّة، لأننا للأسف الشديد نشاهد يوميا أشخاصا يتوفون بينهم إخوة وأصدقاء وأهل لنا، بينهم أطباء، ممرضين وزملاء لنا..
للأسف هؤلاء الناس كان يجب أن يكونوا معنا، لذا إن لم نكن على قدر المسؤولية، المسؤولية الشخصية والمسؤولية المجتمعية، فإن هذا المرض ممكن أن يكلّفنا غاليا.
علينا التشدّد في لبس الكمامة، وتطبيق التباعد الإجتماعي وأن نحاول أن نعطي فرصة لهذين الأسبوعين من الإغلاق كي يحققا النجاح لنحدّ بالتالي من الإصابات والوفيات.
حوار سمار الترك المصدر(اللواء)
لمشاركة الرابط:
هوموقع اعلامي الكتروني هدفه الأول نقل صورة موضوعية وشفافة عن المجتمع العربي عموماً واللبناني وخصوصاً من خلال نشر مقابلات خاصة مع شخصيات رائدة في مجالها المهني بقصد ابرازها والتعرف عليها
كانت والدتي رحمها الله تقولُ لنا في سهراتنا الطويلة : ” إدفنوني بين أهلي لأنني آنَسُ بهم .. فَلَكَمْ أبصرتُ مقبرةَ قريتنا في شبعا بعدَ ذوبان ثلج حرمون تنقلبُ حديقةً غنّاءَ ، تَنْبُتُ في ثناياها أشجارُ الجوز والحور والبيلسان .. وزهر الياسمين . أوصتني أمي وأنا بعد صغيرة فقالت :” لا تدفنوني بعيداً عن أهلي