لم يوافق القيادي في تيار”المستقبل” النائب السابق احمد فتفت رؤية الرئيس المكلّف سعد الحريري، وقناعته بالتكليف، وقال فتفت لـ”نداء الوطن”: “تحدثت مع الرئيس الحريري في الموضوع، فهو مقتنع بأنّ خطوته محاولة أخيرة لإنقاذ البلد من الإنهيار، وبأنّ لا أحد يستطيع فعل شي لوقف هذا الإنهيار وعدم الاتّجاه نحو الأسوأ، ويأمل في أن يُضيف الجميع بعض الماء الى النبيذ ويقدّم تنازلات. لكنّني أُشكّك في حصول ذلك، استناداً الى تجاربنا السابقة وتحديداً مع “حزب الله” و”الوطني الحرّ”، واتمنّى أن أكون مُخطئاً، وأن يكون الحريري على صواب”.
وأضاف: “هناك مشكلة جوهرية لا نعالجها، وتتمثّل في استمرار تسلّط الاحتلال الايراني على لبنان بواسطة ميليشيات “حزب الله”. فطالما التسلّط قائم والسلاح غير الشرعي موجود فـ”فالج لا تعالج”، وكلّ المعالجات السياسية ستصطدم في النهاية بهذا الواقع السياسي. هناك سرطان في البلد، ولا يكفي معالجة العوارض بل يجب تشخيص الداء الأساسي ومعالجته، ورؤيتي مختلفة عن رؤية الرئيس الحريري، هناك مشكلة اسمها “حزب الله” وعبثاً المحاولة اذا لم تتمّ معالجتها”.
ورأى أنّ “حزب الله” لن يسمح بولادة الحكومة قبل اتّضاح نتائج الإنتخابات الأميركية، وإلّا، لماذا الحديث عن عشرة ايام؟”. وقال: “اذا كانت مناخات الإتفاق والايجابية حقيقية والنيات حسنة، فيجب ان تبصر الحكومة النور في خلال 24 او 48 ساعة، اما المماطلة فمعناها اننا ننتظر تغييراً ما، و”الحزب” ينتظر الاستحقاق الاميركي لمعرفة ماهية الاستراتيجية الايرانية الجديدة، لكن اعتقد ان نتائج الانتخابات لن تغير في شيء، اما “الحزب” فيترقّب ما سيكون عليه القرار الايراني في شأنها، فنحن مُحتلّون من ايران وميليشيات “حزب الله”. واعتبر ان رئيس “الوطني الحر” جبران باسيل “اضطرّ للتراجع خطوة الى الوراء بعدما حاول مراراً وضع نفسه في نفس موقع الرئيس الحريري، من دون أن يدرك انه كاد يتسبّب بمشكلة ميثاقية وطائفية عميقة. فهناك ميثاق وطني و3 رؤساء وهذا هو الواقع، لكنّ باسيل كان يتصرّف وكأنّه الرئيس الفعلي للبنان، واعتقد ان الضغط الشعبي الذي تعرّض له وتراجع شعبية “التيار” أساس موقفه المستجدّ، فأدرك أنّ عليه “التكويع” في مكان ما”.
واضاف: “صحيح ان تراجع باسيل يُعدّ تنازلاً، ولا يقدّم تنازلاً عن طيبة قلب، فلكلّ شخص تاريخ وحالة نفسية، وحالته لا تدلّ على انّه من الذين يتنازلون من اجل المصلحة الوطنية، فمصلحته الذاتية قبل كل شيء ثمّ مصلحته العائلية ثم الحزبية، واعتقد انه تنازل مُرغماً نتيجة الحالة الشعبية والأزمة الإقتصادية وبعدما لمس أنّ توجّهات “حزب الله” اليوم هي التهدئة وليس التصعيد، وبالتالي لا يريد باسيل ان يجد نفسه في المواجهة السياسية مُنفرداً”. وإذ شدّد فتفت على “ان لا احد يستطيع اسقاط تمثيل المكوّن المسيحي من الحكومة احتراماً للميثاقية”، توقّف عند تسمية الوزراء، وقال: “إما نحن في بلد ديموقراطي ونريد فعلاً الخروج من الازمة، واما عندها ليُسمِّ البطريرك والمفتي الاسماء، فاذا اراد كل حزب ان يسمي “شو منكون عملنا”؟ لقد عشنا التجربة 20 مرة، وكل فريق يريد ان يسمّي ولا نخرج بنتيجة. الحكومة يجب ان تتشكّل من اخصائيين مستقلّين واصحاب كفاءة، كما كان ينادي البطريرك في الامس، اما المكوّن المسيحي فلا يمثّله فلان وعلتان، بل يمثّله الوجود الفعلي في الدولة والذي كفله الدستور والمناصفة، والتسمية ليست من سيبدّل هذا الامر، والا لن نخرج من الازمة ابداً، فما الفارق عندها بين ما حصل مع حكومة الرئيس حسان دياب وحكومة الرئيس الحريري؟ بقينا “مكانك راوح”، فهل بهذا الامر نكون نؤلف حكومة انقاذ حقيقي؟ برأيي محاولة تكرار هذا الامر مجدداً انتحار للرئيس الحريري وللبلد”.
حكايةُ قبر أُمّي..
كانت والدتي رحمها الله تقولُ لنا في سهراتنا الطويلة : ” إدفنوني بين أهلي لأنني آنَسُ بهم .. فَلَكَمْ أبصرتُ مقبرةَ قريتنا في شبعا بعدَ ذوبان ثلج حرمون تنقلبُ حديقةً غنّاءَ ، تَنْبُتُ في ثناياها أشجارُ الجوز والحور والبيلسان .. وزهر الياسمين . أوصتني أمي وأنا بعد صغيرة فقالت :” لا تدفنوني بعيداً عن أهلي
Read More