مع بدء التحضير لانعقاد المؤتمر العام لتيار المستقبل، عُلم أن الرئيس سعد الحريري قرر أن يمد يده للمحاربين القدامى لتفعيل دور كتلته النيابية في الحياة السياسية بعد أن أدرك أن هناك ضرورة لردم الهوّة بين القيادة والقاعدة، الناجمة عن انقطاع التواصل بينهما بسبب عدم قدرة المكتب السياسي للتيار على ملء الفراغ الذي تسبب فيه تولي الحريري رئاسة الحكومة السابقة.
يقول عدد من الوزراء والنواب السابقين الذين يصنّفون في خانة المحاربين القدماء وكانوا في عداد الفريق السياسي للرئيس رفيق الحريري، في حوار مع «الشرق الأوسط» أجراه الصحافي محمد شقير، أن الحريري الابن «قد تغيّر، وهذا ما يدعو للتفاؤل بأنه سيمضي قدماً باتجاه التغيير داخل (المستقبل) على خلفية مراجعته النقدية للأسباب التي أسقطت التسوية السياسية والدور الذي لعبه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في إسقاطها على مرأى من عون الذي لم يحرّك ساكناً لردعه عن سلوكه الإلغائي».
ويؤكد هؤلاء أن انقطاع الحريري عن التواصل المباشر مع «المستقبل» كان وراء «الخلل السياسي والتنظيمي الذي أصابه، وأدى إلى غيابه عن المشهد السياسي العام»، ويقولون إنه اتخذ قراره بالتفرُّغ لتسوية أوضاعه «بما يسمح له بأن يطل على محازبيه وجمهوره بخطاب سياسي متماسك يفترض أن يخرجهم من حالة الإرباك التي أصابتهم وأدت إلى شلّ قدرتهم على مواكبته أثناء وجوده على رأس الحكومة».
ويعترف الوزراء والنواب السابقون بأن الحريري «استفاد من تجاربه السياسية السابقة، وبات على يقين بأن هناك ضرورة للتصالح مع جمهوره من جهة، وأيضاً لمد يده إلى المحاربين القدامى ومن بينهم عدد لا بأس به ممن اعترضوا على التسوية التي توصّل إليها مع عون».
ويكشف هؤلاء عن أن الحريري بادر أخيراً إلى تطعيم كتلته النيابية بعدد من النواب والوزراء السابقين بانضمام نائب رئيس المجلس النيابي السابق فريد مكاري، وأحمد فتفت، وريا الحسن، ومصطفى علوش، ونبيل دي فريج، وغازي يوسف، وعمار حوري، ومحمد قباني، وجمال الجراح، وأنطوان أندراوس، وباسم الشاب، إلى اجتماعات الكتلة، لما لديهم من خبرة تدفع باتجاه تفعيل دور الكتلة داخل البرلمان ولجانه النيابية، مع الإشارة إلى تواصله المستمر مع النائب السابق باسم السبع.
ويرى هؤلاء أن المحاربين القدامى هم بمثابة «مجلس شورى»، ويمكن أن ينضم إليهم لاحقاً بعض الرموز السياسية ممن كانوا في عداد الفريق السياسي الذي واكب الرئيس رفيق الحريري ويبدون ارتياحهم إلى قرار الحريري الابن بالتواصل اليومي مع اتحاد العائلات البيروتية ووجهاء العائلات في المناطق، ويؤكدون أن معظم هذه اللقاءات تُعقد بعيداً عن الأضواء.
يراهن الحريري اليوم على أن الورشة التنظيمية والسياسية التي يقوم بها حالياً تحضيراً للمؤتمر العام، ستؤدي إلى قلب الطاولة لإعادة إصلاح ذات البين داخل المستقبل واسترداد من غادروا مواقعهم في التيار الأزرق وقرروا الانكفاء لشعورهم بأن هناك ضرورة للقيام بانتفاضة تمكّنه من أن يستعيد حضوره الذي بدأ يتراجع وبلغ ذروته مع إنجاز الحريري للتسوية مع عون ومن خلاله باسيل.
لذلك؛ فإن الإعداد للمؤتمر العام سيشهد عودة الحشد الأكبر من «المشاغبين» على التسوية السياسية، وسيسجل إدخال تعديلات على الصيغة التنظيمية لجهة إلغاء المكتب السياسي واستحداث مناصب لنواب الرئيس يتولون الإشراف على المكاتب التنفيذية.
حكايةُ قبر أُمّي..
كانت والدتي رحمها الله تقولُ لنا في سهراتنا الطويلة : ” إدفنوني بين أهلي لأنني آنَسُ بهم .. فَلَكَمْ أبصرتُ مقبرةَ قريتنا في شبعا بعدَ ذوبان ثلج حرمون تنقلبُ حديقةً غنّاءَ ، تَنْبُتُ في ثناياها أشجارُ الجوز والحور والبيلسان .. وزهر الياسمين . أوصتني أمي وأنا بعد صغيرة فقالت :” لا تدفنوني بعيداً عن أهلي
Read More