لم تهدأ حتى الآن وتيرة الإنتقادات التي يتعرّض لها رئيس الحكومة حسان دياب، الذي وقع في سقطةٍ كبيرة بسبب استصغاره للطائفة الأرثوذكسية من حيث حصتهم في التعيينات، بقوله: “ليش وين بعد في أرثوذوكس في بيروت؟”.
في المضمون، فإن الكلام الذي قاله دياب لم يرق أبداً للبطريركيّة الأرثوذكسية، خصوصاً بالنسبة للبطريرك يوحنا اليازجي الذي اتصل بدياب فور انتشار مقولته، مشدداً على “أهمية احترام مواقع الطائفة الأرثوذكسية في التعيينات وتعويض الظلم الذي لحق بها خلال التعيينات السابقة”.
دياب ومن السراي الحكومي أراد لملمة “الفضيحة” التي طالته، فأسرع مخاطباً دوائر السراي الحكومي لإصدار بيان “الإنكار”، الذي أشار إلى أن “دياب يكنّ كل الاحترام إلى الطائفة الأرثوذكسية وإلى كل المكونات اللبنانية، وكل كلام منسوب خارج هذا الإطار هو في سياق محاولات التحريض التي يمارسها البعض لغايات وحسابات شخصية أو سياسية”.
وفي الحقيقة، فإنّ البيان الذي خرجَ من السراي الحكومي تنفيه كلّ الوقائع التي حصلت داخل قاعة الإجتماعات هناك، والتي جمعت دياب بنائب رئيس مجلس النواب النائب إيلي الفرزلي، بحضور نائبة رئيس مجلس الوزراء زينة عكر وأحد مستشاري رئيس الحكومة.
كان اللقاء عاصفاً جداً، وتخلله صراخٌ استدعى حضور الحرس الحكومي إلى باب قاعة الإجتماعات. ووفقاً لمصادر “لبنان24” في السراي الحكومي، فإنّ “الفرزلي ونظراً لغضبه الشديد من كلام الرئيس دياب بحق الأرثوذوكس، أوقع فنجان القهوة أرضاً حين تدخل مستشار رئيس الحكومة ممعناً في التعدي على الطائفة الأرثوذكسية ومواقعها، وقوبل الأخير من الفرزلي بعبارات شديدة القسوة على قاعدة “عم حكي الكنة لتسمع الجارة”.
المصادر تشير إلى أن “الفرزلي خرج من الإجتماع غاضباً، فيما عمد دياب إلى تطويق ذيول الحادثة بالبيان الذي صدر عنه، وبإيفاد مستشاره إلى المطران الياس عوده، للإعتذار منه”.
المصدر لبنان 24