على وقع التباينات التي ظهرت مؤخراً بين أركان الحكم وقوى الثامن من آذار، حول شكل الحكومة ولونها، وحصة كل فريق فيها. وبعد مطالبة الرئيس نبيه بري بحكومة طوارئ إنقاذية تشارك فيها معظم القوى السياسية، وتأييد حزب الله الضمني لهذا الإقتراح. وبعد الرد القاسي من الوزير المكلف إدارة شؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، على الثوابت التي عبر عنها الرئيس المكلف حسان دياب في رده على طرح بري، وتأكيده بأنه هو من يشكل الحكومة، وإنه متمسك بـ”لاءاته” الثلاث: لا إعتذار، لا تراجع عن حكومة الإختصاصيين، لا لحكومة تكنوسياسية. وما استتبع كل ذلك من خلاف دستوري في ما خصّ صلاحية كل من عون ودياب حول هذه المسألة… فما ما موقف تيار المستقبل من كل هذه التطورات؟
لفت القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش في حديث مع “الأنباء” الى وجود إنقلاب حقيقي ضد حسان دياب، لإجباره على أمرين: إما الرضوخ لشروط الفريق الذي كلفه تشكيل الحكومة أو الإعتذار عن الشكيل، وذلك بعد الإمعان بإحراقه بنفس الاسلوب الذي إستخدم في إحراق من سبقه الى هذه المهمة.
وقال علوش: “لقد توهموا أنهم من خلال حسان دياب الأستاذ المحاضر في الجامعة الأميركية، سيكون بمقدورهم الإنفتاح على العالم وطلب المساعدة لوقف الإنهيار المالي والإقتصادي. فإذ بهم أمام رجل لا يحمل أي مشروع إنقاذي، ولم يطرح طيلة الأسابيع الأربعة الماضية أية فكرة إيجابية تعيد الأمل الى اللبنانيين بقرب الفرج، وتخرج الناس من الشارع. ومن هنا تأتي فكرة العودة للمطالبة بحكومة سياسية برئاسة سعد الحريري”.
ويؤكد علوش ان “الحريري لن يقبل تشكيل أي حكومة إلا وفق الشروط التي أعلنها بعد تقديم إستقالة حكومته”، كاشفاً ان الأسباب التي دفعت الحريري الى الإعتذار عن قبوله تشكيل الحكومة قبل موعد الإستشارات التي حددها رئيس الجمهورية، مرده الى تلمسه وجود خطة من فريق الحكم لإضعافه، رداً على تمسكه بحكومة من دون الوزير جبران باسيل، هذا من جهة، ومن جهة ثانية تلقي الحريري إشارات من السعودية و من الإدارة الأميركية تعبر عن رفضهم المطلق التعاون مع حكومة يشارك فيها حزب الله”
وأضاف علوش: “الفريق الممانع عندما تأكد أن دياب لن يتمكن من تشكيل الحكومة، ذهب بإتجاه المطالبة بحكومة سياسية في عملية إنقلاب مكشوفة ضده بعد شهر على التكليف”.
وفي موضوع الكباش حول ما يسمى بحرب الصلاحيات وما وصف بالإنقلاب على الطائف، وإصرار فريق الحكم على استرجاع ما سلب من صلاحيات رئاسة الجمهورية على حد زعمهم، وصف علوش ما يجري بالمحاولة اليائسة. وقال: “هناك دستور، وفي حال قرروا الإنقلاب على الدستور عملياً فإن أبواب جهنم ستفتح عليهم، لأن البديل عن الطائف هو المثالثة. وٍالمثالثة تعني مؤتمر تأسيسي، وتعني الإنتحار بالنسبة للمسيحيين، فهل هم مستعدون للإنتحار وخسارة كل ما منحهم إياه الطائف”، مضيفا: “عجيب أمر هؤلا، يفضلون الإجتهاد على الإحتكام للدستور”.
المصدر:الانباء