اليكم رابط البث المباشر للمؤتمر الصحفي لكارلوس غصن

بعد اقل من سنتين على توقيفه في اليابان، وضع رئيس مجموعة نيسان اليابانية ورينو الفرنسية كارلوس غصن النقاط على حروف قضيته التي شغلت الرأي العام الياباني ومعه الفرنسي واللبناني طيلة فترة احتجازه وحتى هروبه من طوكيو منذ ايام على طريقة “جيمس بوند” هرباً من اللاعدالة والاضطهاد السياسي، وقرار الرحيل كان القرار الأصعب الذي اتخذته في حياتي”، كما قال.
عقد غصن مؤتمراً صحافياً في نادي الصحافي في حضور نقيبي الصحافية عوني الكعكي والمحررين جوزيف القصّيفي واكثر من 30 صحافياً من وسائل اعلام محلية واجنبية وبمشاركة زوجته كارول غصن.

فيما يلي البث المباشر للمؤتمر الصحفي الذي يعقده في هذه الأثناء كارلوس غصن في العاصمة اللبنانية بيروت

واعرب في البداية عن فخره بلبنانيتهِ، وامتنانه لوقوفِ “لبنان إلى جانبه”.
وقال اليوم يوم مهم لي، لانني كنت اتطلّع قدماً لهذا النهار منذ ان انتُزعت بقوة من عالمي. انتُزعت بقوة عن عائلتي وعملي. لم اعرف لحظة حرية منذ 19 تشرين الثاني 2018. من الصعب تخيّل كل هذه المرحلة، واشعر بفرح التواجد مع افراد اسرتي واحبّائي. انه اليوم الأول الذي استطيع فيه ان اعبّر عن رأيي بحرية فعندما كنتُ مسجونًا كان من السهل قول اي شيء عن لساني اما اليوم فسأكشف الحقيقة كاملة”.
اضاف “هذا اليوم يُذكّرني عندما تواجدت امام القضاة والمحاكمة في طوكيو وكنت واقفاً ومكبّلاً وحول خصري حزام كان يُستخدم من قبل رجال الشرطة لكي يتم اقتيادي من زنزانتي. وكنت امضي عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة وحدي في الزنزانة. واخضع لاستجوابات لمدة 8 ساعات متتالية من دون اي حضور لمحامي وكان ذلك يُشكّل انتهاكاً لحريتي الشخصية. وقال لي المدّعي العام الياباني ان اعترافاتي كلها مسجّلة”.
وتابع كنت غير قادر على اتّخاذ القرار، غير قادر على النوم، هل يجب علي ان افعل ما يقولونه لي ام ادافع عن نفسي؟ لكن لم يتغيّر اي شيء طوال اشهر وايام. شعور القدرة على تغيير الواقع كان فظيعاً جداً. كنت اكافح من اجل حريتي. كنت في حبس انفرادي مضاد لكل العدالة المُصانة في شرعة حقوق الانسان.
اليوم يمكنني ان اقدّم الوقائع والمعلومات تُمكّنكم من اكتشاف الحقيقة، والحقيقة التي لم تتأثر بفضل هذه القصة المُفبركة في اليابان. انا هنا لاتحدّث عن نظام ينتهك الحقوق وكي اُبيّض سُمعتي وكي اتحدّث عن شيء وصف عن امور شبيهة بالهرطقة في النظام الياباني”.
واردف غصن “افكّر بهذه اللحظة باصدقائي وبالاف الاشخاص الذين ارسلوا الي رسائل دعم. افكّر بالسلطات اللبنانية والمواطنين اللبنانيين الذين اثبتوا ان الشعب اللبناني يتحلّى بحسّ عدالة. افكّر بمحاميي في كل انحاء العالم الذين كرّسوا قوتهم في وجه هذا النظام غير العادل الذي اصرّ على كسر عزيمتي وان ينتزع منّي اعترافات غير صائبة”، مؤكداً “ان النظام اليابني لا يهتم بالحريات المدنية والعدالة”.
وقال “اعتُبرت مذنباً في عيون العالم على رغم ان هذه المعلومات لم تكن دقيقة واكتشفت ان توقيفي هو نتيجة خطة وضعها المديرون في شركة “نيسان”. انا لست فوق القانون واتطلّع قدماً لبروز الحقيقة وانا هربت من الاضطهاد واللاعدالة في اليابان ومن الاضطهاد السياسي، وقرار الرحيل كان القرار الأصعب الذي اتخذته في حياتي. لست هنا لأصوّر نفسي كضحية بل لأتحدث عن نظام ينتهك ابسط حقوق الانسان وعن امور شبيهة بالهرطقة بالنظام القضائي الياباني”.
وشدد على “انني اتّخت قرار الهروب الصعب لاحمي نفسي وعائلتي، وهذا خطر لا يُمكن لاحد ان يواجهه الا اذا كان مقتنعاً بعدم النفاذ الى محاكمة عادلة”، لافتاً الى “ان المدّعين العامين في اليابان تُحرّكهم نزعة كسر سمعتي وهم الاشخاص المسؤولون عن سوء هذا النظام في بلد معاصر وحديث، لانهم يتلاعبون بالحقيقة”.
وفي معرض تأكيد براءته سأل غصن “لماذا حاولوا ان يمنعوني من التواصل مع زوجتي وكانوا يراقبون تحرّكاتي؟ لماذا حصل كل ذلك؟ وهل هذه الحملة مُنظّمة ومؤامرة”؟ مؤكداً “انا بريء من كل التهم”.
واشار الى “ان هناك سببين لما حصل الاوّل ان الوضع في “نيسان” في بداية 2017 كان ينحدر، عندها قررت الانتقال من الشركة اليابانية الى “ميتسوبيشي” لانها كانت بحاجة الي. ووعدتهم ان عائدات هذه الشركة ستعود لترتفع بعد ان كنت قد تركت 20 مليار دولار لنيسان التي رأستها منذ عام 1999.
وتطرّق الى التحالف بين نيسان-رينو-ميسوبيشي، فاوضح ان “هناك قانوناً في فرنسا يُعطي قدرة اصحاب الاسهم والشركاء منذ اكثر من عامين على التصويت المزدوج، لكننا كنّا ضد هذا القرار، لهذا السبب كانت كل هذه التناقضات التي ازعجت اصدقاءنا في الحكومة اليابانية، لذلك اعتبروا ان من غير القانوني ان لا يكون لنيسان الحق في التصويت ورينو اي الفرنسيين الحق بالتصويت المزدوج. من هنا بدأت الضغينة اليابانية ضدّي”.
واعتبر غصن، “انه ضحية النظام القضائي الياباني الوحشي والفاسد”، كاشفًا، “ان المدعي العام الياباني تواطأ مع اشخاصٍ يريدون الإنتقام منّي، والتهم ضدي لا أساس لها من الصحة”. مضيفًا “تمّ تجريدي من حقوقي خلال توقيفي في اليابان، وكنتُ في سجنٍ انفرادي يتعارض مع القوانين الدولية والعدالة المُصانة في شرعة حقوق الإنسان”.
وشدد على “ان عملية توقيفي كانت مُنظّمة وقيل للعالم انه تم توقيفي في الطائرة، لكن توقيفي حصل في المطار، وبعد ذلك لم يعد يُسمح لي باستخدام هاتفي، وبالتالي تم اقتيادي إلى مركز الاحتجاز في حبس انفرادي صغير”، مؤكداً “ان التواطؤ بين نيسان والمدّعين العام موجود في كل مكان”.
ولفت الى “انه تم توقيفي بسبب تعويض لم يُسدّد لي بعد، وفي دول متعددة ما من سبب لتوقيف شخص على اساس هذه الشُبهة غير الموجودة”.
واضاف “لقد امضيت 9 اشهر بعيداً من زوجتي. كارول امرأة شجاعة وغادرت اليابان لانها كانت تشعر بالخوف. لكنها عادت بعد ايام وتم استجوابها، وبعد ذلك تمكنّت من مغادرة اليابان”.
واوضح “ان المحاكمة السريعة هي من ابرز بنود حقوق الانسان، وانا مُنعت من محاكمة عادلة وسريعة”.
وتابع “كنت رهينة في بلد خدمته لسبعة عشر عاماً. وكانت نيسان تعاني من مشاكل وكنت مثالاً يُحتذى به في اليابان، لكن بين ليلة وضحاها اعتبروني شخصاً ديكتاتورياً وجشعاً”.
اضاف “لن اقول اي شيء سيُصعّب على السلطات اللبنانية مهمتها ومن شأنه ان يؤذي الحكومة اللبنانية وشعبها”.
على صعيد آخر، لفت غصن إلى “ان شركة نيسان خسرت 40 مليون دولار يومياً منذ توقيفه عام 2018″، وقال “في العام 2017 تحالف رينو- نيسان كان الرقم واحد في العالم بوجود 3 شركات لديها استراتيجية واضحة وجريئة للمستقبل، لكن اليوم الايرادات انخفضت وفقد التحالف الفرصة الذهبية بعقد اتفاق مع فيات وكرايسلر”.
وكان بدأ المؤتمر الصحافي بمداخلة لنقيب الصحافة عوني الكعكي استعرض فيها مشوار غصن في شركة نيسان وكيفية انقاذها من الافلاس، مبدياً افتخاره بانه لبناني”.

لمشاركة الرابط: