جامعة بيروت العربية تطلق الدفعة السادسة من طلاب كليات فرع طرابلس في حفل مميز وتمنح الدكتوراه الفخرية للوزيرة الحسن

خاص – nextlb
أطلقت جامعة بيروت العربية الدفعة السادسة من طلاب كليات فرع طرابلس الذين بلغ عددهم 328 خريجاً يتوزعون على كلية إدارة الأعمال، كلية العمارة – التصميم والبيئة العمرانية، كلية الهندسة، كلية العلوم وكلية العلوم الصحية.
حضر الإحتفال رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عمرو جلال العدوي والأمين العام الدكتور عمر حوري وأسرة الجامعة وحشد كبير من فعاليات الشمال السياسية والإقتصادية والبلدية والروحية والإجتماعية ، إلى جانب خطيبة الحفل وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحفار الحسن التي منحت الدكتوراه الفخرية في إدارة الأعمال تقديراً لجهودها وإنجازاتها المتميزة في المحافل المالية والإنمائية والإدارية والوطنية لتندرج ضمن إطار منح الجامعة للدكتوراه الفخرية لوجوه لبنانية وعربية وعالمية أثرت في مجتمعاتها.
فقرات الحفل
بدأ الإحتفال بدخول موكب المتخرجين ثم موكب رئيس الجامعة والعمداء والأساتذة ومدراء الكليات، ثم النشيد الوطني اللبناني فنشيد الجامعة وتلاوة من القرآن الكريم من المقرئ الشيخ محمد حبلص.
بعدها قدمت الإحتفال نالا مكوك فتوجهت الى المتخرجين بالقول ” أنتم مستنيرون تتطلّعون الى النجوم بعزم وثبات، في عالم يواجه تحديات الثورة التكنولوجية، وتعاظم التقدم العلمي والمعرفي، آخذين الزاد من هذا الصرح الأكاديمي الذي ينتقل من نجاح الى نجاح، ومن تألّق الى آخر، من جامعة تنشر العلم والمعرفة، وتتحصّن بالريادة تطلعاً للعالمية “.


كلمة الخريجين
ثم كانت كلمة كلمة للمتخرجين ألقاها كل من الطالبين غادة معصراني ومحمد الحلبي من كلية العمارة – التصميم والبيئة العمرانية قالا فيها إن ذكريات حميمة وحنيناً عذباً ينتابنا الى تلك السويعات الغالية التي قضيناها في أحضان هذا الصرح العلمي المهيب. وأول الغيث في أفكارنا كيف كنا ننهل المعرفة ونرشف الحضارة من معينها الأصلي على يدي آباء لنا أخذوا بأيدينا الى مدارج العلم والمعرفة وبين أخوة وأخوات من مختلف المسالك نتعاطى العلم وندمن المحبة ونؤلف فيما بيننا عائلة واحدة تتشارك الآلام والآمال، فلا تهدأ لها وتيرة ولا تكف عن الغوص في أعماق الأعماق.
العدوي
وفي كلمته أشار رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عمرو جلال العدوي إلى أن “جامعة بيروت العربيّة بعد أن حققت أهداف استراتيجيةBAU 2020 بدأت بالعمل المتقن والمتخصص لوضع استراتيجية طموحة جديدة لبناء القادة المستقبليين من طلاب لبنان والعالم العربي الذين سيشاركون في صناعة القرار وإحداث التغيير وتحقيق النهضة ؛ لأنّ المستقبل الآتي ينتظر من المؤسسات التعليمية إعداد القادة، وصناعة القادة، ورعاية القادة، ولم يعد دور الجامعات اليوم أن تمنح شهادات فحسب، بل أن تعدَ طالباً يمتلك المعارف والمهارات والأدوات التي تجعله قادراً على المشاركة في برمجة صورة العالم الحديث بأدوات العالم الحديث وبالمسؤولية الإنسانية الواعية”.

الوزيرة الحسن
وبعد مراسم تسليمها الدكتوراه الفخرية ألقت وزيرة الداخلية ريا الحسن كلمة قالت فيها : ” يسعدني ويشرفني أن أقفَ أمامكم اليوم، لمناسبة الإحتفال بتخرّج كوكبةٍ جديدةٍ من الطلاّب، وأشعر بالفخر لحصولي على درجة الدكتوراه الفخرية في إدارة الأعمال، من هذه الجامعة العريقة والعظيمة، فكلّ الشكر منّي لمجلس الأمناء ولإدارة الجامعة، لهذا التكريم الذي يعني لي الكثير، ويتركُ في نفسي أثراً عميقاً.
إن هذه الجامعة التي تبلغ الستّين من عمرها السنة المقبلة، وهي تسمّى “جامعة العرب”،ليست فقط أحد الصروح التعليمية التي يزخر بها لبنان،والتي تساهم في إشعاع بلدنا في هذه المنطقة وفي العالم ككلّ، بل هي أيضاً تاريخٌ حافل بالمحطات النضالية الوطنية والعربية المشرقة، التي ساهمت في تكوين الوعي العربي والهوية العربية.
ويكفي جامعة بيروت العربية فخراً أن ما كان سابقاُ يُعرَفُ بـ”سجن الرمل” في بيروت،أصبح اليوم إحدى كليات الجامعة.
وكم أتمنى ، أنا وزيرة الداخلية، أن نفتحَ مدارسَ وجامعاتٍ لنقفلَ سجوناً. نعم، بالعلمِ نكافح الجريمة والإرهاب والتطرف والحرب، وهذا ما آمن به الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فأنشأ جيشاً من المتعلمين.
وبالتنمية المتوازنة التي رفعها الرئيس الشهيد شعاراً، وعمل على تحقيقها، نسحب البساط من تحت أقدام الإرهاب الذي يتغذى من الفقر والحرمان.
وأضافت : “إحتفالنا اليوم في طرابلس تحديداً، التي اصطبغ عيدها بالدم قبل أسابيع، يحمل دلالاتِ كثيرة، وأهمها أن هذه المدينة الحبيبة، تخرّج شباباً سلاحُهم العلم والثقافة لا العنف والتطرف ، وإن لبنانَ لا يكون كما نعرفه من دون جامعاته ، فهذه الجامعات المرموقة، التي تتميز بمستوىً علميّ يضاهي أهمّ الجامعات في العالم، ومنها جامعة بيروت العربية، لا تساهم فقط في إعداد أصحاب الكفاءة، لكي يبدعوا ويتميزوا في بلدهم أو أينما حلّوا في العالم،بل إن لها دوراً أساسياً في تشكيل منظومة القيم في مجتمعنا اللبناني “.
وقالت :” كما إنني أؤمن بأن مستقبل لبنان، رهنُ استمرار هذه المؤسسات التعليمية وتَطَورها لكي تبقى متميزة، وتُواصِلَ تأدية دورها في دعم العلم، وفي تعزيز الاعتدال والحداثة والانفتاح والتحاور، ولكي تكون نموذجاً حيّاً لحرية التعبير، ولذلك، ومن موقعي الوزاري الذي أشارك من خلاله في رسم السياسات واتخاذ القرارات،لديّ واجبُ ومسؤولية السعي لتأمين أفضل الظروف المساعِدة لهذه المؤسسات التعليمية، فأنا أؤمن شخصيًا بكلّ هذه القيم والأخلاقيات، وأحرص على أن أطبقها في كل منصب أتولاه، وفي كلّ القرارات التي أتخدها والأعمال التي أقوم بها، وكم نحن بحاجة اليوم إلى أن نترجم جميعاً هذه القيم إلى أفعال، كلٌّ على مستواه، وفي المسؤوليات التي يتولاها، وهذا ما أدعوكم إليه اليوم، أن تتشبثوا بهذه القيم وأنتم تنطلقون نحو حياة جديدة “.
وتابعت قائلة :” أودّ أن أتوجّه إليكم ببعض النصائح، بعض منها سمعتها في حفلة تخرّجي، والبعض الآخر كنت أتمنى أن أسمعه في حينه :
أوّلاً: لا تتوقّفوا عن العِلم فإن الشهادة التي تتسلمون اليوم ليست سوى محطة في رحلة علم الإنسان ، تجدون العلم في القراءة وفي مشاركة الآخرين وفي العمل كما تجدونه في متابعة دراستكم العليا ، لا تخافوا التجربة، ففيها دروس ثمينة، إن كانت ناجحة ام فاشلة ، أبقوا متيقّظين للتغيرات التي تحصل في عالمنا، والتي تتسارع وتيرتها أكثر فأكثر ولا تخافوا العمل في ميادين مختلفة عن نطاق الشهادة التي أخذتم اليوم ، فمؤسس موقع “فيسبوك” درس علم النفس ومؤسس” أوبر” درس الهندسة ومؤسس “علي بابا “درس اللغة الإنكليزية ومؤسس” يوتيوب” درس التاريخ ومؤسس “نيتفليكس” درس الرّياضيّات إن أفضل السّير الذاتيّة تُبنى من أشخاص إكتسبوا ثروة من الخبرات.
ثانياً: تذكّروا دائماً أن افضل مستشار لكم هو قلبكم، فلا تتردّدوا بملاحقة أحلامكم ولا تتردّدوا في تحكيم إلهامكم، معَ عقلكم، في القرارات التي تتخذونها لا يوجد قوّة أكبر في عالم الأعمال من قوّة الشّغف ،لا تخافوا الفشل، فالفشل والمصاعب جزءٌ لا يتجزّأ من العلم لكن تقبّلوا الخيبات، عندما تفشلون، وتعلّموا من إخفاقاتكم . وتذكّروا دائماً أن لا مكان لليأس والإستسلام عندما تقع الصعاب، وتذكّروا أنّكم آتون من جامعة تعرضت لتدمير خلال الحرب، فما كان من إدارة الجامعة إلّا أن جنّدت طاقاتها وأعادت بناء المبنى المهدم ليستمرّ التعليم فيه على سابق عهده.
وختمت بالقول ” أما نصيحتي الأخيرة فهي للخريجات بينكم، إن وجودكنّ هنا يعكس رغبتكن بدخول حياة الأعمال ومتابعة سيرة مهنية على قدر طموحاتكن.
قد يقول لكُنّ البعض، أو قد تقلن لأنفسكن، إنّ من المستحيل التوفيق بين حياة مهنيّة وحياة عائليّة، وإنّ عليكنّ الإختيار بين واحدة وأُخرى، وإن الحياة الأولى لا تترك وقتاً للحياة الثانية.
أقول لكُنّ: إنّ من هي واقفة أمامكنّ اليوم والى جانبها زوجها الطبيب وبناتها الثلاث، هي خير دليل على أنه يُمكن الجمع بين سيرةٍ مهنيةٍ ناجحة وإنشاء عائلة مترابطة.
إسمحوا لي هنا أن أتوجه بالشكر والإمتنان والمحبة الى عائلتي الصغيرة: أمي وأبي وزوجي وبناتي، الذين ما انفكوا يوما عن مساندتي والوقوف الى جانبي في كل المصاعب والتحديات التي واجهتها في حياتي … “الله يخليلي اياكم وتبقوا فوق راسي”.
وفي الختام تم توزيع الشهادات على المتخرجين.

[email protected]

لمشاركة الرابط: