اختار الاتحاد لحماية الاحداث في لبنان الاعلامي جو معلوف سفيرا له في حفل عشائه السنوي الذي أقامه مساء أمس، برعاية وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن وحضورها في واجهة بيروت البحرية.
وحضر العقيد الركن ربيع طربيه ممثلا وزير الدفاع الياس بو صعب، النائبان رولى الطبش وأغوب ترزيان، الوزير السابق زياد بارود، قائد الجيش العماد جوزاف عون، العقيد جوزيف مسلم ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، العقيد نجم الاحمدية ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، العقيد أيمن سنو ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” السيدة لور سليمان صعب، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو أبو كسم، المدير العام للمؤسسة اللبنانية للارسال بيار الضاهر، وقضاة وعدد من الشخصيات السياسية والحقوقية والاعلامية والاجتماعية.
نجد
بعد النشيد الوطني، وكلمة ترحيبية لعريفة الحفل القى أمين سر الاتحاد لحماية الاحداث في لبنان الاستاذ نزار نجد كلمة رحب فيها بالوزيرة الحسن والحضور وقال”: في شباط 1936 في عهد الانتداب الفرنسي تقدم كل من الرئيسين الراحلين الفرد نقاش وسامي الصلح والبروفيسور فيليب بيانكي والاب اندريه لو جينيسال بطلب علم وخبر للسلطات اللبنانية للحصول على الترخيص اللازم لجمعية تطوعية تعنى بشؤون الاحداث. هذه الجمعية التي شكلت أول ظاهرة في هذه البقعة من الشرق في أرض الحريات والنور والدعم، وفي شباط 1936 كان علم وخبر يحمل الرقم 35 ليعلن ولادة الاتحاد لحماية الاحداث في لبنان”.
وفي تشرين الاول عام 1939 قررت الدولة اللبنانية إعطاء الاتحاد صفة المنفعة العامة، وعلى مدى سنوات عملت الجمعية على تقديم الخدمات الاجتماعية أمام القضاء ومحاكم الاحداث بالاضافة لمسؤولية الاصلاحيات اللي كانوا يسموها دار الملاحظة في ذلك الوقت.
واستمر الاتحاد منذ 83 سنة حتى اليوم، 83 سنة توالى فيها على رئاسته كبار الشخصيات منهم الرئيس الراحل ألفرد نقاش والشخصيات التالية جواد عسيران، عبد الباسط غندور، غسان رباح، جورج جريج، أنطوان خير، برنار جرباقه، مارسيل عون، شربل أبي نادر، محمد عيتاني، واليوم أميرة سكر. تطوعوا جميعا فقدموا وضحوا حتى استمرينا”.
وتابع: “نجد في مكان آخر، شاب من شباب لبنان انتفض وعلا صوته دخل الى بيوتنا، ظهر على الشاشات، سمعناه عبر الاذاعات، سمعناه جميعا يعلو صوته بوجه الظلم بوجه الوجع وعلى حقوق الناس الفقراء والاولاد المظلومين. جريء لا يعرف الخوف، يخاطر بنفسه، وينتفض من أجل أي طفل ويذهب في أي قضية حتى النهاية. جو معلوف التقينا معك على هدف واحد شاهدناك، تابعناك، وتعاوننا معا ولمسنا إندفاعك وحرقتك عندما ترى طفل يظلم.
نريدك أن تكون معنا، إعلاميا نابضا، صارخا لأجل إحقاق الحق. من هم مثلك يحق لهم أن يتكلموا بإسمنا، جو معلوف اسمح لنا أن نسميك سفيرا لكل من هو بحاجة لحماية القانون، لأنك بالتأكيد تنصر المظلوم. جو معلوف منذ الليلة أنت سفير إتحاد حماية الاحداث في لبنان”.
سكر
ثم كانت كلمة رئيسة الاتحاد السيدة أميرة سكر حيت فيها “كل شخص يناصر الطفولة والأحداث، وكل شخص يؤمن بأن التغيير في هذا البلد يبدأ بالطفولة ومن خلال فهمنا لقضية الطفولة، لأنه أذا كانت البيئة الحاضنة للطفل فاسدة ومنحرفة وممنهجة على العنف ومبنية على الاهمال او الخوف والتعتيم او بتشجع نشر الفضايح وبالشماتة بالضحية وتقدم تبريرات للمجرم. الا اذا كانت البيئة حاضنة وصديقة للطفل، تتقبله وتشجعه وتتفهمه وتصوب عمله وتوجهه دائما ليؤمن بقدراته ويتقبل الصعوبات والفروقات الفردية بإيجابية، وليس بانهزامية، ويعرف ان الخطأ لن يكون آخر الحياة والنجاح امامه ممكن”.
وقالت: “العائلة التي يعيش فيها الطفل، الام والاب والاخوة او الاساتذة والمعلمات او الجيران هي المسؤولة عن الصحة النفسية لهذا الطفل. كيف يرى نفسه وكيف يفهم العالم حوله، وكيف يتصرف مع الغير، وهنا تكمن أهمية العائلة أو الأسرة. هناك مثل قديم يقول:
“البي جنى والام بناء” وان الام بالبيت هي وزارة الداخلية. اليوم في لبنان استطعنا بحكمة اب وقرار قائد ان نحصل كلبنانيين ولبنانيات على منصب وزيرة الداخلية الام اولا ثم الام ثم الام ومعاليك أحلى أم. رسالتك الإنسانية معالي الوزيرة تنعكس على داخلية لبنان وعلى كل شخص فيه. فباسم كل الأحداث في لبنان وكل من يناصرهم اشكرك لانك راعية لحفلنا ولثقافة حماية الاحداث. ولان الاعلام هو اليوم صوت ورسالة وسيف قاطع. ولأن الاعلام يستطيع أن يضيء على الصح، ويناصر قضايا الأحداث منحرفين كانوا او ضحايا كلنا ثقة انه سيوصل صوت الأحداث ويناصر قضاياهم مع احترام خصوصيتهم وحقوقهم”.
وختم: “من هنا اخترناك جو معلوف لتناصر قضية انت عشتها وتعرفها جيد ولأن صوتك هوا الحرية اخترناك لتكون أول سفير للاتحاد لحماية الأحداث في لبنان. ويهمنا التأكيد على ان قطاع الطفولة في لبنان من تعليم ومناهج وصحة نفسية وحماية قضائية أو اجتماعية بحاجة لجهد واهتمام وموازنة لنحصل على تغييرالى الافضل”.
معلوف
ثم كانت كلمة جو معلوف التي استهلها بالحديث عن معاناته في طفولته، لافتا الى أن “أصعب طفولة هي الطفولة الظالمة، حيث الاطفال لا يعيشون طفولتهم، وأصعب ظلم حين يتعرض القاصر الى اعتداء أو تحرش أو اغتصاب أو أن يعيش بلا علم. حق لكل طفل لبناني أن نحميه جميعا، أحيانا نحميه من اهله ومن مجتمعه واحيانا من الوحوش بشكل بشر ومن انفسنا في بعض الاحيان. هذا الضعف عندي عن حقوق القاصرين ناتج عن تجربة شخصية، التي لن امحوها في يوم، ولن اخجل بها ابدا، لأنه بكل بساطة علمتني أن اصل الى ما أنا عليه”.
وتابع: “ان حماية الاحداث تبدأ من المنزل ومع العائلة، فكل من كتب له أن يعيش في عائلة تحضنه وتحصنه وتحميه من المجتمع الظالم هو محظوظ، كل من كتب له أن يكون عنده أم وأب وأخت وأخ يقولون له أين الصح وأين الخطأ محظوظ. فنحن اليوم موجودون هنا من اجل الذين لم يكتب لهم العيش في كنف عائلة تحميهم، نحن اليوم هنا من اجل الذين ظلموا في بيوت أهاليهم، من اجل الذين رمي بهم على الطرقات في مجتمع مليء بالوحوش، مجتمع فيه الكثير من الظلم، مجتمع في حياة الكثير من القاصرين فيه العدالة مفقودة. عندما تجلس مع طفل أو طفلة ويخبرونك كيف تعرضوا للتحرش أو الاعتداء أو الاغتصاب وترى في عيونهم الانكسار أو الضعف وتشعر بخسارتهم لبراءة الطفولة وأنت لا تستطيع أن تعيدها اليهم، لقد خسروا طفولتهم رغما عنهم وانت لا تستطيع الدفاع عنهم أو أن تساعدهم بشيء”.
وقال: “كل واحد منا هنا ومن موقعه عندما تقع المشكلة نركض من اجل المساعدة والترميم. الاسبوع الماضي في برنامجي كانت قصة مؤثرة جدا: احد جيران الضحية راح يتودد لهذه العائلة كثيرا حتى اكتشفوا جريمته اللاأخلاقية، وهو اليوم في السجن ولكن ابنة السبع سنوات التي تم الاعتداء عليها من يعيد اليها طفولتها؟ وكيف تعيش اليوم؟ كيف يمكننا أن نرجع لها طفولتها؟ ومن هو المسؤول عنها معنويا وجسديا اذا كان الاهل في حال ضعف؟ وأين هي الاصلاحيات التي تحضر وتعالج القاصر ليعود ويندمج في المجتمع؟ مندوبات الاحداث الموجودات معنا اليوم، يركضن ليلا ونهارا الى المخافر مع كل القصار المعرضين للاعتداء، يرون كل يوم ما لا نراه في الافلام”.
أضاف: “قضاة الاحداث الذين أوجه لهم الف تحية على دعمهم لقضية الاحداث في لبنان، واحيانا هؤلاء القضاة لا يجدون جمعية تستقبل القاصر المتعرض لاغتصاب أو تحرش او غير ذلك، فماذا يستطيعون أن يفعلوا؟ هل يأخذون القاصر معهم الى بيوتهم؟ لهذا المستوى نحن مقصرون جدا في لبنان بحق اولادنا جميعا، لأنه يمكن في أي بيت من بيوتنا احد أولادنا يتعرض لذلك، فلبنان الذي يأتيه التمويل لتعليم اكثر من نصف مليون سوري، وهذا حقهم في التعليم. وهنا الا نستطيع تأمين التمويل لبناء اصلاحيات لنأوي ونحمي كل طفل وكل قاصر تتدمر حياته؟ إننا قادرون على ذلك اذا اردنا. الا نستطيع ان نتحد جميعا وزارات ونواب وجمعيات واعلام ومجتمع مدني لكي نؤسس مجتمعا سليما؟ بالطبع نستطيع اذا اردنا. في هذه الليلة اتمنى الشراكة مع الاتحاد لحماية الاحداث ومع القضاء ومع الوزارات المعنية”.
الحسن
ثم كانت كلمة راعية الاحتفال الوزيرة الحسن فقالت: بداية، أتوجه بالتهنئة الى الإعلامي السيد جو معلوف على تعيينه سفيرا لجمعية “الاتحاد لحماية الاحداث في لبنان”، هذه الجمعية العريقة التي تأسست في العام 1936، والتي لا تزال الى اليوم تؤدي مهمتها رغم صعوبة العمل التطوعي والتحديات التي يواجهها”.
أضافت: “أن يكون المرء سفيرا لجمعية بأهمية الاتحاد لحماية الاحداث، ليس حدثا بسيطا، بل هو مسؤولية تحتم عليه مهمة نشر التوعية والإضاءة على القضية التي يمثلها.
من هنا، جاء تعيين السيد معلوف المعروف بمثابرته على فتح ملفات تتناول المشاكل المرتبطة بالاحداث والقاصرين وما يتعرضون له من مخاطر. ونتمنى لهذا التعيين ان يأتي بالنتائج المرجوة، كما نتمنى للسيد جو معلوف كل التوفيق. إن حماية الاحداث قضية تعنينا جميعا. فالأحداث أولادنا أغلى ما عندنا. إن ما لا يقل عن 60 في المئة من اللبنانيين هم تحت سن السادسة والعشرين، ما يعني ان جيلا شبابيا جديدا يتكاثر وتكبر معه التحديات. هذا الجيل هو مستقبل لبنان، وواجبنا تجاه أبناء هذا الجيل، أن نعبد لهم الطريق نحو مستقبل افضل”.
وتابعت: “مسؤوليتنا أن نحميهم من مختلف ما يتعرضون له من عنف واستغلال ومخاطر، وأن نحول دون حجب الدراسة عنهم لكي يحصلوا على حقهم في تحصيل العلم، لكي لا يشعروا أنهم سجناء وراء قضبان مجتمع يحرمهم الحقوق التي يجب أن يتمتع بها من في عمرهم. اما في ما يتعلق بالاحداث في السجون الحقيقية، فإن وزارة الداخلية تولي مسألة رعايتهم اهتماما من ضمن اطار معالجة ملف السجون. وهذا الموضوع يحتاج إلى خطة وطنية شاملة، تتضافر فيها جميع الوزارات والإدارات ومنظمات المجتمع المدني، وبدعم من الهيئات الدولية المختصة”.
وقالت: “لقد أقر مجلس الوزراء بتاريخ 15/2/2018 مشروع إتفاق تمويل يهدف إلى تطوير نظام العدالة الجنائية والعدالة ذات الصلة بالأحداث في لبنان، وذلك في إطار برنامج دعم الإتحاد الأوروبي للبنان. هذ المشروع الذي تم إطلاقه في 23 آذار من العام 2018 ويتم تنفيذه من قبل اليونيسيف ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات، يقضي بتجديد أحد المباني التابعة للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في الوروار، وتوفير ما يلزم له، لإيواء الأحداث وفقا للمعايير الدولية، بعد إضافة مبنى آخر عليه، وتجهيزه تقنيا ليكون إصلاحية تمهيدا لنقل السجناء الأحداث إليه من سجن رومية المركزي. ومن المتوقع أن ينتهي العمل بهذا المشروع في العام 2021 وهو يستوعب 140 حدثا. إن هذا المشروع سيشكل نقلة نوعية على صعيد توفير البيئة الصحية والحضارية لرعاية الأحداث وفقا لشروط المعايير الدولية للإصلاحيات، من حيث المساحة المخصصة له، ولجهة تمكين الأحداث من ممارسة هواياتهم وتنمية قدراتهم العلمية والمهنية، وإعادة تأهيلهم ليستعيد كل منهم دوره في المجتمع ويندمج فيه من جديد. هذا المشروع يعكس حرصنا على توفير سجون تحترم حقوق الإنسان، فكيف بالأحرى إذا كان هذا الإنسان لا يزال طفلا أو حدثا”.
وتابعت: “إن دور المجتمع المدني رائد في هذا المجال، وجمعية الإتحاد لحماية الأحداث في لبنان تقوم بكل الأعمال المنوطة بها في كافة المحافظات، بموجب قانون حماية الأحداث، وتمارس دورها الإجتماعي بدعم من وزارة العدل، وبدعم كريم من المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونيسف. وانني، من على هذا المنبر، أتعهد ان تقوم وزارة الداخلية بدعم جمعيات المجتمع المدني – والأولى بهذا الدعم تلك التي تعنى بكرامة وصحة وسلامة جميع المواطنين ولا سيما الأحداث منهم، نظرا إلى هشاشة قدرتهم على الإعتناء بنفسهم”.
وختمت: “أشكركم مجددا على كل ما تقومون به، واتمنى لكم التوفيق لما فيه خير مجتمعنا”.
وفي الختام قدمت رئيسة الاتحاد السيدة أميرة سكر والاعلامي جو معلوف درعا تقديرية للوزيرة الحسن، وتسلم معلوف درع الاتحاد. وتم توقيع اتفاقية تعاون بين الاتحاد ممثلا بالسيدة سكر والاعلامي معلوف برعاية الوزيرة الحسن.
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More