اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ضرورة ضبط الاعلام لا في حريته انما ضمن سقف الحقيقة، مشددا، في ما خص مسألة ضمان الشيخوخة، على انه سيأخذ طريقه الى التنفيذ وعلى ان القضاء المختص هو الذي يبت بمخالفات الضمان الاجتماعي.
وشدد الرئيس عون على ان لا سلطة اعلى من سلطة الجيش والقوى الامنية التي قامت مؤخراً بعمليات أمنية كبيرة في المنطقة وأرست الأمن والاستقرار، مجددا التأكيد على رفض لبنان انتظار الحل السياسي في سوريا من اجل اعادة النازحين لأنه امر غامض وقد عانى لبنان في هذا السياق مع الفلسطينيين الذين لا يزالون ينتظرون الحل السياسي منذ سبعة عقود من الزمن ولا أفق له.
واعرب رئيس الجمهورية عن الخشية من ان يكون ما نشهده على حدودنا الجنوبية لجهة قيام كيان قومي يهودي، مبررا لما يمكن ان يحصل في سوريا، مستغربا موقف بعض الدول الكبرى التي لا تعمل على إعادة النازحين “ولا تريدنا في المقابل أن نعمل لتحقيق هذه العودة”.
وعن وضع الحكومة، استغرب الرئيس عون ما يثار حول حصول خلافات داخلها حتى قبل اجتماعها او على الاقل اعطائها مهلة ايام قليلة، مشدداً على انها ستكون حكومة ناجحة.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله نقيب المحررين الأستاذ جوزف القصيفي على رأس وفد من مجلس النقابة الجديد وضعه في صورة برنامج عملها للمرحلة المقبلة.
كلمة النقيب القصيفي
في مستهل اللقاء، القى النقيب القصيفي كلمة جاء فيها:
“فخامة الرئيس
يسعدنا ان تكون باكورة جولات مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية على المرجعيات الوطنية والرسمية الى فخامتكم في القصر الجمهوري رمز الشرعية وموئلها، وتتزامن هذه الزيارة مع ولادة الحكومة بعد مخاض عسير.
فخامة الرئيس
انتم مؤتمنون على الدستور، وتتولون قيادة البلاد في ظل احوال معقدة في الداخل والخارج. ولا نضيف على همومكم هما جديدا اذا تحدثنا عن الازمة المصيرية التي تهدد الصحافة اللبنانية والاعلام في مرتكزات وجودهما. وان النقابة قررت التصدي لهذه الازمة بوضع تصور عام للصحافة والاعلام دورا ومؤسسات ومهنة تعيل الالاف من ذوي الاختصاص والخبرة، تطلقه في مؤتمر وطني يعقد لهذه الغاية في المستقبل المنظور، راجين من فخامتكم رعايته، وتشريفه بحضوركم شخصيا الى جانب اركان الدولة، لما لهذا الامر من اهمية على المستويين الوطني والمهني. كما نرجو منكم الايعاز للمسؤولين المعنيين بتخصيص قطعة من الارض في الاملاك العامة لتشييد مقر للنقابة تضعون حجره الاساس في عهدكم، وذلك تعويضا عن ارض كانت قد خصصت لنا في السبعينات وانتزعت منا، ما اعاق ولادة هذا المقر الذي طالما سعينا اليه.
فخامة الرئيس
نحيي جهودكم لبث الحياة في شرايين الدولة، ونقف الى جانبكم في حربكم على الفساد والمفسدين، ونحن على ثقة بانكم تكنون مودة خاصة للصحافيين والاعلاميين، من منطلق تعلقكم بفلسفة نشوء لبنان المرتكزة على قيم الحرية والديمقراطية والعدالة والحق في الاختلاف، ولست مغاليا ان قلت انكم الضمانة التي بها نثق ونلوذ.
ادامكم الله ضميرا يقظا، وعينا ساهرة، ودرعا واقية لوطننا العزيز لبنان”.
الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مؤكدا على دور الاعلام ككل في بلورة الرأي العام، بالاضافة الى الدور الاساسي الذي تضطلع به الصحافة المكتوبة على وجه الخصوص في تثقيف المواطنين، مشيرا الى ما يواجه الاعلام راهنا من تحديات وما يعتريه من شوائب. وقال: “ان الفضيحة حيث وجدت يجب ان تقال كما هي. ولان الحرية بطبيعتها مطلقة، فان على الانسان عندما يريد استعمالها احترام حدودها التي هي الحقيقة، كما عليه اثبات هذه الحقيقة من دون التستر عليها او اطلاق الاتهامات جزافا”.
وتطرق رئيس الجمهورية الى ما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي احيانا من اطلاق السباب والشتائم، واندفاع البعض للدفاع عن الحرية ازاءها، متسائلا هل الحرية هي من اجل السباب واطلاق الشتائم، وقال: “فليكن الفصل بين الشتيمة والحرية، وليحافظوا على حرية النقد المفيد المطلقة ان في السياسة او في غيرها من الامور والابتعاد عن الشتيمة. ان الشتيمة يجب ان تحال الى قانون العقوبات لا الى قانون المطبوعات، خاصة وان القانون الجزائي بامكانه حسم قضايا من هذا النوع، فيما تبقى في معظم الاحيان القضايا المحالة استنادا الى قانون المطبوعات سنوات دون البت بها وتنتفي معها اي قيمة للتدبير المتخذ بموجبه “.
وجدد الرئيس عون موقفه من ان الصحافة الحرة هي التي تساعد الحاكم في حكمه اذا ما اراد ان يحكم بعدل وصوابية، لافتا الى ان الحرية تقيد الحاكم اذا لم يحكم بالطريقة الصحيحة. ورأى الرئيس عون ان علينا ضبط الاعلام لا في حريته لكن ضمن سقف الحقيقة.