برعاية رئيسة مؤسسة رفيق الحريري السيدة نازك رفيق الحريري ممثلة بالسيدة هدى بهيج طبارة ، أحيت “جمعية نساء المستقبل ” الذكرى الرابعة عشرة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري في ندوة أقامتها في القاعة رفيق الحريري في مسجد محمد الأمين تحت عنوان” أفق الأزمة الإقتصادية” .
والى ممثلة السيدة الحريري حضرت النائب بهية الحريري ممثلة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ، والرئيس فؤاد السنيورة وعقيلته والسيد شفيق الحريري والدكتور نزار دلول والنائبان سمير الجسر ومحمد الحجار وعقيلتيهما ، والنائب رولا الطبش وعقيلة الوزير جمال الجراح السيدة عفاف ،وممثلة الوزير جبران باسيل مسؤولة لجنة العلاقات العامة في التيار الوطني الحر جوسلين الغول ، وممثل الرئيس أمين الجميل والنائب سامي الجميل النائب السابق فادي الهبر ، وممثلين عن السفارتين الفلسطينية ، نيفين العلي والجزائرية ، سمير باشا ومستشار الرئيس سعد الحريري النائب السابق عمار حوري وعقيلته ، والوزراء والنواب السابقين أحمد فتفت وغازي يوسف وعاطف مجدلاني ومحمد قباني وعقيلته ، وممثل الأمين العام لتيار المستقبل بسام عبد الملك ، وعقيلة المستشار السياسي في السفارة السعودية السيدة حنان العجلان السعدون .
كما حضر كل من المديرة العامة لمؤسسة رفيق الحريري سلوى السنيورة بعاصيري ورئيس جامعة رفيق الحريري مكرم سويدان على رأس وفد من الجامعة و رجلا الأعمال ماهر بيضون وروبير دباس ، والسيدة وداد طلال المرعبي ، وصديقات للسيدة الحريري ، والحاج سليم القاروط وعقيلته الحاجة هلا ، وحشد من نساء المستقبل ووجوه تربوية وإجتماعية وثقافية .
إستهل الحفل بتلاوة عطرة للذكر الحكيم بصوت المقرئ الشيخ خالد سليم يموت وبالنشيد الوطني اللبناني وبالوقوف دقيقة صمت لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأرواح رفاقه الشهداء الأبرار ، وبترحيب من رئيسة جمعية نساء المستقبل ليلى فليفل الترك أكدت فيه الإستمرار على رؤية الرئيس الشهيد رفيق الحريري .
كلمة نازك رفيق الحريري
وللمناسبة ألقت السيدة نازك رفيق الحريري كلمة مسجلة بصوتها تخللتها مداخلة مسجلة بصوت وصورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري عرضت مواكبة لوثائقي إستعرض مراحل مهمة من مسيرة الرئيس الشهيد أعده الزميل حسين الصانع .
وجاء في الكلمة :
أيّها الأحبّة
اليوم يتجدّد لقاؤنا مع مرور أربعة عشر عامًا على استشهاد الرئيس رفيق الحريري. ومع اللقاء، عهدٌ جديدٌ بالوفاء، تشهد به الأفئدة قبل الضمائر. تدمع العين، ويدمى القلب لــهفًا على فراق الحبيب، ويخالج الخلد إيمانٌ بغدٍ مشرقٍ يزهو فيه أمل الحقيقة والعدالة.
أربعة عشر عامًا يا رفيق العمر والدرب، وكلّما برأ الجرح، أحيته الذكرى، واشتدّت مواجع القلب لمن سكن الروح، وعانق النفس بالـمحبة والوفاء. تعاودنا الذكرى ، ويرجع صدى الـمشهد الـمحفور في لوح الذاكرة، نابضًا بوقع الحريّة والسيادة والإستقلال.
وأردفت “رفيق العمر والدرب،لكم نتوق إلى وجودك بيننا يا شهيدنا الغالي. فالتحدّيات التي نواجهها باتت تــــرهق كــــاهل شـــــــعبنا وتعصف بنا. فأين أنت يا صاحب الرؤية الواعدة، والإلتزام الوطنيّ والإنسانيّ، لتذلّل العقبات وتلين القلوب ؟ أين أنت يا رجل الدولة والـمـبادئ، الـمؤمن بلبنان السلم الأهليّ والعيش الـمشترك؟ لقد اســتطعت بــــــفضل إيــــمانك بالله عزّ وجــــــلّ أن تنفض عن لبناننا الحبيب غبار الحرب ، وتقود مع شعبنا الطيب مسيرة الإنماء والإعمار.
وأضافت “رفيق الدرب والوطن، يا شهيدنا الغالي،لم تدرك يد الغدر التي اغتالتك أنّ مســـيرتك الوطنية عصيّةٌ عليها، وأنّ غايتها في اغتيال الحقّ والعدل والشراكة الوطنية مســـــــتحيلة؛ فاللبنانيات واللبنانيّون الـــــــذين تتلمذوا عـــــلى نهجك هـم جندك، ســــــلحتهم بالعلم والتسامح، وســيحافظون على إرثك الــــــكبير، عــــــلى دولة الـمؤســــسات والقــانون والعــــــدالة، التي تضمن لأولادنا ولأحفادنا مستقبل أمنٍ وحرّيّةٍ وسيادة، وليبقى لبنان شريانًا نابضًا في قلب وطننا العربيّ، ودولةً فاعلةً مشاركةً على خريطة الدول.
أيّها الأحبّة
فلنشدّ العزم، ولنمدّ جــــــسور الحوار والتواصل بيننا، ولنتعال على التجاذبات والإصطفافات السياسيّة التي تهدّد استقرارنا وسلمنا الأهليّ. فبمشيئة الله عزّ وجلّ، وبعملنا الدؤوب، سوف يتحقق الحلم ليصبح لبنان، تمامًا كما أراده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أيقونةً للإبداع والتفوق في تاريخ الأمم.”
وتابعت “رفيق عمري ودربي ،نحن اليوم في مرحلةٍ سياسيّةٍ وإقتصاديّةٍ وإنسانيّةٍ دقيقةٍ وحرجةٍ جدًا، ولقد اجتزنا استحقاقًا وطنيًّا حيويًا، بالإتفاق على حكومةٍ وطنيةٍ جامعة، بحمد الله. وبات علينا جميعًا الإلتفاف حول هذه الحكومة، لــــكي يســـــــتعيد الــــعمل الــوطنيّ نشـــــاطه، وحتى تتمكّن الدولة أن تؤمّن للبنانيين واللبنانيات حقّهم في العيــــــــش الـــــكريم، بســـــلامٍ وأمنٍ وأمان. نحن اليوم في مواجهة الـمشاكل الحياتية التي لا يمكن معالجتها بالتجاذبات والإصطفافات السياسيّة، بل بالوفاق والوحدة الوطنية والعيش الـمشترك.”
ثم تركت الكلام “لصاحب الذكرى وسيّد الكلام الحكيم. شهيدنا الكبير،وقالت” الـمنبر لك والكلمة لك.”
من اقوال الرئيس الشهيد
“تركيز الحكومة المفترض أن يكون على القطاعات المنتجة ولكن كما ترون الآن نحن في مرحلة سياسية دقيقة وحرجة، والعمل السياسي والعمل الحكومي أصلاً في تباطؤ وهذا الأمر ليس بجديد في النظم الديمقراطية عندما يكون هناك مرحلة انتقالية قبل بضعة أشهر من الاستحقاق الرئاسي، عندنا وعند غيرنا، نرى هذا الأمر في فرنسا، نراه في إيطاليا نراه في إنكلترا وحتى في الولايات المتحدة الوضع لا يختلف عمّا هو عليه الآن هنا في لبنان.
لا أريد الإطالة وإنما أعتقد أننا أمام مرحلة قد ننتقل منها إلى الأفضل إذا كان هناك من نيّة جدّية لحكم متجانس في البلاد هناك إمكانية كبرى وفرصة ذهبية حتى يستمرّ البلد في النمو والازدهار ونقوم بالتزاماتنا، أما إذا بقيت الأمور والممارسات على ما هي عليه فأعتقد أننا سنكون أمام مرحلة حرجة في السنوات القادمة.
أعتقد أن هذا شعور الناس، الأشخاص ليسوا هم المهمّين، المهمّ هو طريقة ممارسة العمل في البلد التي كلنا شاعرين أنه لا بد من أعادت النظر فيها ليس موضوع الأشخاص هم المهمين وليس من موجود في المركز الفلاني ولا في المركز الفلاني . المهم طريقة مقاربة الأمور والمنهجية المتبعة . يجب اعادة النظر فيها بالكامل مع الحفاظ على الخط الوطني القومي وعلى الثوابت الوطنية دون مساس لأنها ثوابت أنتجت استقراراً سياسياً وقائمة ومبنية على قناعة راسخة بالخط القومي العربي الذي يتبعه لبنان . ”
وختمت السيدة الحريري ” نرفع الدعاء لله السميع المـجيب، أن يحمي لبناننا الحبيب وشعبنا الطيّب، وأن يتغمّد الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء الوطن بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، وأن تنجلي الحقيقة، وتتحقق العدالة، لأجل روح شهيدنا العظيم، وشهدائنا الأبرار. عشتم يا شعبنا الحبيب تحت سماء وطننا، ألا وهو لبناننا الغالي على قلوبنا جميعًا. ”
كلمة “نساء المستقبل”
ثم القت الترك كلمة الجمعية فقالت فيها” لك الفضل في إعادة كل شيء الحجر والبشر وطنيا ودوليا وبيروت عادت ومن جهدك عاصمة العلم والثقافة . وتسابق أعداء الزمان في الغائك والنتيجة كانت تراجع لبنان إقتصادياً والأمل بالرئيس سعد الحريري لإعادة بناء حلم الرئيس الشهيد .
إسكندر
ثم تحدث ضيف الإحتفالية الخبير الإقتصادي الدكتور مروان اسكندر فقال :
“في هذا المقام أجد أن من واجبي الكشف عن مزايا ومواقف مشرفة للرئيس رفيق الحريري وتواضعه الجم وقبوله للنقد ، وقد كانت بداية معرفتي به في عام 1978 في فرنسا ونشأت بيننا علاقة ود ومحبة ، حتى أنه كان يتقبل مني إنتقادات حول السياسة الإقتصادية والمالية وفي عام 1983 التقيت به في باريس برفقة النائب والوزير نعمة طعمة وتحادثنا بعدها مطولا عن الخطة الإقتصادية المطلوبة للنهوض بلبنان ، وكنت أعد برنامجا إقتصاديا أسبوعيا على تلفزيون لبنان وأجريت المقابلة مع الرئيس الحريري في فرنسا وتعرف اللبنانيون على توجهات الرئيس الحريري وفي عام 1995 وعلى تلفزيون المستقبل ، قال لي الرئيس الحريري أن مقابلة 1983 كانت فاشلة وأنا كنت سيئا فيها – وهذا ليس صحيحا – ولكن قوة شخصيته كانت تسمح له بإنتقاد نفسه وتطوير خططه وأجريت المقابلة وكانت ناجحة جدا .
وعرض اسكندر لأحداث عدة وذكريات بينت عن تواضع الرئيس الشهيد واعتماده على كفاءات متعددة في شتى المجالات ، وعن طموح الرئيس الحريري الإنمائي والإقتصادي والعثرات التي واجهته ومحاولة إفشال خطة النهوض بالوطن بعد الحرب ، رغم أنه قام بعمل جبار في تنظيف مدينة صيدا من الألغام التي تركها المحتل الإسرائيلي .
ثم تطرق الى إنشاء مؤسسة الحريري وتعليم اكثر من 33 الف طالب جامعي في جامعات عالمية وكان الحريري يشعر بسعادة حقيقية عندما يحضر حفل تخرجهم وبنى مجمع كفرفالوس التعليمي الذي دمره العدو الإسرائيلي في عام 1982 .
وبعد اتفاق الطائف كرس الحريري جهودا لإستقبال المستثمرين واختار حاكم مصرف لبنان وأعاد تأهيل المدارس ووسع المطار لإستيعاب 8 ملايين مسافر وباشر بإعمار الجامعة اللبنانية وأطلق ورشة إعمار وسط بيروت .
وتحدث اسكندر بلغة الأرقام فأوضح أن من يتهم الرئيس الحريري بأنه هو من حمل لبنان على الإقتراض ورفع نسبة الدين العام مخطىء تماما ، والصحيح أن الدين الخارجي في نهاية عام 2005 كان 37 % من مجمل الدين العام ولكن بعد تجهيز المطار والمدارس والمدينة الرياضية وتأمين الطاقة الكهربائية ب 1080 ميغاوات ، وبالمقابل بلغت ديون عجز الكهرباء منذ عام 2008 حتى اليوم 24 مليار دولار وتدهور إنتاج الطاقة وارتفع الدين العام الى 45% من مجمل الدين العام .
وإذا استمر هذا التراجع سيؤدي ذلك الى خراب البلد .ولا يمكن مقارنة ما تركه لنا رفيق الحريري بما يحدث لنا في المرحلة الأخيرة مطلقا .
وفي نهاية الندوة قدمت ممثلة السيدة نازك رفيق الحريري درعاً تقديرية لإسكندر .
ثم زار الحضور ضريح الرئيس الشهيد لقراءة سورة الفاتحة عن روحه الطاهرة .
إكرام صعب
[email protected]