مؤتمر الضنية 2025 يختتم أعماله ويصدر توصياته بتطوير الريف وتشجيع الإستثمار

إختتم ظهر الأحد الماضي مؤتمر الضنية 2025 ، الذي انعقد على مدار يومين في شمال لبنان في بلدة سير قضاء الضنية ، وركز على ضرورة تعويض الضنية سنوات الحرمان ونظمته “المؤسسة العالية للبحث العلمي”، في إطار بروتوكول التعاون بينها وبين إتحاد بلديات جرد الضنية، في قاعة فندق قصر الأمراء في سير.
وكان المؤتمر قد تابع جلساته التي صبت في محاورها ضمن خطة نهضة الضنية فعقد 5 جلسات- محاور، الأولى والثانية انعقدت يوم السبت، بعنوان “الضنية في عيون المهتمين بتطويرها” و”الثقافة والتربية”، فيما انعقدت يوم الأحد ثلاث جلسات ـ محاور،تحدثت عن “الزراعة وإنتاج العسل”، و “الصحة والغذاء” و”البيئة والسياحة”.
وكانت مداخلة للأستاذ المساعد في كلية التربية – الجامعة اللبنانية د.مها محمد خالد تحدثت فيها عن “المتحف والضنية” المؤسّسة العالية للبحث العلمي .
ومما جاء فيها “أنّ التّسارع التّكنولوجيّ الموصوف في هذا العالم، ودوره الفاعل في الإقتصاد العالمي المتجدّد، والذي يسعى لجعل العالم قرية كونيّة، لا يكفي ولا يحلّ مكان التّواصل المباشر، وليس هو البديل عن التّواصل الإنسانيّ- المعرفيّ، فالتّعمق في مكتسبات ومخلّفات الأجداد الثّقافية الحرفيّة والفنّيّة، الاقتصاديّة والتّاريخيّة منها، في منطقة الضنية نموذجاً، والتي إن بحثنا فيها جذبنا نحوالسّعي للتّطوير والتّحسين، عبر العمل الدؤوب والهادف لإنشاء متحف للمحفوظات الفنية والحرفية وغيرها، يليق بمكتسبات وتاريخ أهلنا في الضنية، ناهيك عن إنشاء المتاحف الطبيعية الحيّة في رحم الغابات المميّزة في الضّنيّة.”
وأضافت” شمل هذا البحث الوصفي الميداني، تعريف المتاحف وأنواعها وأدوارها، إلى جانب إضاءة سريعة على الضنية (تاريخها وجغرافيتها)، وعرض مفصل لنموذج من المتحف – الغابة وأهميته كمكان ومتحف لبعض الحرف والمهارات الفنية من مطرزات وأشغال لنساء الضنية من الحقبة الماضية، ولبعض من الأدوات والأواني المستعملة حينها، هادفين بذلك لإنشاء متحف أو متاحف تليق بقرانا وتلبي طموحات أبنائنا، وتساهم في خلق فرص حقيقة، للعمل والتعلم للتربية والفن، للسياحة والاقتصاد، ولغاية فضلى ألا وهي إنعاش مستدام لقرانا وبلداتنا.”
وتابعت “الضنية منطقة مهمة وغنية بمناخها وبغاباتها المعمّرة وبطبيعتها الزراعية، وهي نسيج لبناني متنوع مثمر وجميل جدأً، مميزٌ بثروته الحرجية والنباتية والبشرية، ومع كل هذه العظمة والعراقة والتنوع والغنى، لا يوجد فيها متاحف طبيعية ومتاحف متخصصة ترتقي لتكون شاهدًا على التاريخ الماضي بكل أطيافه، ودافعاً مهماً لهذا الجيل ليعي أهميته ودوره في الحفاظ على الموروث الثقافي، وكيفية السعي الدؤوب لتطوير الزراعة الحرجية على سبيل المثال، وتحويلها إلى صناعة طبية، طبيعية -علاجية، ساعين بذلك لتوفير فرص العمل بطريقة مستدامة، عبر إنشاء المحميات والمتاحف الطبيعية الحية، أو السعي لإنشاء متحف يعنى بالحرف والمطرزات اليدوية النسائية، إلى جانب عرض وتوثيق المواد والأدوات الزراعية المستعملة قديماً وصولاً لمتاحف تعنى بالمخطوطات والرسائل التاريخية والأسلحة القديمة إن وجدت، لتكون صروحاً علمية للأجيال القادمة، وشواهد حية على الأصالة والعراقة لهذا الجزء الغني والمهم والمهمل ربما عن قصد، من وطننا لبنان.”
ورأت ان “المتحف هذا الصرح والمَعلم المهم، بكل تشعباته وفروعه، من متاحف فنية ومتاحف طبيعية من غابات وحدائق متنوعة، وبحيرات ومجاري ومحميات طبيعية، وصولًا للتعمق في علمي الميزيولوجيا والميزيوغرافيا، ثمّ معرفة أسس التصنيف والتبويب والحفظ، والصيانة والأرشفة، والذي نحن لغاية الآن غافلون عن أهميته التاريخية والثقافية، الفنية والتربوية الترفيهية والتعليمية الاقتصادية والإنمائية بشكل مستدام، لقرانا في منطقة الضنية، لا بد لهذا المتحف الحلم من أن يبصر النور في يوم ما، إن عملنا بجدية، ويحضرني هو المفكر التربوي سيليستين فرنيه Celestin Freinet ،الذي دعى الى التعلم والتعليم عن طريق الملاحظة المباشرة والتجربة، وشدد على أهمية التعبير الحر وهذا ما يؤمنه المتحف – الغابة لأجيال، فلا تطور بدون مشاركة ووعي وإحتضان المجتمع المحلي، ولا تنمية مستدامة بدون وعي الأهل والمجتمع للموروثات الموجودة، وهذا يحتاج إلى توعية ومتابعة، إعلانية وإعلامية، وسعي فعليّ الى جانب تحقيق المتاحف المرجوة، لتطوير وإنشاء صفحات ومواقع الكترونية مواكبة للحداثة، تساهم في التعرف على المنطقة ومنتجعاتها ومتاحفها المتنوعة، لذا سنختم بقول مدير متحف اللوفر ” المتحف مكان من مهامه التربية على التراث العالمي للإنسانية، مما يعني وضوح الهدف بإبراز الحضارة الإنسانية في كل حنية من حنايا الضنية.

وتحدث ايضا كل من رئيسة مصلحة الزراعة والأحراج في الشمال الدكتورة إقبال زيادة ورئيس جمعية إنماء القمادين عبد القادر عيسى ومدير الغناية الطبية في مستشفى سير الحكومي الدكتور سهيل الصمد وناقشوا محور الصحة والغذاء في المنطقة كما تحدثت في محور البيئة السياحية ، الى خالد ، مهندسة الزراعة ميرنا شاهين وعبد الحليم بودراع وتطرق الى مشروع درب الصنوبر البيئي .
واختتم المؤتمر بسلسلة من التوصيات ألقاها رئيس المؤسسة العالمية للبحث العلمي الدكتور علي الآغا وسهى عبد الحميد شاكر أمينة سر المؤسسة المالية للبحث العلمي .
وركزت التوصيات على تشجيع اقامة المؤتمرات العلمية في المناطق الريفية والمساهمة بشكل مباشر في تطوير الريف وإعداد دورات تدريبية للجيل الصاعد وتشجيع المستثمرين القيام بمشاريع والعمل مع الادارات المعنية لمد الريف بشبكة سكك حيدية
[email protected]

لمشاركة الرابط: