خاص –nextlb – عاطف البعلبكي
قال النائب الشيخ بطرس حرب أن الحكومة باقية وتتجاذبها كتل وازنة وليس لها سياسة خارجية ، وسياستها الخارجية يرسمها حزب الله وينفذها وزير الخارجية جبران باسيل ، وهي حكومة السياسات المتناقضة والصفقات من كل الأنواع ، وليست قادرة على إتخاذ موقف موحد ، وهذا يشل البلد ويساهم في تفكك المؤسسات ، وقضية بواخر الكهرباء نموذج صارخ على حال الحكومة .
وعن الحملة التي شنت على رئيس الحكومة السابق تمام سلام واتهامه بالتقصير في معالجة مسألة العسكريين المختطفين من قبل داعش ، يقول حرب بأن الإتهام سياسي يشوه الحقائق ، ويجري توظيفه في حملات إنتخابية ، مع عدم الأخذ بعين الإعتبار ظروف المعركة وظروف الإشتباك في عرسال ، ويجب احترام معنويات الجيش ويطالب كذلك بلجنة تحقيق في الإتهام كما يدعو إلى احترام معنويات الجيش اللبناني في هذا الوضع الدقيق .
كلام النائب حرب جاء خلال لقاء مع وفد رابطة خريجي الإعلام برئاسة الدكتور عامر مشموشي في دارته في الحازمية .
الوضع الحكومي
ويقول النائب حرب بأن الحكومة باقية والرئيس سعد الحريري ليس عنده وسيلة للبقاء في السلطة قبل الإنتخابات إلا من خلال الحفاظ عل حالة التعايش الحالية ، وهذا لأسباب شخصية وإقليمية وتوازنات ، وتفرض وجوده في السلطة ، ولكن ليس في الحكومة توازن ، وهناك غالب ومغلوب وهذا يفسره خطاب الوزير جبران باسيل الموجه مباشرة ضد الدكتور جعجع والرئيس سعد الحريري .
وردا على سؤال عن العمل الحكومي يقول النائب حرب ” إن العمل الحكومي دخل مرحلة قوية من التجاذب ، والكتل النيابية الوازنة كتيار المستقبل مثلا ، لا تستطيع نقل موقفها إلى الحكومة ، والحكومة غائبة عن السمع في كل ما يحصل ، وما حصل في جرود رأس بعلبك غريب فهناك عصابة قتلت عسكريينا وتركناها تفلت من العقاب .
الجيش والتنسيق ومعركة عرسال
وعن الجيش يقول حرب ليس من مصلحتنا التشكيك بالجيش ولكن البعض يسأل أين القتلى من داعش ؟ ويستنتج أن المعركة جرت من ضمن اتفاق ، وجرى هناك تنسيق ما بين الجيش السوري والجيش اللبناني في مكان ما ، أما عن أهل الضحايا فيقول إنه ليس سهلا عليهم أن يروا من قتل أولادهم يخرجون سالمين من الجرود وهناك معاناة لأهل الضحايا استمرت لعدة سنوات ، ومن الخطا طرح الموضوع فقط من الناحية السياسية .
ويضيف بأن الجيش اللبناني لم يقم بهذه العملية النوعية إلا بعد توافق تم مع كل الدول الفاعلة إيران وروسيا والولايات المتحدة وهذا أعطاه الضوء الأخضر وتوفير السلاح النوعي الذي يمنح الجيش اللبناني السيطرة على مجريات المعركة ، وهذا يختلف تماما عما جرى في عام 2014 في عرسال حينها لم تكن عنده الظروف الملائمة ولا العتاد العسكري المطلوب ، وكان طلب الدخول الى عرسال ، ولكن قائد الجيش العماد قهوجي قال إن عملية الدخول إلى عرسال قد تكلفنا أكثر من الف قتيل بين مدني وعسكري لأن عناصر داعش كانوا قد تغلغلوا داخل أحياء عرسال .
وعن هذه الفترة يقول ” كان الرئيس تمام سلام مترددا في دعوة قائد الجيش الى جلسة مجلس الوزراء وأنا طلبت منه دعوته الى الجلسة ، وقال العماد قهوجي بأن الجيش يستطيع خوض المعركة وكسبها ولكن الخوف على حياة المدنيين والعسكريين المخطوفين كبيرة ، وفي النهاية رفضت الحكومة دخول الجيش الى عرسال .
وعن تقاذف المسؤوليات والتهم داخل الحكومة في موضوع العسكريين الشهداء يقول حرب بأن هذه المعركة تخاض لتصفية الحسابات داخل الحكومة ، وحزب الله والمستقبل والإشتراكي كانوا داخل الحكومة أما التيار الوطني الحر الذي يتهم حكومة تمام سلام بالتقصير لماذا لم ينسحب من الحكومة يومها .
ويضيف بأن عملية القضاء على فلول داعش تمت الآن وفي هذا الموعد لأن الظروف الدولية سمحت بذلك ليس أكثر ، ولولا الرئيس تمام سلام لما كان هناك حكومة ولا رئيس جمهورية .
القانون الإنتخابي
وعن القانون الإنتخابي يقول حرب إنه غير قابل للتطبيق لعلل عديدة فيه ، واذا تم استعمال البطاقة الإنتخابية الممغنطة فستفتح المجال واسعا لتزوير الإنتخابات ، وهذا من شأنه تعطيل الإرادة الشعبية ، وحسب الدراسات التي إجريت على طريقة تطبيق القانون ، من الممكن أن يفشل مرشح يحصل على عشرة آلاف صوت وينجح آخر ب 400 صوت ، هذا بالإضافة إلى عدم إمكانية تشطيب مرشحين في اللائحة ، لأن اللائحة المقفلة تفرض على الناخب مرشحين هو في الأصل لا يريد انتخابهم . والصوت التفضيلي هو قمع لحرية الناخب كذلك ، وهذا القانون فرط التحالفات التقليدية ، وفي كل الأحوال لا يمكن تعديل القانون ولكن من الممكن تعديل التطبيق .
الإنتخابات في الشمال
وعن اللقاء واحتمال التحالف مع النائب سليمان فرنجية يقول حرب ” اللقاء مع النائب فرنجية له مؤشرات ، وتوزيع القوى السياسية والمعركة تحتم قيام تحالفات سياسية ، ومن الطبيعي أن يحصل تحالف بيني وبين فرنجية والتحالف بين القوات والتيار العوني “تحالف على القطعة “.
وعن المعركة الإنتخابية المقبلة في الشمال يقول حرب ” إن أكبر خصم للمرشح العوني هو المرشح القواتي ، والقواتيون في الشمال أقوى بالطبع ، وهم ليسوا بحاجة إلى التحالف في الشمال للفوز” .
ويتابع حرب ” بالنسبة لي أنا أعتبر الدائرة الفردية أصدق تمثيلا وأحسن لتحقيق الوحدة الوطنية وكان طرحي أن يكون لكل مواطن صوتان لمرشحين ، مسلم ومسيحي وهذا الطرح يحقق الوحدة الوطنية.
الوضع الإنتخابي في البترون
وعن وضعه الإنتخابي في البترون يقول حرب ” أكيد لست متعبا والوضع سليم ومريح وليس لدي مخاوف، وعن احتكار التيار والقوات للتمثيل المسيحي يقول بأن هناك صراعا على السلطة ، من يأخذ المركز من الآخر، ولكن الشعب اللبناني يتحلى بحس سياسي ووطني ، وهذا يفسح المجال واسعا للمستقلين بأن يكون لهم دور ولا يمكن إلغاؤهم من المعادلة ، وكل مصيبة المسيحيين السابقة كانت من محاولات البعض إلغاء الآخر على الساحة المسيحية .
وبالنسبة للتحالفات يقول حرب أنه ميال للتحالف وليس محكوما به ، كما أن المعارك الإنتخابية على الساحة المسيحية تحمل طموحات رئاسية لمرشحين قادمين ، بين الدكتور جعجع والنائب سليمان فرنجية والوزير جبران باسيل ، والفشل في الإنتخابات النيابية يعني بداية سقوط المرشحين لرئاسة الجمهورية . وفي المحصلة ليس من المؤكد أن الوزير باسيل قد ينجح في الإنتخابات .
وعن العمل السياسي على الساحة اللبنانية يقول حرب ” إن المستوى إنخفض الى مستوى الحرتقات الصغيرة ، وعن موازين القوى يقول بأن وضع فريق الممانعة راهنا صار أقوى ، وهو متصل ومحكوم بالوضع السياسي والميداني في سوريا بعد التدخل الروسي وتقوية موقع الرئيس السوري الذي كان قد شارف على الإنهيار ، لولا التدخل العسكري الروسي ، وأن مشكلة حزب الله لبنانيا ، أنه الذراع العسكري لإيران التي تعتمد ولاية الفقيه مبدءا وقانونا ، وأن الوضع مستقر حاليا على الحدود الجنوبية ، وتنعم بالهدوء التام وحزب الله ليس بصدد خوض حرب على الحدود الجنوبية في المدى المنظور.
[email protected]