
هناك فرق جوهري بين من وُضعت له مقومات النجاح وسُخّرت له الظروف، وبين من بنى نفسه بجهده، من الصفر، وأحيانًا من تحت الصفر.
من سار في طريقٍ وعرٍ وحده، وتخطى الصعوبات والعقبات، وواجه الحياة بشجاعة وصبر، وكان كل ما وصل إليه ثمرة تعبٍ وعرقٍ وتضحيات.
في بلدتنا شبعا، وفي منطقة العرقوب عامة، نعتز ونفتخر برجال ونساء سطّروا قصص نجاح عظيمة بدأت من لا شيء.
منهم من خاض غمار البحر، ومنهم من ارتحل إلى أقاصي الأرض طلبًا للرزق، فغادروا الوطن حاملين الحنين في قلوبهم، ولم ينسوا لحظة أنهم أبناء هذا التراب الطيب.
بالعلم، بالعمل، بالمثابرة، بالانضباط، وبعزيمة لا تلين، استطاعوا أن يبنوا مستقبلهم ويحققوا أحلامهم، ويعودوا إلينا بنجاحات يُرفع لها الرأس.
النجاح الحقيقي لا يُورَّث ولا يُشترى، بل يُنتزع بالإرادة، ويتحقق بالتخطيط والرؤية والصبر.
هو تجربة معجونة بالوجع والأمل، لا يفهمها إلا من عاشها لحظة بلحظة.
ولذلك، نوجّه اليوم أسمى تحية شكر وتقدير إلى كل من لم ينسَ بلده، مهما ابتعدت به المسافات.
إلى كل من عاد إلى شبعا والعرقوب ليساهم في تطوير بلدته، أو استثمر فيها، أو بنى فيها بيتًا، أو دعم أهلها.
إلى كل من اختار أن يبقى على صلة بجذوره، ويساهم من موقعه، من مغتربه أو من قلب الوطن، في نهضة منطقته ووطنه.
أنتم الأمل، وأنتم الرافعة.
أنتم البرهان أن الانتماء ليس مجرد كلمة، بل فعل، والتزام، وعطاء صادق.
في التجارة، في الصناعة، في الأدب والثقافة، في الطب والتعليم، في الإعلام والإبداع… أثبتم أن اللبناني حين يؤمن بنفسه وببلده، لا حدود لما يمكن أن ينجزه.
كل التحية والتقدير لكل من يزرع الخير حيثما حلّ، ولا ينسى أن الوطن ينتظر منه لمسة وفاء، وموقف كرامة، ودعمًا صادقًا في وقت الحاجة.
شبعا والعرقوب تفتخر بكم، ولبنان يعلو بكم.
نزيه عبدو حمد