
أصدر العضو المؤسس في شركة “سوليدير” ونائب الرئيس السابق للشركة، وأحد أصدقاء الرئيس الشهيد رفيق الحريري المقرّبين، السيد ماهر بيضون، بيانًا أعرب فيه عن استنكاره الشديد للتصريحات الأخيرة التي طالت السيدة نازك رفيق الحريري، معتبرًا أنها تمثّل إساءة غير مبرّرة تمسّ مقامًا وطنيًا وإنسانيًا كبيرًا.
وقال بيضون في بيانه“سمعنا أكثر من مرة، في مقابلات متلفزة ومجالس خاصة، ومن لسان الرئيس الشهيد نفسه، أنّ السيدة نازك كانت من الركائز الأساسية في حياته، وشريكة حقيقية في مسيرته السياسية والوطنية والإنسانية. كان دائم الامتنان لدعمها، ويُشيد بدورها أينما حلّ”.
وأعرب عن أسفه الشديد لانتقال بعض الخلافات أو وجهات النظر إلى الإعلام، مؤكدًا:
“كنت أتمنى أن تبقى مثل هذه الأمور، مهما بلغت حساسيتها، محصورة ضمن العائلة الواحدة، وألا تُستدرج إلى المنابر الإعلامية، التي – وللأسف – باتت تسهم في توسيع الشرخ، بدل أن تكون مساحة للتقارب ولمّ الشمل”.
وأشار إلى أن “رغم مرور عشرين عامًا على استشهاد الرئيس رفيق الحريري، لا يزال الإعلام اللبناني، بمختلف أطيافه، يحرص على احترام مقام السيدة نازك الحريري، ويقدّر مكانتها ودورها، ويشهد على رصانتها وابتعادها عن المهاترات والانقسامات. أما التصريحات المسيئة، فهي لا تنال من صورتها، بل ترتدّ على من يطلقها، وتعكس غيابًا للمسؤولية”.
وتوقّف بيضون عند ما يتم تداوله بشأن إنتاج عمل درامي يتناول سيرة الرئيس الشهيد وزوجته، معبّرًا عن استغرابه “كيف يمكن الشروع في إنتاج مسلسل يتناول سيرة الرئيس رفيق الحريري وعقيلته من دون علم السيدة نازك، أو اطلاعها على مضمونه، أو التنسيق معها، والحصول على إذن مسبق منها”.
وأضاف“شخصية تاريخية ووطنية كرفيق الحريري، لا يمكن اختصارها في عمل تمثيلي هجين، سُرّبت منه مشاهد لا تشبه الواقع، ولا تليق برمز وطني قدّم للبنان نموذجًا في القيادة والبناء”.
ونوّه بيضون بالدور الحيوي الذي تواصل السيدة نازك الحريري أداءه على خطى الرئيس الشهيد في مجال التعليم والتنمية البشرية، مشيرًا إلى أنها “تترأس مؤسسة رفيق الحريري، وتشرف على برامجها التعليمية والاجتماعية، وتواصل رعايتها لجامعة رفيق الحريري التي تترأس مجلس أمنائها، إلى جانب المدارس التابعة للمؤسسة، المنتشرة في عدد من المناطق اللبنانية”.
وقال“هذه المسيرة التربوية التي تتابعها السيدة نازك الحريري بصمت وفعالية، ليست امتدادًا رمزيًا فقط لإرث الرئيس الشهيد، بل تمثّل الترجمة الحقيقية لفكره ورسالته، حيث آمن بأن العلم هو أساس بناء الإنسان والوطن. لقد اختارت أن تُخلّد ذكراه بالعمل، لا بالشعارات، وأن تبقى قريبة من الشباب اللبناني، عبر مؤسسات أثبتت صدقيتها ودورها محليًا وعربيًا”.
وختم بيضون بيانه بالتشديد على أن “الوفاء للرئيس الشهيد لا يكون برفع الصوت ولا بالاستعراض الإعلامي، بل عبر الحفاظ على القيم التي عاش واستُشهِد من أجلها – الكرامة، والاحترام، والتواضع، والخدمة العامة. والسيدة نازك، بما تمثّله من ثبات ورصانة، تظلّ وجهًا مشرفًا في ذاكرة اللبنانيين، وصورة صادقة لزوجة القائد، ورفيقة الدرب، وحاملة الأمانة”.
وأضاف“كل من عرف رفيق الحريري عن قرب، يعرف تمامًا حجم ومكانة السيدة نازك في حياته، ويدرك أن أي حديث عنها لا يجوز أن يكون إلا باحترام وإجلال. أما محاولات الإساءة أو الانتقاص، فتعكس هشاشة أخلاقية، لا موقفًا قويًا”.
وختم بالقول“عائلة الحريري ستبقى، رغم كل ما يُقال، محطّ أنظار اللبنانيين، لأنها ارتبطت بتاريخ من الإعمار، والتعليم، والمبادرات، والمصالحة. وما بُني بسنوات من التراكم والعمل الصادق، لا تهدمه تصريحات عابرة، بل يثبّته التاريخ وضمير الناس”
المصدر_خاص