وداعاً أيها الكبير طلال سلمان … بقلم طلال الورداني

قف دون رأيك في الحياة مجاهداً           إن الحياة عقيدة وجهاد
أول حبونا نحو اللغة والقراءة تفتحت أعيننا على “السفير” كان ربانها الأستاذ طلال سلمان ، هذا الرجل العصامي الذي “أدمن” حب العروبة وحب كل بقعة ضوء عربية تتنفس كبرياء و حرية و تؤمن ب “بلاد العرب أوطاني …” وتحاكي قضيتنا الكبرى مع انبلاج كل فجر جديد .
كان قلمه ينبض مقاومة على طريقته ، فالقلم الى جانب السيف ضمانة الأوطان وسبيل صونها من الخطر !
لقد آمن طلال سلمان ككل عربي مخلص بقضية فلسطين وبكل قضايا العرب المحقة ، من العراق الى اليمن الى الشام الى الجنوب المقاوم … كان حبر قلمه لايجف ونبضه لا يستكين
في مواكبة كل حدث يصيب الأمة كانت “السفير” منبر الأقلام الواعدة … وكنت أحد هذه الأقلام ، وقد كتبت فيها أكثر من مشاركة ، ومنها قصيدة الشام التي كان مطلعها :
يا شام بوح الهوى قد حل بي أدبا
فجئت أهوى بك الإسلام والعربا

وكم كان سروري وأنا شاب عشريني حين نشرتها ثلاث صحف لبنانية وصحيفة سورية في آن واحد .
وإذا كنا نعبر بصدق وإخلاص عن عدالة قضيتنا فذلك فضل لمدرسة الكبار أمثال الراحل الكبير الذي كنا نقرأ افتتاحيته في السفير فيكبر في أعماقنا حب العروبة ، ونشعر بشغف للكتابة عن فلسطين وعن بطولات رجالها وعن عدالة قضيتها !
نحن اليوم أحوج ما يكون الى هذه الإقلام النظيفة التي تضخ دم العروبة من جديد في شرايين الجيل الصاعد الذي يتلهى بوسائل التواصل الاجتماعي ، لتكتب عن صلاح الدين الأيوبي وعمر المختار ويوسف العظمة وابراهيم هنانو وعز الدين القسام وسلطان باشا الأطرش وجمال عبد الناصر ، وعن أسماء المجاهدين والمقاومين في فلسطين وجنوب لبنان وسيناء والجولان ، كل هؤلاء الكبار يجب أن تحفظ أسماءهم الأجيال ليكونوا قدوة ومثالا .
لقد ألفنا السفير وكانت صوت الناس، وكان قلم “الأستاذ طلال” النبراس الذي يشع كبرياء وعروبة وحرية !
لك أيها الكبير تحية الأجيال لما تركت فيها من أثر طيب على مر الزمن ، ونعدك بأن نبقى مدافعين عن العروبة والإسلام ، وأن نحمل قضية فلسطين الى العالم حتى استرجاع الحق السليب والمقدسات .
نم قرير العين فأنت في كوكبة من رجال قال فيهم رب العالمين
“مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ” صدق الله العظيم
الى جنان الخلد حيث الأبرار والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
د. طلال الورداني
25/8/2023

لمشاركة الرابط: