هذا عنوان كتاب الكاتب والمفكّر بلال خبيز الذي تكرّم بإرساله لي مشكوراً عبر هذا المنتدى بصيغة بي دي إف. طالعت هذا الكتاب على فترات متقطعة في الأسبوع الماضي، إلى أن وصلت إلى ختامه اليوم.
أذكر أنني في التسعينيات من القرن الماضي، وكنت بعد مراهقا صغيرا في لبنان، كنت مواظبا على قراءة الملحق الثقافي لجريدة “النهار”، وكان من بين الكتّاب الذين أحب قراءتهم بلال خبيز.
وفي العام 1997 انتقلنا الى البرازيل وانقطعت صلتي بالصحف والمجلات العربية إلى أن عادت مع بدء الألفية عبر منتدى الإنترنت، والذي وجدت فيه مجددا مقالات الكاتب خبيز في الملحق الثقافي للنهار، وأذكر ايضا انني كنت مواظباً على قراءة مقالات الكاتب محمود الزيباوي التراثية والتاريخية في نفس الملحق، وكنت أحب أيضا قراءة مقالات الكاتب عقل العويط.
و مع مجيء شبكات التواصل الاجتماعي، أتيحت لنا فرصة التواصل مع الكثيرين ممن انقطعت صلتنا بهم. وكان من هؤلاء بلال خبيز، والذي عدت لمتابعة مقالاته على أحد مواقع الأنترنت، وهذه هي المرة الأولى التي أقرأ له كتابا كاملا.
أشاطر الكاتب الرأي أن العالم يهجرنا ويتركنا لمصيرنا وأننا كالأيتام على موائد اللئام. ولكنني أخالفه بعض الشيء في نظرته التشاؤمية ربما وفي يأسه وتبرمه من دور المثقف في هذا المشهد المعاصر المعولم. أرى دائما أننا “محكومون بالأمل” كما قال الكاتب المسرحي السوري الراحل سعد الله ونوس يوما ما.
وفي هذه الحياة هناك خياران لا ثالث لهما: إما الرضوخ للواقع أو الثورة عليه، وأنا أختار أن أكون ثائراً حتى وإن كانت ثوريتي في حيز الكمون والقول والفكر، دون ترجمتها إلى أعمال وممارسات ثورية فعلية.
كل الشكر للصديق خبيز على كتابه وعلى فتحه باب النقاش عن هذا العالم الذي بات موحشاً وقاسياً بشكل غير مسبوق.
*عنوان المقال مقتبس من عنوان كتاب الكاتب والفنان بلال خبيز ”العالم وهو يهجرنا” الصادرعن دار النهضة العربية في عام 2022 .